انتبه أبو عبدالله من غفلته على وقع جياد موكب الملكين الكاثوليكيين «إيزابيلاّ وفرديناند»، وهي تدق صخور الرّابية على سفح جبل الرّيحان، ثم انقطعت الأصوات إلا من همهمة الجياد تنفذ البخار من مناخرها في يوم شتوي قارس. هم أبو عبدالله أن يترجل عن جواده ويتركه، ولكن فرديناند منعه وعانقه بعطف. أدخل أبو عبدالله يديه في حقيبة على جواده وأخرج مفاتيح كبيرة، التفت بعينيه دون أن يستدير إلى من خلفه ثم خاطب فرديناند: هذه مفاتيح مدينة غرناطة هي الأثر الأخير لدولة العرب في إسبانيا، وقد أصبحت أيها الملك سيد تراثنا وديارنا وأشخاصنا، فهكذا قضى الله، فكن في ظفرك رحيماً عادلاً.
سرح أبو عبدالله ببصره على منظر مدينة غرناطة وقصر الحمراء، وعلى صوت المفاتيح الحديدية وهي تنتقل من يد فرديناند لأيدي كبار رجاله، تنهّد آخر ملوك الأندلس تنهيدة حسرة عميقة وانهمرت دموعه، ثم جثا على ركبتيه وأجهش بالبكاء. في الصمت الواسع صاحت امرأة بنبرة مبحوحة، التفت العرب والإسبان لعجوز تخاطب أبو عبدالله «أجل فلتبك كالنساء ما لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال»، ليتكرر صداها عبر التاريخ بأكثر من ترتيب «ابكِ كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال» أو «ابك كالمرأة ملكاً لم تعرف الدفاع عنه كالرجل».
أبطال مشهد «تلة زفرة العربي الأخيرة «Puerto Suspiro Del Moro» بسفح جبل الرّيحان فى 2 يناير من عام 1492:
- أبوعبد الله الصغير آخر ملوك دولة بني الأحمر في الاندلس، وبسوء أعماله، وفساد رأيه تسبب في التعجيل بضياع الأندلس. كان مخادعاً متخاذلاً جباناً. لجأ لفاس فاعتقله سلطانها، وأعماه ثم تركه يتسول في الشوارع، ليموت الصغير الذي تجاوزته أفعاله الخاصة عن 75 عاماً.
- إيزابيلاّ وفرديناند ملكي قشتالة وأرغون ثم محرري اسبانيا ومكتشفي أمريكا تحت راية إسبانيا الموحدة القوية.
- العجوز عائشة الحرة: والدة أبي عبدالله. أنقذت عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية. وبثت روح المقاومة لدى ابنها أثناء حصار غرناطة، حتى عصاها. احترمها الإسبان وألفوا حولها القصص والأساطير وحافظوا على منزلها «دار الحرة» بغرناطة حتى اليوم.
* بالعجمي الفصيح:
التاريخ ذا مرتبة تفسيرية فقط، لا صانع للأحداث، فهو يذكر الأسبان بالرّابية ومشهد ذلك اليوم الحزين الذي مضى فخلدوه باسم شاعري «زفرة العربي الأخيرة». لكنه يذكرنا بالمشهد الختامي لحكم عربي دام ثمانية قرون بصوت المفاتيح الذي لم يتوقف فلا زال أحفاد أهل الأندلس في المغرب يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأندلسية، ولازال أبناء أهل فلسطين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المقدسية.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
سرح أبو عبدالله ببصره على منظر مدينة غرناطة وقصر الحمراء، وعلى صوت المفاتيح الحديدية وهي تنتقل من يد فرديناند لأيدي كبار رجاله، تنهّد آخر ملوك الأندلس تنهيدة حسرة عميقة وانهمرت دموعه، ثم جثا على ركبتيه وأجهش بالبكاء. في الصمت الواسع صاحت امرأة بنبرة مبحوحة، التفت العرب والإسبان لعجوز تخاطب أبو عبدالله «أجل فلتبك كالنساء ما لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال»، ليتكرر صداها عبر التاريخ بأكثر من ترتيب «ابكِ كالنساء على مُلك لم تحافظ عليه كالرجال» أو «ابك كالمرأة ملكاً لم تعرف الدفاع عنه كالرجل».
أبطال مشهد «تلة زفرة العربي الأخيرة «Puerto Suspiro Del Moro» بسفح جبل الرّيحان فى 2 يناير من عام 1492:
- أبوعبد الله الصغير آخر ملوك دولة بني الأحمر في الاندلس، وبسوء أعماله، وفساد رأيه تسبب في التعجيل بضياع الأندلس. كان مخادعاً متخاذلاً جباناً. لجأ لفاس فاعتقله سلطانها، وأعماه ثم تركه يتسول في الشوارع، ليموت الصغير الذي تجاوزته أفعاله الخاصة عن 75 عاماً.
- إيزابيلاّ وفرديناند ملكي قشتالة وأرغون ثم محرري اسبانيا ومكتشفي أمريكا تحت راية إسبانيا الموحدة القوية.
- العجوز عائشة الحرة: والدة أبي عبدالله. أنقذت عرش غرناطة من مؤامرات ضرتها ثريا الرومية. وبثت روح المقاومة لدى ابنها أثناء حصار غرناطة، حتى عصاها. احترمها الإسبان وألفوا حولها القصص والأساطير وحافظوا على منزلها «دار الحرة» بغرناطة حتى اليوم.
* بالعجمي الفصيح:
التاريخ ذا مرتبة تفسيرية فقط، لا صانع للأحداث، فهو يذكر الأسبان بالرّابية ومشهد ذلك اليوم الحزين الذي مضى فخلدوه باسم شاعري «زفرة العربي الأخيرة». لكنه يذكرنا بالمشهد الختامي لحكم عربي دام ثمانية قرون بصوت المفاتيح الذي لم يتوقف فلا زال أحفاد أهل الأندلس في المغرب يحتفظون بمفاتيح بيوتهم الأندلسية، ولازال أبناء أهل فلسطين يحتفظون بمفاتيح بيوتهم المقدسية.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج