حدد فريق من العلماء بعض العوامل التي تؤدي إلى ظهور الأمراض المعدية الناشئة، بما فيها الفيروسات، ومواقعها، وذلك في بحث نُشر يوم الأربعاء في مجلة الطبيعة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ونائب الرئيس المشارك للبحوث في "إيكو هلث" وهي منظمة حكومية غير ربحية، كيفن أوليفال: "بحسب الدراسات السابقة، فإن غالبية الفيروسات تأتي من الثدييات وليس من الطيور، أو الزواحف، أو الأنواع الأخرى."
وعمد أوليفال مع مجموعة من الباحثين إلى جمع قاعدة بيانات تضمنت 754 نوعاً من الثدييات، و586 نوعاً فريداً من الفيروسات، وحللوا 2805 علاقة للفيروسات بالثدييات. وبتطبيق النماذج الرياضية على قاعدة البيانات، اكتشف الباحثون أن خطر انتقال الفيروس من الثدييات إلى البشر، يختلف على أساس مدى ارتباط الأنواع الحيوانية بالبشر، وكذلك بتواتر اتصالها مع البشر.
واستنتجت الدراسة أن المتغير الأول يكمن بقابلية بعض الأنواع الحيوانية على حمل فيروسات أكثر من غيرها، وقابلية نقل هذه الفيروسات إلى البشر، فالخفافيش مثلاً تحمل نسبة أكبر من الفيروسات الحيوانية المنشأ مقارنة بالثدييات الأخرى.
أما المتغير الثاني فيكمن، بمكان اختباء الأمراض الحيوانية المنشأ والمجهولة. وتنتشر الفيروسات الحيوانية المنشأ مثل الخفافيش في أمريكا الجنوبية، والوسطى، وأجزاء من آسيا، بينما توجد فيروسات الرئيسيات في أفريقيا، وأمريكا الوسطى، وجنوب شرق آسيا. وفي غالبية الأحيان، تُوجد الفيروسات الحيوانية المنشأ التي تنقلها القوارض في أمريكا الشمالية، والجنوبية، وأفريقيا الوسطى.
وأوضح أوليفال أن "المتغير الثالث يرتبط بالسبب من وراء أن تكون بعض الفيروسات أكثر عرضة للانتقال إلى البشر من غيرها"
وبشكل عام، أشار أوليفال إلى أن "الدراسة الجديدة التي استغرقت نحو ست سنوات لإكمالها، توفر خارطة طريق للمكان الذي يجب أن نعطي فيه الأولوية في العالم لإيجاد الفيروس الجديد القادم وايقافه،" مضيفاً أن "خريطة الطريق تتضمن الأنواع التي ينبغي التركيز عليها، والمواقع الأكثر أهمية، والفيروسات التي يجب البحث عنها."
ومن جهته، لفت المتحدث باسم جمعية الأمراض المعدية الأمريكية اميش ادالجا إلى أن "هذا البحث مهم جدا،" مضيفاً: "لن يتوقف البشر عن الإصابة بالأمراض المعدية، وهذه في الحقيقة واحدة من التحديات العلمية والطبية التي ينبغي التركيز عليها."