اشتعلت المعارك من جديد في شرق أوكرانيا موقعة عدداً من القتلى مع تخوف من سيناريو حرب أهلية، في وقت يعقد البرلمان اليوم الثلاثاء جلسة مغلقة في كييف، فيما سينعقد في فيينا اجتماع يتمحور حول الأزمة الأوكرانية. وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف اليوم الثلاثاء إن أكثر من 30 انفصالياً موالياً لروسيا قتلوا في الاشتباكات بالقرب من سلافيانسك معقل المتمردين في شرق أوكرانيا. ويأتي هذا التأزم الميداني، في حين ينتظر وصول وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في المساء إلى العاصمة الأوكرانية لإجراء محادثات مع كبار مسؤولي البلاد. وقبل زيارته إلى أوكرانيا سيتوجه وزير الخارجية البريطاني إلى فيينا ليبحث الأزمة الأوكرانية مع نحو 30 وزيراً، بينهم الروسي سيرغي لافروف والأوكراني اندري دشتشيتسا في إطار اجتماع للجنة الوزارية لمجلس أوروبا. وقد وقع تبادل إطلاق نار كثيف الاثنين استمر ساعات في محيط سلافيانسك معقل الناشطين الموالين للروس. وأسفرت المعارك عن سقوط 4 قتلى على الأقل ونحو 30 جريحاً في صفوف قوات الأمن الأوكرانية، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية، مؤكدة أن المتمردين يستخدمون السكان "دروعاً بشرية" وأضرموا النار في منازل ما أوقع عدة ضحايا. كما أسقطت مروحية للجيش من طراز ام آي-24 بالسلاح الثقيل حوالي الساعة 11,30 ت غ قرب سلافيانسك. ولاحقاً، سمع إطلاق نار من أسلحة رشاشة للمرة الأولى قرب وسط سلافيانسك، ما يدل على أن الجيش يحقق مكاسب على الأرض. في المقابل، نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله اليوم الثلاثاء إن روسيا ستعزز أسطولها في البحر الأسود بغواصات وسفن جديدة، وذلك بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها. ونقلت الوكالة عن شويجو قوله "ستنضم غواصات جديدة إلى أسطول البحر الأسود هذا العام، بالإضافة إلى جيل جديد من السفن الحربية. كل هذا يتطلب اهتماما كبيرا منا". تهديد السلام في أوروبا وفي "كتاب أبيض" نشر الاثنين اعتبرت موسكو أن الأزمة قد تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا في غياب أي رد مناسب من المجتمع الدولي. وأشار هذا التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية إلى أن "قواتاً قومية من المتطرفين والنازيين الجدد" تنشط في أوكرانيا، حيث ترتكب انتهاكات "كثيفة" لحقوق الإنسان. وكان الرئيس الانتقالي الأوكراني أولكسندر تورتشينوف حذر في وقت سابق الاثنين من أن "هناك حربا بالفعل تشن ضدنا"، بعد الحوادث الدموية في أوديسا الجمعة أسفرت عن مقتل حوالي 40 شخصا. ووفق تورتشينوف، فإن "هدف (الانفصاليين الموالين لروسيا) هو الإطاحة بالحكومة في كييف"، حيث إن الاستفزازات والحوادث قد تمتد إلى كافة الأراضي الأوكرانية، خاصة في 9 مايو، وهو يوم عطلة في أوكرانيا وروسيا، حيث يحتفل بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية.