أحمد خالد
ظاهرة غريبة سيئة تنتشر بين عموم الصائمين، وهي تجاهل صلاة المغرب، حيث تكون أغلب مساجد البحرين خالية بعد الإفطار، فيقوم العديد من الناس بالاكتفاء بالصلاة في المنازل وذلك تعاجزاً عن الذهاب إلى المسجد.
يقول عيسى المحميد إمام مسجد الشيخة لولوة بنت خليفة آل خليفة: "مررت بموقف في إحدى المرات "بالأحياء السكنية"، حينما وجدت شباباً مجتمعين ويتحدثون فيما بينهم، فشدني نقاش كانوا يتكلمون به حينما قال أحدهم بأن حضور الطعام مبيح لترك صلاة الجماعة مستدلاً بذلك بأمرين الأول: إن ابن عمر كان يبدأ بالعشاء، والثاني: قول أبي الدرداء "من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ"، أوضحت لهم هنا بالاستدلال بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قدم العشاء وحضر العِشاء فابدؤوا بالعَشاء) وفي اللفظ الآخر: (إذا قدم العَشاء فابدؤوا به قبل أن تصلوا المغرب) وفي اللفظ الآخر: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الأخبثان)".
يواصل المحميد حديثه باستدلاله بأقوال الإمام بأن "المؤمن إذا حضر طعامه يبدأ بالطعام لأنه إذا ذهب إلى الصلاة والطعام قد حضر ذهب وقلبه مشغول فلا يؤديها كما ينبغي، يبدأ بالطعام ثم يصلي الصلاة بقلب مقبل فارغ يخشع في الصلاة ويقبل عليها، لكن لا ينبغي له أن يجعل ذلك عادةً له ويأمرهم بإحضار الطعام وقت الصلاة لا، بل يجب عليه أن يبدأ بالصلاة ويعتني بأدائها".
أحمد العشيري يقول: "إن هذه ظاهرة منتشرة فعلاً، فعندما أدخل إلى المسجد في الصلوات العادية أرى أعدادهم طبيعية، أما في صلاة المغرب فتقل أعداد المصلين ولا أراهم متواجدين هناك، فهم بالأغلب يتناولون ما وراء الفطور من طعام وحلويات ويشاهدون المسلسلات الرمضانية، فتذهب عليهم أوقات الصلاة وهم متواجدون في المنزل مع الأسف".
أما أحمد عطية فيبرر الأمر بأن "المصلين يشعرون بالتعب بعد الفطور، فهنالك بعض من العوائل يقومون بالذهاب إلى المطاعم وتناول الأكل هناك، فبعض المطاعم تتأخر في إعداد الأكل أو يكون هناك ازدحام في المطاعم مما يترتب على ذلك تأخير في تسليم الطعام من أجل الإفطار، ولذلك فلا يجدون الوقت الكافي للذهاب إلى المساجد، وأيضاً هناك من يسرح في النقاشات العائلية التي تكون في فترة بعد الفطور وتذهب عليهم الصلاة مع الأسف".