محمد خالد

عندما انتقل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا صيف عام 1982، من ناديه الأرجنتيني بوكا جونيور إلى نادي برشلونة الإسباني، مقابل مبلغ يقدر بـ 4 ملايين دولار، قيل حينها: أي جنون أصاب مسؤولي النادي الإسباني فجعلهم يدفعون ذلك المبلغ الباهظ!

واليوم، وبعد حوالي 34 عاماً، أصبح ذلك المبلغ لا يكفي لانتداب لاعب متوسط المستوى من نادٍ صغير!، فقد تضخمت أسعار لاعبي الكرة بشكل جنوني، بلغ أقصاه يوم 8 أغسطس من العام الماضي، حين أنفق نادي مانشستر يونايتد مبلغ 105 مليون يورو (تعادل حوالي 129 مليون دولار) من أجل استقدام لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا من نادي يوفنتوس الإيطالي والمضحك في الأمر أن اللاعب ذاته كان قد غادر مانشستر يونايتد نحو يوفنتوس صيف عام 2012 بالمجان.

ويقول منتقدو دفع هذه الرواتب الخيالية لكبار اللاعبين إن من الضروري ربط أداء اللاعب بحجم مرتبه ووضع سقف لتلك الأجور، إذ كلما ارتفعت هذه الأجور زادت أسعار التذاكر التي يدفعها أنصار تلك الأندية، وهم في أغلبيتهم أناس عاديون من ذوي دخل متوسط يبذلون الغالي والنفيس لمتابعة مباريات أنديتهم والاستمتاع، نهاية كل أسبوع، بمشاهدة أهداف نجومها.

لكنّ معارضي هذا الرأي يرون أن حجم رواتب لاعبي كرة القدم يخضع لأسعار السوق وعملية العرض والطلب، مثله في ذلك مثل أي صناعة أخرى. ويجادل هؤلاء بأن كرة القدم رياضة أضحت صناعة للترفيه تمليها متطلبات المستهلك في البحث عن الإثارة في مشاهدة لاعب ماهر يتنقل بين جنبات ملعب ويسجل أهدافاً.

ويضيف هؤلاء أن نجومية لاعب كرة القدم لا تقل في مستواها عن بطل مبدع في فيلم، كلف إنتاجه ملايين الدولارات، أو مطرب يمتع أسماع جمهور بنبرات صوته. وتنتهي حجج هؤلاء بأن متوسط عمر عطاء لاعب كرة القدم لا يتجاوز 10 سنوات قبل أن يتقاعد، وبالتالي وجبت مكافأته على خدمته.