انشغال بعض المنتمين إلى «المعارضة» بالتفكير في التراجع عن مواقفهم السالبة وارتباطهم الحزبي لم يحدث فقط بعد المكالمة الفاضحة التي وفرت الدليل القاطع على العلاقة المشبوهة بين جمعية الوفاق وجهات أجنبية ولكنه بدأ قبل ذلك بوقت غير قصير، فبالنسبة لهذا البعض توفرت لهم على مدى السنين الست الماضيات العديد من الأدلة على اختيارهم الطريق الخطأ لكنهم ظلوا ولا يزالون دون القدرة على اتخاذ القرار الصحيح ربما لتأكدهم أنه سيتم استهدافهم من قبل من لا يزال يعيش في ذلك العالم البعيد عن الواقع.
اليوم يوجد كثيرون ممن اكتشفوا – وإن متأخراً – أنهم عملوا مع الفريق الخطأ لكنهم لا يزالون غير قادرين على الجهر بقناعاتهم الجديدة ومواقفهم وغير قادرين على التحرر والانفصال وهو ما يزيد من ألمهم ويعكر صفو حياتهم، ذلك أن الانتماء إلى حزب – وإن كان بمسمى جمعية سياسية – يختلف عن الانتماء إلى نادٍ ثقافي أو رياضي، حيث الحزب يحكم تصرفات المنتمي إليه، وخروجه منه ليس كما الخروج من النادي الذي لا يتطلب غير تقديم الاستقالة أو ربما حتى من دونها.
طبعاً الأمر يكون أصعب في حال أن من وصل إلى قناعة بأنه يشغل المساحة الخطأ قيادي أو محسوب على القياديين في الجمعية الحزب لأنه في هذه الحالة يكون معرضاً لمخاطر أكبر أسهلها «حرق تاريخه النضالي» وهو ما يجعله يتردد ألف مرة قبل أن يتخذ قرار الانفصال.
ليس هذا من التخرصات ولكنه حقيقة تعرفها الجمعيات السياسية جيداً وتعاني منها خصوصاً بعد أن صدرت الأحكام بغلقها ومنعها من ممارسة العمل السياسي، ومن يقول بغير هذا يغالط نفسه لأن هناك بالفعل العديد من الحالات التي لو ترك لأصحابها حرية اتخاذ القرار وضمنوا أنهم لن يؤذوا ولن يساء إلى تاريخهم لأعلنوا عن قرارهم اليوم قبل الغد. هذا يعني أنه صار من المهم مساعدة أولئك على المضي في هذا الطريق بتشجيعهم واحتوائهم، وهو دور يمكن أن تقوم به الحكومة التي لن تجد صعوبة في التعرف إليهم والتوصل من خلال بعضهم إلى الآخرين الذين تشكلت لديهم القناعة نفسها وقرروا الخروج من الدرب الخاطئ الذي سلكوه ولم يعد على مجتمعهم ووطنهم إلا بالأذى، ولا يجدون الوسيلة للتعبير عن هذه القناعة.
في السياق نفسه مهم أيضاً الاستفادة من العناصر الحزبية التي تمتلك من القدرات ما لا يمكن الاستهانة بها ويمكن أن يكون لها دور في تنمية المجتمع والارتقاء بالوطن، ولا بأس لو تم إخضاعها لاختبارات ودورات تدريبية للتأكد من حدوث تغيير إيجابي في تفكيرها وعزمها سلك طريق جديد يعينها على خدمة الناس والمجتمع والوطن، لو كان هذا هو همها بالفعل.
ربما حان الوقت لتوفير الفرصة لكل من قرر في داخله مراجعة نفسه بعدما تبين له خطأ الطريق الذي اختاره ولم يوصله إلى مفيد بل جعله مشاركا في الإساءة إلى وطنه وأهله، فتوفير هذه الفرصة له يشجعه ويعينه على اتخاذ القرار الصائب والخروج بسرعة من المساحة التي لا يزال عالقاً فيها إلى المساحة الأخرى التي تمكنه من خدمة الوطن والمجتمع ويتحول عبرها إلى عضو فاعل وإيجابي.
فتح هذا الباب من شأنه أن يعين على الانتقال إلى مرحلة جديدة يتوفر فيها المثال العملي على أن بإمكان الوطن أن يتغاضى عن وقوع بعض أفراده في الخطأ وأنه لا يتردد عن مساعدتهم عندما يصلون إلى النقطة التي يدركون فيها أخطاءهم ويقررون العودة عنها شرط ألا يكونوا قد تورطوا في أعمال أدت إلى إحداث أضرار لا يمكن التغاضي عنها. بحث سريع في أحوال تلك الجمعيات قد يعين على تبين أولئك الذين قرروا التراجع وتصحيح المسار.
اليوم يوجد كثيرون ممن اكتشفوا – وإن متأخراً – أنهم عملوا مع الفريق الخطأ لكنهم لا يزالون غير قادرين على الجهر بقناعاتهم الجديدة ومواقفهم وغير قادرين على التحرر والانفصال وهو ما يزيد من ألمهم ويعكر صفو حياتهم، ذلك أن الانتماء إلى حزب – وإن كان بمسمى جمعية سياسية – يختلف عن الانتماء إلى نادٍ ثقافي أو رياضي، حيث الحزب يحكم تصرفات المنتمي إليه، وخروجه منه ليس كما الخروج من النادي الذي لا يتطلب غير تقديم الاستقالة أو ربما حتى من دونها.
طبعاً الأمر يكون أصعب في حال أن من وصل إلى قناعة بأنه يشغل المساحة الخطأ قيادي أو محسوب على القياديين في الجمعية الحزب لأنه في هذه الحالة يكون معرضاً لمخاطر أكبر أسهلها «حرق تاريخه النضالي» وهو ما يجعله يتردد ألف مرة قبل أن يتخذ قرار الانفصال.
ليس هذا من التخرصات ولكنه حقيقة تعرفها الجمعيات السياسية جيداً وتعاني منها خصوصاً بعد أن صدرت الأحكام بغلقها ومنعها من ممارسة العمل السياسي، ومن يقول بغير هذا يغالط نفسه لأن هناك بالفعل العديد من الحالات التي لو ترك لأصحابها حرية اتخاذ القرار وضمنوا أنهم لن يؤذوا ولن يساء إلى تاريخهم لأعلنوا عن قرارهم اليوم قبل الغد. هذا يعني أنه صار من المهم مساعدة أولئك على المضي في هذا الطريق بتشجيعهم واحتوائهم، وهو دور يمكن أن تقوم به الحكومة التي لن تجد صعوبة في التعرف إليهم والتوصل من خلال بعضهم إلى الآخرين الذين تشكلت لديهم القناعة نفسها وقرروا الخروج من الدرب الخاطئ الذي سلكوه ولم يعد على مجتمعهم ووطنهم إلا بالأذى، ولا يجدون الوسيلة للتعبير عن هذه القناعة.
في السياق نفسه مهم أيضاً الاستفادة من العناصر الحزبية التي تمتلك من القدرات ما لا يمكن الاستهانة بها ويمكن أن يكون لها دور في تنمية المجتمع والارتقاء بالوطن، ولا بأس لو تم إخضاعها لاختبارات ودورات تدريبية للتأكد من حدوث تغيير إيجابي في تفكيرها وعزمها سلك طريق جديد يعينها على خدمة الناس والمجتمع والوطن، لو كان هذا هو همها بالفعل.
ربما حان الوقت لتوفير الفرصة لكل من قرر في داخله مراجعة نفسه بعدما تبين له خطأ الطريق الذي اختاره ولم يوصله إلى مفيد بل جعله مشاركا في الإساءة إلى وطنه وأهله، فتوفير هذه الفرصة له يشجعه ويعينه على اتخاذ القرار الصائب والخروج بسرعة من المساحة التي لا يزال عالقاً فيها إلى المساحة الأخرى التي تمكنه من خدمة الوطن والمجتمع ويتحول عبرها إلى عضو فاعل وإيجابي.
فتح هذا الباب من شأنه أن يعين على الانتقال إلى مرحلة جديدة يتوفر فيها المثال العملي على أن بإمكان الوطن أن يتغاضى عن وقوع بعض أفراده في الخطأ وأنه لا يتردد عن مساعدتهم عندما يصلون إلى النقطة التي يدركون فيها أخطاءهم ويقررون العودة عنها شرط ألا يكونوا قد تورطوا في أعمال أدت إلى إحداث أضرار لا يمكن التغاضي عنها. بحث سريع في أحوال تلك الجمعيات قد يعين على تبين أولئك الذين قرروا التراجع وتصحيح المسار.