سماهر سيف اليزل
من مفارقات رمضان التي تدعو للتندر والاستغراب أن عدد أطباق المائدة يتناقص بعد أول عشرة أيام منه ففي الأيام الأولى تحتوي الموائد على جميع الطيبات من أطعمة ومشروبات وتختلف الألوان والنكهات بين المالح والحلو، ثم تبدأ في التقلص تدريجياً حتى آخر أيامه.
ويرتسم مشهد الوجبات في أول أسبوع من رمضان باحتواء المائدة على 4 إلى 6 أطباق رئيسة إضافة لعدد من المقبلات والسلطات وأطباق الحلو، ويبدأ المشهد في التناقص شيئاً فشيئاً إلى أن نصل في آخر أسبوع بطبق رئيس واحد وطبق حلو واحد.
تقول لبنى إبراهيم إحدى ربات البيوت إن امتلاء المائدة في الأيام الأولى يعد وجهاً من وجوه الاحتفال بحلول الشهر الفضيل وتعبيراً عن فرحة ربات المنزل به، حيث إن شهر رمضان هو أكثر وقت يجتمع فيه أفراد الأسرة على مائدة واحدة مما يسر الأمهات ويجعلهن يسعين لإرضاء كل الأذواق.
وأوضحت أن الأمهات يحتفلن بالأفراد الجدد في الصيام من الفتية والفتيات الصغار، ويتم تشجيعهم من خلال تنفيذ طلباتهم في المائدة كجائزة نظير إتمامهم للصيام حتى اعتيادهم عليه وتمرسهم فيه.
واتفقت شيماء أن هناك منافسة خفية تحدث بين زوجات الأبناء والشقيقات في هذا الشهر لسماع الآراء والإطراءات من الأزواج والأبناء والأشقاء، وتزيد المنافسات خصوصاً في الأسر الكبيرة التي تحتوي على زوجات الأبناء، فكل زوجة تحاول تقديم قدراتها لتتفاخر أمام الزوج وأم الزوج، فتدخل كل واحدة منهن المطبخ وتعد طبقاً رئيساً وطبق مقبلات وطبق حلو وهكذا تصبح المائدة عامرة بما لا يقل عن أربع أصناف رئيسة، ولكن هذا الحماس وروح المنافسة يقل تدريجياً مع انقضاء أيام رمضان، كما أنه مع الصيام تعتاد المعدة على القليل وبالتالي تقل أصناف الطعام على المائدة، وتشير إلى أن الرجال بالأخص يفضلون عدم الإكثار في الطعام حتى لا يجدوا صعوبة في أداء التراويح فيقومون بطلب تقليل هذه الأطباق منعاً للإسراف أيضاً.
من جانبها تقول سعاد علي إنها تنتظر شهر رمضان لتقوم بالعديد من العزائم للأهل والأصدقاء والجيران، مما يحتم عليها أن تكون مائدتها ممتلئة في يوم "العزومة" بالعديد من الأطباق البحرينية المعروفة في رمضان كالثريد والهريس والمضروبة، إضافة إلى الأرز والمحاشي وأطباق الفرن المختلفة، وأنها تقوم بإعداد قوائم الطعام مسبقاً وتبدأ بالتجهيزات قبل رمضان.
وإن هذه العزائم تقل تدريجياً لما تتطلبه من جهد ومال ولكنها تعتبرها عادة رمضانية واجبة الحدوث، فتكثر في بداية الشهر وتبدأ بالانحسار مع اقتراب منتصفه وهكذا حتى تنعدم في آخر أسبوع لرمضان لأن الناس تفضل البقاء للفطور في المنازل للقيام بتجهيزات العيد والتسوق، وبالتالي تعود مائدتها لشكلها الطبيعي الذي يحتوي على طبق رئيس واحد وطبق سلطة وطبق مقبلات.