أدانت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي بشدة ما أسمته "جرأة الإعلام القطري على أعراض كبار علماء الأمة"، مؤكدة أن "الآلة الإعلامية المسخرة لخدمة التطرف، تتولد عنها مثل هذه النماذج في تيه انسلاخها من أدب الإسلام في حفظ الديانة واللسان".

وقالت الهيئة في بيان شديد اللهجة أصدرته "بشأن تطاول الإعلام القطري على علماء الأمة"، إن أمانتها العامة "اطلعت على ما صدر عن الإعلام القطري، من الإساءة لجملة من كبار علماء الأمة الإسلامية، ومن بينهم أعضاء في هيئتها العالمية، واتهامهم بالأوصاف المنافية للإيمان، وهو ما يعبر بوضوح عن تأثر الحاضن بفكر المحضون، الذي صدّر للعالم الإسلامي نظريات التطرف والعنف والتكفير، والمفاصلة الشعورية لأهل الإسلام، وتخرج في مدرسته قادة داعش والقاعدة، ولفيفهم الضال".

وأضافت الهيئة أن "النشاز الإعلامي لا يلتقي إلا عندما تتكامل دائرة التنازل الأخلاقي، في سبيل الوصول لهدفه المشبوه"، مذكرة بقول الله تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".

وأكدت الهيئة في بيانها أن "كل مستطلع يدرك الأسس التي ارتكز عليها ذلكم الفكر المنبوذ إسلامياً والمدعوم سياسياً ومادياً من قبل حاضنة طرائد الإرهابيين، وقد تموضعت في خاصرة جهود محاربته".

وأضافت "عالمنا، وهو يأمل في مستقبل أكثر ازدهاراً، وأكثر تقدماً نحو دحر وهزيمة الفكر المتطرف، يأسى لحضانته ورعايته وتمويله، من قبل وضع بائس ارتضى في إطار ركضه العبثي للبحث عن دور لإبراز كهفه الخالي من الوعي الإسلامي والرشد السياسي، أن يدفع بآلة إعلامية، ارتضت بمهاوي النزول في معايير حفظ اللسان، فطالت بتافه عباراتها حصانة أهل العلم والإيمان، وصلاً لمدها السيئ عبر سنين طويلةً، حيث استدرجها حلم الكبار، وأملهم في عودة الشريد التائه إلى رشده، وحيث لا جدوى! فلم يبقَ سوى تدابير الحذر من تطاول مشروع الدعم الإرهابي، التي وفقت لاعتراضها المملكة العربية السعودية وشقيقاتها من الدول العربية والإسلامية، ومتى كانت أرضية ذلك العبث على موعد مع صدمة الثراء فإن النتيجة لا تحمد.

وإذا سابق الإعلام في حظيرة الوضاعة، ولا سيما في تطاوله على علماء الأمة فقد أفلس من كل قيمة وأدار ظهره متنازلاً عن كل شيمة".

وختمت الهيئة بيانها بالقول إن "رصيد المفلس في متناول كل لسان، لكن النفوس الكبيرة تترفع عنه في عته ألفاظ وأوصاف معيبة، يتداولها الإعلام الذي تجاوز حد المراهقة إلى السفه والإسفاف والمطاولة، حتى ولغ في كل ساقطة تجانست مع طبائعه ومطامعه، فشرع بعبثه في مكر الليل والنهار، وهو غر لا يعلم أنه في طوق تدابير الكبار فيما مكنهم الله تعالى من القدرة والحكمة، "ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً"، والله الهادي إلى سواء السبيل".