من فاته مشاهدة الفيديو الذي يظهر النفر القليل الذي اصطف أخيراً أمام سفارة مملكة البحرين في لندن وهم يحملون صورة نبيل رجب ويطالبون بإطلاق سراحه عليه أن يبحث عنه ليراه، ليس لمشاهدة المصطفين من الأجانب الذين ربما لا يعرف بعضهم أو حتى أغلبهم القصة ولكن لمشاهدة ذلك الشاب «البحريني» الذي تقدم بكل «شجاعة وبسالة» -هكذا زعمه- وحاول أن يلصق الصورة على باب السفارة، فهذا الجزء من المشهد كفيل بتبيان مستوى «المعارضة» وكيف أن المنتمين إليها «يستذبحون» بغية الظفر بسبب يؤدي إلى اعتقالهم وظهورهم في صورة «البطل».
من شاهد ذلك الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات السوسة التي تتقدمها «العالم» الإيرانية لا بد أنه لاحظ أن الشاب تقدم وهو متيقن أن الشرطة البريطانية ستعتقله، فهو وكل المشاركين في الوقفة وكل من يقف وراءهم يعرفون جيداً القوانين التي تنظم هذا النشاط في بريطانيا ويعرفون جيداً أيضاً أن تجاوزهم للمسموح به يعرضهم للاعتقال والمساءلة، والدليل هو أنه لم تكن هناك أية ردة فعل لا من الشاب الباحث عن البطولة ولا من المشاركين في الوقفة أو المنظمين لها لحظة قيام الشرطة باعتقاله، بل إن الشاب بدا في تلك اللحظة أكثر هدوءاً مما كان فيه قبل تنفيذ «العملية» وبدا حريصاً على أن يظهر في الصورة مبتسماً، بل إنه وضع يديه خلف ظهره حتى قبل أن تطلب الشرطة منه ذلك، ما يؤكد أن الهدف لم يكن إلا الظفر بتلك اللقطة أملاً في الحصول على تلك الصفة.
ليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها من صار يعتبر نفسه «معارضة» وفي «ثورة» ممن اختاروا العيش في أوروبا إلى مثل هذه الممارسة، والأكيد أن الجميع يتذكر قيام الشابين اللذين قاما باعتلاء مبنى السفارة أملاً في التقاط صورة تذيل بتعليق يوحي بأنهما «احتلا» السفارة وخبر تهتم الفضائيات السوسة بترويجه، ويتذكر أيضاً محاولات محاصرة وإحراج بعض المسؤولين في المملكة ممن صادف رؤيتهم في تلك البلدان ومحاولة الدخول معهم في مناقشات تتسم بالتخلف.
لو كان أولئك يبحثون عن المفيد فسيجدونه في القول بأن هذا الذي يقومون به يندرج تحت باب المراهقة ولا يمكن أن يعود بالفائدة على حراكهم بل على العكس يسيء إليه وإليهم ويجعل الناس، كل الناس، يضحكون عليه وعليهم ويتغامزون. ترى أي مكسب حقيقي يمكن الظفر به من القيام بهكذا ممارسات؟ وأي إضافة يمكن أن يقدموها إلى «الجماهير» التي تنتظر منهم عملاً يشعرهم بأنه لايزال هناك متسع من الوقت قبل أن يقرروا أنهم كانوا من المضحوك على ذقونهم والخاسرين؟
هذه الممارسات التي يقوم بها ذلك البعض في تلك البلدان لا قيمة لها على الإطلاق ولا تعبر إلا عن ضعف وقلة حيلة ويأس، وتؤكد أن منفذيها يبحثون عن الفرصة التي يظهرون فيها أنفسهم على أنهم أبطال وشجعان وذوو جرأة وأنهم الأمل ومن يمكن أن تشد الجماهير بهم ظهرها. كل هذا لا يفيد، ما يفيد هو التوقف والنظر إلى ما تسببوا فيه من أذى للناس في البحرين واتخاذ قرار بتصحيح الأخطاء التي ارتكبوها وأدت إلى ما أدت إليه من سوالب وأضرار.
الإفراج عن سين أو صاد لا يكون نتيجة وقفة أو تجمع أو اعتصام أو مسيرة أو مظاهرة أو «لعلعة» عبر الفضائيات السوسة أو بنشر التغريدات ولكنه يحدث بالقانون، فعندما يقول القضاء إنه حان الوقت للإفراج عن هذا أو ذاك يتم الإفراج عنهم على الفور. هذا أمر يفترض أنه صار معلوماً للجميع، فالبحرين دولة مؤسسات وقانون ولا يمكن أن تخضع لأي ضغوط من أي نوع ولا لممارسات المراهقين.
من شاهد ذلك الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الفضائيات السوسة التي تتقدمها «العالم» الإيرانية لا بد أنه لاحظ أن الشاب تقدم وهو متيقن أن الشرطة البريطانية ستعتقله، فهو وكل المشاركين في الوقفة وكل من يقف وراءهم يعرفون جيداً القوانين التي تنظم هذا النشاط في بريطانيا ويعرفون جيداً أيضاً أن تجاوزهم للمسموح به يعرضهم للاعتقال والمساءلة، والدليل هو أنه لم تكن هناك أية ردة فعل لا من الشاب الباحث عن البطولة ولا من المشاركين في الوقفة أو المنظمين لها لحظة قيام الشرطة باعتقاله، بل إن الشاب بدا في تلك اللحظة أكثر هدوءاً مما كان فيه قبل تنفيذ «العملية» وبدا حريصاً على أن يظهر في الصورة مبتسماً، بل إنه وضع يديه خلف ظهره حتى قبل أن تطلب الشرطة منه ذلك، ما يؤكد أن الهدف لم يكن إلا الظفر بتلك اللقطة أملاً في الحصول على تلك الصفة.
ليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها من صار يعتبر نفسه «معارضة» وفي «ثورة» ممن اختاروا العيش في أوروبا إلى مثل هذه الممارسة، والأكيد أن الجميع يتذكر قيام الشابين اللذين قاما باعتلاء مبنى السفارة أملاً في التقاط صورة تذيل بتعليق يوحي بأنهما «احتلا» السفارة وخبر تهتم الفضائيات السوسة بترويجه، ويتذكر أيضاً محاولات محاصرة وإحراج بعض المسؤولين في المملكة ممن صادف رؤيتهم في تلك البلدان ومحاولة الدخول معهم في مناقشات تتسم بالتخلف.
لو كان أولئك يبحثون عن المفيد فسيجدونه في القول بأن هذا الذي يقومون به يندرج تحت باب المراهقة ولا يمكن أن يعود بالفائدة على حراكهم بل على العكس يسيء إليه وإليهم ويجعل الناس، كل الناس، يضحكون عليه وعليهم ويتغامزون. ترى أي مكسب حقيقي يمكن الظفر به من القيام بهكذا ممارسات؟ وأي إضافة يمكن أن يقدموها إلى «الجماهير» التي تنتظر منهم عملاً يشعرهم بأنه لايزال هناك متسع من الوقت قبل أن يقرروا أنهم كانوا من المضحوك على ذقونهم والخاسرين؟
هذه الممارسات التي يقوم بها ذلك البعض في تلك البلدان لا قيمة لها على الإطلاق ولا تعبر إلا عن ضعف وقلة حيلة ويأس، وتؤكد أن منفذيها يبحثون عن الفرصة التي يظهرون فيها أنفسهم على أنهم أبطال وشجعان وذوو جرأة وأنهم الأمل ومن يمكن أن تشد الجماهير بهم ظهرها. كل هذا لا يفيد، ما يفيد هو التوقف والنظر إلى ما تسببوا فيه من أذى للناس في البحرين واتخاذ قرار بتصحيح الأخطاء التي ارتكبوها وأدت إلى ما أدت إليه من سوالب وأضرار.
الإفراج عن سين أو صاد لا يكون نتيجة وقفة أو تجمع أو اعتصام أو مسيرة أو مظاهرة أو «لعلعة» عبر الفضائيات السوسة أو بنشر التغريدات ولكنه يحدث بالقانون، فعندما يقول القضاء إنه حان الوقت للإفراج عن هذا أو ذاك يتم الإفراج عنهم على الفور. هذا أمر يفترض أنه صار معلوماً للجميع، فالبحرين دولة مؤسسات وقانون ولا يمكن أن تخضع لأي ضغوط من أي نوع ولا لممارسات المراهقين.