الغالبية من السياسيين يعتقدون أن الدول العظمى هي دول حليفة للدول النامية وصديقة للإنسان والحيوان والبيئة والمناخ والصناعة، بينما هي في الواقع دول تسعى لترتيب مصالحها بشكل دقيق بعيداً عن كل الانتماءات والصداقات والعواطف الساذجة التي عادت ما نذكرها نحن العرب في نشرات أخبارنا، بينما لا تنظر الدول الكبرى لموضوع العلاقات بقدر نظرتها للمصالح إلا في إطار مساحة ضيقة للغاية تخدم مكانتها ومستقبلها بشكل أو بآخر.
لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى روسيا وبقية الدول الكبرى يتعاملون معنا بشكل عاطفي ساذج، ولا يظن أحدنا أن «الدولة الفلانية» العظمى حليفة لهذه الدولة العربية «والدولة العلانية» العظمى حليفة لتلك الدولة العربية الأخرى، فهذا كلام للاستهلاك الإعلامي العربي بينما الحقيقة تقول إن الدول الكبيرة لا تفكر سوى في مصالحها ومستقبلها، وإذا كانت ثمة حاجة لإظهار بعض التعاطف المؤقت أو تكوين علاقات صداقة طارئة من طرف الدول العظمى مع بعض الدول العربية أو دول العالم الثالث فإن ذلك لا يكون إلا في إطار مصالح الكبار، فهم يعتبروننا في الحقيقة مجرد جسور وليس أصدقاء.
يجب على العرب أن يعيدوا فهم وعيهم بالشكل الذي يتناسق مع السياسة الغربية أو الشرقية، وألا يكونوا مجرد أداة مؤقتة يستخدمونها متى شاؤوا، بل عليهم أن يفهموا قواعد اللعبة السياسية العالمية التي تقتضي أن تكون المصالح فوق كل اعتبار أخلاقي، وهذا ما جرت عليه عادة الكبار. على العرب أن يعرفوا أن الغرب وروسيا وبقية الدول الكبيرة لا يعترفون بالعواطف السياسية بالمطلق، بل هم يدركون أنه لا عواطف أصلاً في السياسة، بل هناك مصالح يجب على الأطراف الصغيرة أو الحلقات الأضعف في العملية السياسية العالمية أن تتجه نحو تحقيق طموحاتهم وآمالهم فقط.
نحن ضد بعض الدول العربية التي ترتمي في أحضان واشنطن أو موسكو أو أية دولة عظمى بشكل أعمى دون تحديد أولوياتها ومصالحها وعدم النظر بحزم لمستقبلها، فالعرب ولوقت متأخر كانوا يعتقدون أن العلاقات السياسية هي صداقات دائمة بينما اكتشف الكثير منهم بعد خوض غمار تجارب فاشلة ومريرة معهم أن العلاقات ليست سوى مصالح تؤخذ ولا تعطى وأن البقاء للأقوى وليس للدولة الخلوقة «الكيوت»، فالكبار يحترمون الكبار، وهذه من أبجديات قواعد اللعبة السياسية الدولية التي يجب على العرب أن يعملوا بها ويعلمونها للأجيال القادمة. هذه خلاصة الوعي السياسي وما دون ذلك كله «هراء» واستسلام وضعف. نحن لسنا ضد العلاقات أبداً، ولكننا ضد الذوبان فيها بالشكل الذي يفقدنا هويتنا وقوتنا وعزتنا ويضيع مستقبلنا.
لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى روسيا وبقية الدول الكبرى يتعاملون معنا بشكل عاطفي ساذج، ولا يظن أحدنا أن «الدولة الفلانية» العظمى حليفة لهذه الدولة العربية «والدولة العلانية» العظمى حليفة لتلك الدولة العربية الأخرى، فهذا كلام للاستهلاك الإعلامي العربي بينما الحقيقة تقول إن الدول الكبيرة لا تفكر سوى في مصالحها ومستقبلها، وإذا كانت ثمة حاجة لإظهار بعض التعاطف المؤقت أو تكوين علاقات صداقة طارئة من طرف الدول العظمى مع بعض الدول العربية أو دول العالم الثالث فإن ذلك لا يكون إلا في إطار مصالح الكبار، فهم يعتبروننا في الحقيقة مجرد جسور وليس أصدقاء.
يجب على العرب أن يعيدوا فهم وعيهم بالشكل الذي يتناسق مع السياسة الغربية أو الشرقية، وألا يكونوا مجرد أداة مؤقتة يستخدمونها متى شاؤوا، بل عليهم أن يفهموا قواعد اللعبة السياسية العالمية التي تقتضي أن تكون المصالح فوق كل اعتبار أخلاقي، وهذا ما جرت عليه عادة الكبار. على العرب أن يعرفوا أن الغرب وروسيا وبقية الدول الكبيرة لا يعترفون بالعواطف السياسية بالمطلق، بل هم يدركون أنه لا عواطف أصلاً في السياسة، بل هناك مصالح يجب على الأطراف الصغيرة أو الحلقات الأضعف في العملية السياسية العالمية أن تتجه نحو تحقيق طموحاتهم وآمالهم فقط.
نحن ضد بعض الدول العربية التي ترتمي في أحضان واشنطن أو موسكو أو أية دولة عظمى بشكل أعمى دون تحديد أولوياتها ومصالحها وعدم النظر بحزم لمستقبلها، فالعرب ولوقت متأخر كانوا يعتقدون أن العلاقات السياسية هي صداقات دائمة بينما اكتشف الكثير منهم بعد خوض غمار تجارب فاشلة ومريرة معهم أن العلاقات ليست سوى مصالح تؤخذ ولا تعطى وأن البقاء للأقوى وليس للدولة الخلوقة «الكيوت»، فالكبار يحترمون الكبار، وهذه من أبجديات قواعد اللعبة السياسية الدولية التي يجب على العرب أن يعملوا بها ويعلمونها للأجيال القادمة. هذه خلاصة الوعي السياسي وما دون ذلك كله «هراء» واستسلام وضعف. نحن لسنا ضد العلاقات أبداً، ولكننا ضد الذوبان فيها بالشكل الذي يفقدنا هويتنا وقوتنا وعزتنا ويضيع مستقبلنا.