احتفلت جامعة الخليج العربي اليوم في مقرها بالمنامة باليوم العالمي للتوحد، بمشاركة مراكز رعاية المتوحدين في البحرين والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. كما أقامت معرضاَ لمنتجات مراكز التوحد والمتوحدين في مملكة البحرين والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، و عرضت الدكتورة دلال الشروقي وهي أم لطفل توحدي تجربتها في التغلب على معوقات مرض التوحد.وفي كلمة ألقاها خلال رعايته لافتتاح الفعالية قال رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي: هذا هو اليوم الثاني من أبريل... اليوم العالمي للتوحد... ذلك اليوم الذي نجتمع فيه، لنؤكد بأن التوحديين هم أناس يستحقون الاعتراف منا على أنهم بشر... ويجب توفير الاحترام والرعاية اللازمة لهم، كما يجب أن نحسن فهمهم، وأن نعي أن التوحد اضطراب عالي الانتشار في جميع الطبقات العرقية والاجتماعية والاقتصادية..وأضاف الدكتور العوهلي كما يجب أن نعي أن هذا الاضطراب تظهر علاماته منذ أشهر الولادة الأولى، ويمكن تشخيصه خلال السنوات الأولى من عمر الطفل. .. ولأن طبيعته نمائية أو ارتقائية، فهو يصاحب الطفل في جميع مراحل حياته، الأمر الذي يوجب العمل على توعية المجتمع بأعراضه وأفضل السبل والوسائل للتعامل معه. وتابع نحن في جامعة الخليج العربي... نفخر بوجود برنامج أكاديمي يهتم بدراسة الإعاقات الذهنية من جانب والتوحد بمظاهره وطرق تشخيصه والعوامل المؤثرة فيه من جهة أخرى.. هذا البرنامج الأكاديمي هو الأول والوحيد الذي يمنح درجتي الدبلوم والماجستير في الإعاقة الذهنية والتوحد.. وربما سيتم التأسيس بفتح مسار الدكتوراه في المستقبل القريب... إنه البرنامج الوحيد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا، بل وفي المنطقة العربية عامة. ومازال الحديث للدكتور العوهلي: «اسمحوا لي باسمكم جميعاً وباسمي شخصياً ونيابة عن كافة منتسبي جامعة الخليج العربي أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى أسر أطفال التوحد وتقدير جهودهم التي نثمنها من أجل دفع أبنائهم نحو الأفضل... كما نشكر المعلمين والاختصاصيين الذين يبذلون جهوداً لا تقدر بثمن من أجل تدريب الأطفال وتأهيلهم .. ولا أنسى أن نشكر كل من ساهم في التفكير والتنظيم والتنسيق من أجل هذه المناسبة... من جانبه، قال نائب عميد كلية الدراسات العليا لشؤون الدراسات التربوية الدكتور موسى النبهان إن «العالم بدأ يهتم بمرض التوحد منذ عام 2007 حينما أعلنت الأمم المتحدة في ذلك العام تاريخ الثاني من أبريل يوماً عالمياً لمرض التوحد».وقدم الدكتور النبهان ومضات إحصائية حول مرض التوحد حيث قال: يصاب على الأقل واحد من كل 150 طفل من الجنسين وعلى الأقل واحد من كل 94 طفل ذكر بالمرض، وبيّن أن التوحد أسرع مرض إعاقة انتشارا في العالم، وأشار إلى أنه خلال هذه السنة تجاوزت نسبة المصابين بالتوحد أكثر من المصابين بالسرطان أو الأيدز أو الإعاقات الأخرى، ولفت إلى أن الأطفال الذكور هم أكثر عرضة بأربعة أضعاف الأطفال الإناث، وقال : «لا توجد سبل طبية لعلاج التوحد، ولكن التشخيص المبكر يساعد على تحسين الحالات»، وأكد على أن التوحد يصيب الجميع بغض النظر على العرق أو المنطقة أو أي اختلافات أخرى.وواصل الدكتور النبهان حديثه، مشيراً إلى أن مرض التوحد يتصف بتأخر اكتساب اللغة لدى الطفل وضعف العلاقات الاجتماعية مع من حوله، كما يكون للطفل حركات متكررة أو اهتمامات محددة. وواصل الدكتور النبهان حديثه تظهر الأعراض عادة واضحة في ضعف التواصل الاجتماعي واللغوي منذ السنة الأولى، وفي حالات أخرى يكون الطفل قد مر بمرحلة تطور طبيعية، ولكن حصل له تراجع في المهارات اللغوية أو الاجتماعية بعد بلوغه السنة والنصف أو السنتين.وعن نسبة انتشار التوحد عالمياً قال النبهان إن المعدل يبلع 75 حالة بين كل 10 آلاف طفل، وهي في الذكور أكثر من الإناث بنسبة 4 إلى 1 ولكن هناك حقائق جديدة ذكرها مركز يوتاه للتدخل الطبي الحيوي في أمريكا، وهي أن نسبة التوحد ارتفعت حالياً إلى نحو طفل بين كل 150 طفلاً. إذن الأعداد في ازدياد مستمر سواء كان في الخارج أو في بلادنا العربية. ولكن للأسف لا يوجد إحصاءات رسمية لدينا إلى الآن. هذا واستعرض النبهان أهم المشاهير العالميين الذين كانوا توحديين ومن أبرزهم: ألبرت أينشتاين، وألكسندر غرهام بيل، وتشارلز داروين، وإسحاق نيوتن، وليناردو دافنشي، وثومس أديسون، وبيل غيتس، وفردريك نتشه، و إيمانويل كانت. وهم من خيرة المخترعين، والفلاسفة، و الفنانين، ورجال الأعمال والتكنولوجيا في العالم.وختم الدكتور موسى النبهان نائب عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي حديثه قائلاً : التوحد هو «اللغز المحير»ماذا قدمنا لهم ؟ لنتحد جميعاً مع اسر وأطفال وشباب التوحد...نحبكم أبناءنا المتوحدين... ونسعى دائماً لتقديم الأفضل .. شفى الله أبنائنا وعافاهم، كما عرض برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد بجامعة الخليج العربي فيلماً يعرض أهم خصائص مرضى التوحد، حيث تطرق الفيلم إلى مهارات غير عادية لمرضى التوحد، تتمثل في قوة الذاكرة، والمهارة على استدعاء الصور التي رأوها لمرة واحدة، ومقدرتهم على رسمها بكفاءة وتفصيل عاليين، كما قدرتهم على تركيب قطع البازل لخارطة العالم، وهم الذين رأوها لمرة واحدة فقط.من جانبها، عرضت الدكتورة دلال عبدالله الشروقي والدة الطفل التوحدي إبراهيم نبيل قمبر تجربتها مع مرض التوحد.وقالت : «إنها عانت حين ولادة أبنها من سوء التشخيص والجهل العام بمرض التوحد».وأشارت إلى أنها كانت تحاول إقناع الأطباء بمرض أبنها دون جدوى، وإن أكثر المتجاوبين معها حسموا الموضوع دون إجراء كشوفات تفصيلية بأن الابن يعاني من التخلف العقلي.لكن الدكتورة دلال كانت صاحبة عزيمة عالية، وخاضت طريق صعبا من النضال من أجل حل هذه المعضلة.تقول الدكتورة دلال بدأت البحث في الإنترنت ولم يكن هناك من معلومات وافية في حينها فكان الإنترنت في بداية طريقه، ولم يتوافر فيه هذا الكم من المعلومات المتوفرة بغزارة في الوقت الحالي.وتتابع قررت أن أتوجه للمملكة المتحدة وفي مدينة الضباب تعرفت على ثقافة مختلفة شعب يهيئ البيئة الاجتماعية و الطبية المساعدة على التعامل مع مرضى التوحد.وبفضل إرادة الدكتورة دلال وعملها الدؤوب تمكنت الدكتور من تحسين مهارات ابنها في التواصل والتحدث وبناء الجمل، وتطوير المهارات.إلى ذلك، أفتتح الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي معرض مراكز التوحد الذي عرض النتاج الأدبي لجامعة الخليج العربي في مجال مرض التوحد، كما المراكز المشاركة، كما عرض الألعاب التعليمية لمرضى التوحد، و منتجات الأشغال اليدوية التي انتجها مرضى التوحد في مراكز الرعاية المتخصصة.وفي ختام الفعالية كرمت جامعة الخليج العربي المراكز والشخصيات المشاركة في الفعالية وهي الطفل باسل أحمد، الدكتورة دلال الشروقي، مركز عالياً لصعوبات التواصل، مركز الرشاد للمراهقين التوحديين، مركز الوفاء، الجمعية السعودية للتوحد فرع المنطقة الشرقية.يشار إلى أن جامعة الخليج العربي تعتبر من أولى الجامعات التي تدرس برنامج الدبلوما العليا والماجستير في الإعاقة الذهنية والتوحد.وقد خرجت الجامعة 75 خريجاً من برنامج الدراسات العليا في مجال التخلف العقلي، وبعد أن واكبت التطورات والمفاهيم الحديثة التي طرأت على هذا المجال كانت أول جامعة تطور برنامجها في العام 2002م ليسمى برنامج الإعاقة الذهنية والتوحد، وبهذا أصبحت جامعة الخليج العربي أول جامعة تدرس برنامج التوحد، واستطاعت منذ ذلك الحين تخريج 53 خريجاً بين درجة الدبلوما العليا والماجستير.