كتبت - عايدة البلوشي: يصادف 7 أبريل من كل عام، الاحتفال بيوم الصحة العالمي من أجل إحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية العام 1948. وفي كل عام يتم اختيار موضوع ليوم الصحة العالمي من أجل تسليط الأضواء على أحد الشواغل الصحية التي توليها منظمة الصحة العالمية الأولوية. ويحتفل يوم الصحة العالمي هذا العام تحت شعار «الصحة الجيدة تضيف حياةً إلى السنين». هنا في مملكة البحرين، نتساءل: كيف للصحة أن تضيف حياة جديدة؟ تجيب مديرة إدارة تعزيز الصحة د. أمل الجودر: جاء شعار يوم الصحة العالمي لهذا العام بعنوان» الصحة الجيدة تضيف حياة إلى السنين. والمقصود أن نصل إلى سن الشيخوخة بطريقة صحية جيدة، بحيث نكبر بصحة رغم تقدم العمر. من خلال وقاية أنفسنا الأمراض، وبالتالي نستطيع العطاء والإنتاج سواء بنقل خبراتنا أو مواصلة العمل أو المساهمة المجتمعية. ما يتطلب أن نلتزم بنمط حياة جيدة ونمارس الرياضة ونعتدل في الأكل من حيث الكم والنوع.وتضيف: من أهم النصائح التي لا بد أن نقدمها حسب منظمة الصحة العالمية الامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة بواقع نصف ساعة يومياً. كما إن الأكل الجيد (المعتدل) يقلل بنسبة 80% من أمراض النوع الثاني من السكري وأمراض القلب والسمنة. ولابد أن ندمج النشاط البدني في سلوكنا اليومي بدلاً من الاتكالية والسلوكيات الخاطئة التي تعود بالسلب على الصحة البدنية. كما يجب أن نعود أنفسنا على الحركة مثل المشي وصعود السلم، وعدم الاعتماد على الخادمة في كل شيء. ويجب بحسب منظمة الصحة العالمية المشي عشرة آلاف خطوة، للحفاظ على الصحة البدنية من الأمراض. وتبين د. الجودر أن أكثر الأمراض شيوعاً في البحرين هي الأمراض المزمنة غير المعدية، وتأتي في مقدمتها السمنة وزيادة الوزن، فنسبة زيادة الوزن أو يعانون من السمنة للبالغين وصلت 70%. ومن هذه الأمراض ضغط الدم ويشكل 83%، والسكري ويشكل 15% والكولوسترول بنسبة 40%. متوسط عمر الإنسان البحريني 70 وحول إنجازات البحرين على صعيد الصحة، تقول د. الجودر: مملكة البحرين في مصاف الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية والاهتمام بصحة الأم والطفل والأسرة. إن متوسط عمر الإنسان حديث الولادة وصل إلى السبعين مثل الدول المتقدمة. ونلاحظ الاهتمام من قبل الدول بإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية أو توفير العلاج بالمجال وتوفير الخدمات الصحية، فكلما تقدمت الخدمات كلما تقدم عمر الإنسان. ومملكة البحرين في سعي دائم للاهتمام بالرعاية الصحية، ومؤخراً تم تشكيل لجنة بقرار مجلس الوزراء (لجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية) بهدف مكافحة هذه الأمراض. الأمراض المزمنة فاجأتنا من جانبه يرى الباحث الاجتماعي حميد محسن أن خدمات الرعاية الصحية موجودة في المملكة وبكفاءة، لكن التوعية مازالت في نطاقها الضيق والمحدود، ونحتاج إلى جهود أكبر في توعية المجتمع؛ لأن تغيير ثقافة يحتاج إلى وقت وجهد. والتوعية أمر في غاية الأهمية، خصوصاً بشأن ممارسة الرياضة والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة. ويضيف: أن المجتمع البحريني لا يختلف عن باقي دول مجلس التعاون في الظروف المعيشية والحيادية والاقتصادية؛ لأن جميع الدول تعتمد على النفط في حياتها، إلا أن المجتمع البحريني يعاني في السنوات الماضية من أمراض لم تكن موجودة قبل 50 عاماً سوى بشكل ضيق جداً وهي؛ السكري، ضغط الدم، السرطان، والسمنة، وقد أخذت بالانتشار بشكل واسع وكبير. فعلي سبيل المثال بحسب د. فيصل المحروس فإن 33% من سكان البحرين يعانون من داء السكري، بسبب أنماط الحياة الخاطئة. ففي السابق كان الناس يعتمدون على أنفسهم في قضاء احتياجاتهم ويقومون بالمشي لمسافات بعيدة، بينما اليوم نجد الشخص اتكالي يعتمد على الخادمة في أبسط الأمور، ولا يمشي حتى لمسافات قصيرة، كما يفضل الوجبات السريعة رغم أنه في الماضي كان يتناول الغذاء الصحي المعتدل، وغالباً ما يعتمد على النشويات ولا يمارس الرياضة رغم وجود مضامير للمشي في أغلب المناطق في المملكة. من السلوكيات الخاطئة أيضاً التدخين، فرغم معرفة ويقين كل شخص بأضرار هذه الآفة فإن أعداد المدخنين في ازدياد، مع تزايد المدخنين من صغار السن.
Bahrain
أنماط حياة الأسرة البحرينية تزيد خطر أمراض «جديدة»
15 أبريل 2012