كتبت - إيمان الخاجة:تصادف أول جمعة من شهر أبريل يوم اليتيم العربي، واحتضنت مملكة البحرين أبنائها الأيتام وأولت لهم رعاية كبيرة واهتمام بالغ عبر العديد من المؤسسات والجمعيات والصناديق الخيرية التي تقوم بكفالتهم وتوفير الرعاية والخدمات المختلفة لهم، لما لهذا العمل من أجر كبير من الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري.وقد اهتم جلالة الملك المفدى بالأيتام بشكل خاص، فخصهم برعاية مميزة عبر المؤسسة الخيرية الملكية التي أنشئت في 14 يوليو 2001م تحت مسمى لجنة كفالة الأيتام، وتحولت في 2007م إلى المؤسسة الخيرية الملكية ليتوسع عملها الخيري وتقدم خدمات أكبر لأبنائها، ويكون جلالته والدهم جميعاً، يرعاهم ويحتضنهم، لتنضم مملكة البحرين إلى مصاف الدول التي تقدم الرعاية الشاملة للأيتام والأرامل. في هذه الوقفة نسلط الضوء على واقع اليتيم في البحرين الذي لامس ازدهاراً واضحاً في ظل الرعاية الملكية من عاهل البلاد، إلى جانب ازدهار مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة. يبين الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية الدكتور مصطفى السيد أنه تحيط بأبناء البحرين من الأيتام رعاية أبوية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، واهتمام اخوي من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، و عملت المؤسسة بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها إذ بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أكثر من عشرة آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين تقوم المؤسسة بتقديم مختلف أنواع الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية والمادية والاجتماعية. رعاية 4288 يتيماًوأضاف قائلاً: تحرص المؤسسة على تقديم الكفالة المادية والمساعدات الاجتماعية عبر تحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي لكل يتيم وأرملة في وقت لا يتجاوز الثامن والعشرين من كل شهر ميلادي وبشكل منتظم، وبلغ عدد الأيتام المكفولين من مختلف الأعمار والمحافظات 4288 يتيماً، كما تقوم المؤسسة وفقاً للتوجيهات السامية من جلالة الملك المفدى واهتمامه المتواصل بتوجيه جميع أشكال الدعم للمواطنين في مختلف المناسبات بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة، وتقديم المساعدات لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لديها بمناسبة عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان المبارك، وتشمل الرعاية التعليمية التي تقدمها المؤسسة العديد من المشاريع الموجهة للأيتام من أهمها: الحفل السنوي لتكريم المتفوقين، حرصاً على تفوق الطلاب دراسياً وبروزهم في المجتمع مع أقرانهم من الطلبة والطالبات ليكونوا لبنات صالحة ومنتجة لخدمة هذا الوطن، توفير الحقيبة المدرسية ومسلتزماتها، تخصيص بعثات جامعية، إلى جانب توفير عدد من المقاعد المجانية للأيتام في المدارس الخاصة بالتعاون مع المدارس والشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وتعمل المؤسسة على توفير خدمة الدروس العلاجية للطلبة الأيتام من خلال المعاهد التعليمية حيث تقوم المؤسسة بمتابعة طلبتها وتشجيعهم على رفع مستواهم الدراسي، بالإضافة إلى مشروع تدريب وتأهيل الأيتام والأرامل الذين لا يرغبون في استكمال دراستهم الجامعية مهنياً وتقنياً بالتنسيق مع الجهات الرسمية وغير الرسمية لتوفير مقاعد للتدريب، من أجل إكسابهم مهارات عملية تأهلهم لوظائف متنوعة لتحسين أوضاعهم المعيشية، وجعلهم عناصر منتجة في المجتمع وتحقيق النظرة الاستراتيجية العامة لمملكة البحرين لعام 2030.وأشار إلى الرعاية الصحية المقدمة من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مع مجموعة من العيادات والمستشفيات الخاصة لتقديم الخدمات الصحية لهم مجاناً، تنظيم العديد من المحاضرات والدورات الصحية على فترات أشهر السنة، توفير ممرضة متخصصة بمبنى المؤسسة لمتابعة الحالات العلاجية للمكفولين، متابعة الحالات التي تستدعي إجراء عملية لها من قبل العيادات الخاصة، كما تولي المؤسسة الجانب التربوي والنفسي اهتماماً خاصاً عبر مركز الإرشاد النفسي الذي يختص بتقديم الاستشارة النفسية والمساندة الاجتماعية الملائمة لمساعدتهم على التكيف الإيجابي مع ظرف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً في سبيل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي. وأكد السيد على آن المؤسسة ضمن رسالتها التربوية بتنظيم العديد من البرامج والأنشطة الثقافية والتربوية والترفيهية المتنوعة خلال العام من مخيمات ودورات وزيارات لمعالم المملكة ومحاضرات بهدف الارتقاء بالمهارات الشخصية، شغل أوقات الفراغ في النافع والمفيد، تنمية القيم التربوية والوطنية، إبراز دور المؤسسة الرائد في المجتمع البحريني، تقديم برامج نوعية تساهم في نهضة المجتمع والارتقاء به. 566 يتيماً بالسنابلومن جانب آخر، وضح عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم العلاقات العامة والأعلام بمؤسسة السنابل للأيتام يوسف عبدالله عقاب أن السنابل تحرص على بناء الشخصية المتكاملة لهم من خلال العمل على توفير كافة أنواع الرعاية الشاملة من رعاية مادية ورعاية تربوية إلى الرعاية التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، وتوفير كافة احتياجاتهم ومتابعتهم على مدار العام، حيث بلغ عدد الأيتام المكفولين من قبل السنابل حوالي 566 يتيماً ويتيمة من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية، وتسعى السنابل من خلال هذا المشروع إلى المساهمة في توفير الحياة الكريمة للأيتام وأسرهم وسد حاجاتهم المالية من خلال صرف كفالة شهرية لكل يتيم، كما تهتم السنابل بالجانب التعليمي للأيتام من سن رياض الأطفال مروراً بالمدرسة والجامعة حتى حصولهم على العمل المناسب الذي يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والاستغناء عن غيرهم، حيث تقوم السنابل بتوفير حقيبة مدرسية بكامل مستلزماتها من مواد قرطاسية وزي مدرسي في بداية كل عام دراسي لجميع الأيتام المكفولين من قبلها ممن يدرسون في مختلف المراحل الدراسية من رياض الأطفال حتى الجامعة، كما تتم متابعتهم دراسياً بالتواصل مع المدارس وتوفير الدروس العلاجية لرفع مستواهم التعليمي، تكريم المتفوقين في حفل سنوي خاص لتشجيعهم على التفوق والنجاح، ويبلغ عدد الأيتام المستفيدين من مشروع الرعاية التعليمية 502 يتيماً ويتيمة.وبين قائلا: حرصاً على استغلال أوقات الأيتام بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، واكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها، يتم تنظيم النشاط الصيفي في كل عام، حيث يتم إلحاق الأيتام خلال الإجازة الصيفية في نشاط خاص حسب رغبة وحاجة كل يتيم بحيث يضم إلى نشاط ترفيهي أو تدريبي حسب رغبته وميوله، كما يتلقى حصصاً علاجية في المادة التي يعاني من ضعف فيها، وسعياً لمتابعة آخر المستجدات في مجال الرعاية الاجتماعية والتربوية التي تعنى بالطفل والمجتمع تقوم السنابل بالتنظيم والمشاركة في العديد من الفعاليات والأنشطة التربوية والثقافية للأطفال منها الزيارات الترفيهية والثقافية والمشاركة في عدد من المهرجانات والمؤتمرات، كما تقوم بتنفيذ مشروع الرعاية الصحية من خلال إجراء الفحوصات الطبية للأيتام بالتعاون مع المستشفيات والعيادات الخاصة، بالإضافة إلى توفير العلاج والأجهزة الطبية للمحتاجين منهم كما تنظم وتشارك في العديد من برامج التوعية الصحية للأيتام وأولياء أمورهم. ولا يقتصر الأمر عند هذه الرعاية، بل أشار عقاب إلى وجود عدد من المشاريع الموسمية تفعيلاً لمبدأ التواصل مع الأيتام على مدار العام، وسعياً لسد حاجتهم في جميع المناسبات الاجتماعية والدينية وكان من أهمها مشروع إفطار صائم حيث يتم توفير مؤونة شهر رمضان كاملة من مختلف المواد الغذائية بالإضافة إلى مبالغ نقدية لكل أسرة، مشروع زكاة الفطر وتوزيعها على الأسر، عيدية وكسوة اليتيم، مشروع الأضاحي وتوزيعها عليهم، وتقديم المساعدات الطارئة للأسر لسد عوزها نتيجة الحاجات الطارئة لها، إلى جانب مشروع المساعدات الصفية والذي يهدف إلى سد احتياجات الأيتام خلال فصل الصيف من مكيفات وثلاجات وغيرها من الأدوات المنزلية الضرورية لهذا الفصل من العام. مشاريع موسمية وتحسين المعيشةوتابع قائلاً: ويعتبر السكن من الأمور الضرورية للفرد، لذا تعمل السنابل على توفير السكن المناسب والصحي للأيتام، وتولي مشروع البناء اهتماماً خاصاً، وتسعى إلى تحقيق ذلك من خلال زيارات الباحثات الاجتماعيات لمنازل الأيتام، وعلى ضوء التقرير المقدم من قبل الباحثات وبعد دراسة الاحتياجات الأساسية يتم توفير وتنفيذ كافة ما يلزم المسكن من بناء أو ترميم أو إضافة في البناء وفقاً لشروط المؤسسة، كما يتم تزويد منازل الأيتام بالعديد من الأثاث والأدوات المنزلية حسب الحاجة، وفي حال عدم مطابقة السكن لشروط البناء والترميم الخاصة بالسنابل بأن يكون السكن غير لائق صحياً أولا يمكن ترميمه أو إعادة بنائه لعدم التملك التام له من قبل الأسرة يتم توفير سكن خاص . وسعياً من السنابل إلى تحسين المستوى المعيشي لأسر الأيتام وتنمية مواردها المالية وتشجيعاً منها على استغلال طاقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة قال عقاب إن «السنابل تعمل خلال مشروع الأسر المنتجة إلى تحويل عدد من الأسر المكفولة من قبلها من أسرة مستهلكة إلى أسرة منتجة وذلك من خلال تدريب بعض أفراد الأسرة على القيام ببعض الأعمال اليدوية ومن ثم تحويلها إلى مشاريع تجارية صغيرة يتم تمويلها عن طريق السنابل»، كما تنفذ مؤسسة السنابل لرعاية الأيتام مشروع نادي الموهوبين ضمن خطتها في اكتشاف وتنمية المواهب الكامنة لدى الطلاب منذ المراحل العمرية الأولى، وذلك من خلال تشكيل مجموعات عمل لكل فريق من الموهوبين وتطوير منتجاتهم والتعريف بهم في مختلف المحافل والمناسبات واستغلال طاقاتهم في دعم عمل المؤسسة وأنشطتها لأسرة الأيتام وتتكفل السنابل بكامل تأثيثه ودفع إيجاره الشهري.كافل اليتيم في الجنة مع النبيوتقدم عضو رابطة علماء المسلمين بدول مجلس التعاون الخليجي وإمام وخطيب جامع يوسف بن أحمد كانو فضيلة الشيخ جلال الشرقي بالشكر الكبير لعاهل البلاد المفدى على اهتمامه ورعايته بالأيتام، فهو المعلم للجميع في البحرين في رعاية الأيتام عبر المؤسسة الخيرية الملكية، كما شكر جهود القائمين عليها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وفضيلة الشيخ عدنان القطان الذي يعتبر من وضع النبتة الأولى، فكل الشكر للجميع على جهودهم في رعاية الأيتام وإلى الدكتور مصطفى السيد الأمين العام، ويقول: رعاية الأيتام التي أولاها جلالة الملك ليست الرعاية العادية ولا تقوم على المشاريع النوعية فحسب، إذ تقدم المؤسسة ورش عظيمة وطيبة للأيتام، شاركت معهم في محاضرة «فقه العمرة» عندما أخذوا مجموعة من الأيتام للعمرة مع أمهاتهم، هذا عدا عن المشاريع التربوية والنفسية وعندهم مشاريع تربوية ونفسية لهم، ومن خبرتي في هذا المجال وتجولي في دول الخليج والدول العربية أعتقد أن رعاية الأيتام في مملكتنا الحبيبة هي الأعلى مستوى ولله الحمد . وحول فضل رعاية اليتيم يقول الشرقي: الإسلام دين العظيم يهتم بالإنسان في جميع مراحله وجميع ظروفه الاجتماعية والسياسية وغيرها، ولذلك فإن لليتيم مكانة كبيرة في الإسلام، ويكفي كافل اليتيم أن يكون مع الرسول في الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما»، أي أن كافل اليتيم يكون يوم القيامة مع الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة في نفس المرتبة، فانظر إلى هذه المكانة العظيمة لعموم المسلمين للاهتمام باليتيم والقائم على شؤونه ورعايته، وعندما يفقد الإنسان والده يصبح يتيماً، واليتيم يكون في حالة نفسية من حاجة لحنان الأب ورعاية الوالدين بشيء كبير، فهو يحتاج إلى الاهتمام النفسي والرعاية النفسية، لذا جاء الإسلام يحثنا على هذا الجانب فقال تعالى : «وأما اليتيم فلا تقهر» فلا بد أن نراعي الحالة النفسية لليتيم ولا ندخله في شيء من الضيق فهو يشعر بفقد خط الدفاع الأول له وهو الأب، اليتم لديه نوع من الحرمان من فقد الأب ورعايته، و لو بحثنا عبر الديانات السماوية قبل الإسلام نجد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي اهتم باليتيم ورعايته والإحسان إليه، والبيت الذي فيه اليتيم فيه البركة والخير، لذا من أحب أن يبارك الله له في رزقه ويجعل بيته بيت خير وبركة وسعادة عليه أن يكفل هذا اليتيم لأن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى اليتيم نظرة خاصة فيكفل من يكفل هذا اليتيم ويحسن إلى من يحسن إليه. وأضاف قائلاً: لا نريد أن نكتفي بالكلام، ولابد من اتخاذ الخطوات العملية، لذا أدعو جميع أهل البحرين خاصة والناس عامة والموظفين أن يكفلوا لهم يتيماً، الحمد لله الجمعيات الخيرية قامت بتسهيل هذا الأمر ويمكن لأي فرد أن يكفل له يتيماً في الصومال والهند وفلسطين وغيرها وهو جالس في البحرين، وهذه نعمة عظيمة لم تتيسر في السابق، و لو ذهبنا إلى اللجان الخيرية لوجدنا الكثير من الأسر الخيرية تكفل أيتام في بلدان مختلفة وهناك كثير من الناس يكفلونهم، وهذا عمل جدير وعظيم، يبارك الله للناس في رزقهم ومالهم وينالون الدرجة العليا في الجنة. وعي المجتمع بكفالة اليتيمويعقب عضو المجلس النيابي محمد العمادي على الموضوع بالإشادة الكبيرة بالرعاية التي أولتها المملكة لليتيم فيقول: قبل أيام كنت في المؤسسة الخيرية الملكية، اجتمعنا مع الأمين العام واطلعنا على شيء جبار، مبادرة لم أر مثلها في دول العالم، وهي أن جميع أيتام وأرامل البحرين مكفولين من قبل الدولة وجلالة الملك المفدى، وليست فقط بالمساعدة بل بالرعاية التعليمية والاجتماعية والبرامج المصاحبة التي تسهم في تعويض اليتيم ما فقده، عدا عن البرامج التي تعجز الأم عن تقديمها للابن بسبب الظروف، والبحرين بها عدد طيب من الجهات التي ترعى اليتيم وتقدم له الدعم من الجمعيات والصناديق الخيرية والمؤسسات، كل ما نحتاجه الآن هو مد يد العون لهذه الجهات حتى لا نشتت الجهود بل الدخول معهم والتواصل ومساعدتهم. ويتابع قائلاً: ولا تغفل عن دور الناس من الجيران والأهل في تقديم الدعم والإحساس بالانتماء في المجتمع لتعويضه ما فقد من حنان، لذا يجب أن لا يكتفي أحد بأن الدولة تكفل اليتيم فالدعم النفسي يطمئنه على أحواله ويجعل منه شخص فعال في المجتمع، ، ولله الحمد الجمعيات الخيرية وخطباء المساجد والوعاظ لم يقصدوا في هذا الموضوع وأهمية مد الناس بالوعي حول أهمية كفالة اليتيم وفضل المسح على رأسه، هذا وعي طيب عند الشعب ونتمنى المزيد، فالأيتام في ازدياد خاصة مع زيادة الحروب والكوارث وهناك دول لا يصلها الدعم لذا نحن بحاجة للمزيد ولا نكتفي بكفالة الغير. ترك الثقافة الأوروبيةوفي الكفة نفسها تشير أخصائي بحوث أول في بلدية المنطقة الوسطى أمينة السندي أن الحياة الماضية لم توجد بها مشكلة اليتيم، فعندما يموت شخص يتهافت الناس لرعاية أبنائه، لأن هذا واجب ولا يحتاج إلى إقناع، ويشعر المسلم بأنه مسؤول عن غيره، فالدين أوصانا برعاية اليتيم، أما الآن فيغلب على الناس طابع الحياة و الثقافة الأوروبية، وكل شيء لديهم بالحساب والربح والخسارة، فيفكر الأغلب بالاكتفاء برعاية أبنائه وأن كفالته ليتيم ستزيد من مصرفه، و في قصة واقعية توفيت امرأة تاركة خلفها ابن صغير، أخذت قريبتها هذا الولد لتربيه رغم وجود أهل له، لكنها رأت أن هذا واجب، وكانت هذه المرأة لا تملك ابناً فكلما أنجبت طفل توفي لها، وسبحان الله بعد آن تبنت هذا اليتيم رزقها الله بالذرية وعاش أبنائها، وهذا كرم من رب العالمين. وتؤكد السندي على الرعاية الكبيرة للأيتام في البحرين من قبل جلالة الملك المفدى، ولقائه المباشر معهم لها أثر كبير في النفس، فبالرغم من صغر سن الأطفال إلا أن المحبة واضحة على محياهم، يقبلونه ويسلمون عليه محبة نابعة من القلب بسبب اهتمامه ورعايته لهم، كما توضح أن البحرين لها رعاية كبيرة للأيتام من قبل الجمعيات الخيرية والإسلامية والصناديق التي تقدم الدعم وتصرف عليه وتهتم بهم من جانب إنساني، وتشعرهم بالاهتمام والرعاية عبر الأنشطة والبرامج وعدم قصر الرعاية على الجانب المادي فقط، وهذا هو المجتمع البحريني المترابط المحب للخير. وتواصل: هناك فكرة في المملكة العربية السعودية أدعو لتطبيقها في البحرين، حيث تتكفل الدولة بمبلغ شهري لمن يكفل يتيم لتساعده، وبهذا المبلغ البسيط توفر الدولة على نفسها رعايته في الملجأ وتفتح له الفرصة لأن يتربى في عائلة، ولا يجب أن يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل يمكن للشخص إذا لم يستطع أن يكفل له يتيماً أن يقوم بزيارتهم وتقديم الهدايا آو البرامج لهم، فهذا الإحساس بالاهتمام والرعاية له أثر كبير على نفسيته، كما يمكن دعمهم عبر فتح المجال ومشاركتهم في عمل برامج وأنشطة ومؤتمرات ودورات ومعارض لهم، تشجيعهم على الدراسة وتطوير المواهب، نمد يد الخير قدر المستطاع وندل الناس عليها، لذا نحن بحاجة إلى برامج تلفزيونية وإذاعية عن اليتيم وتوعية أكثر لكيفية تبني برامج خاصة لهم ودعم المجتمع. يوم اليتيم في سطور بدأت فكرة يوم اليتيم عام 2003 م حيث اقترح أحد المتطوعين بجمعية الأورمان وهي أكبر الجمعيات العاملة في مجال رعاية الأيتام في مصر أن تقوم الجمعية بعمل احتفال كبير تدعو إليه مجموعة من الأطفال الأيتام التابعين لجمعيات أخرى أو الموجودين في بيوتهم ولا يجدون من يهتم بهم والترفيه عنهم، بهدف أن يكون لليتيم يوماً في كل عام يذكر المجتمع أن هناك أطفال يحتاجون إلى كل الدعم المعنوي والمادي، وبدأ الاحتفال في عام 2004م بدعوة 5 آلاف طفل، وفي 2005م نالت الجمعية رعاية عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، وأعلن الدكتور على المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي، رعايته للمؤتمر وعدد من الوزارات، وفي عام 2006م عرضت الفكرة على مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وأقر الاحتفال بيوم اليتيم العربي، وأكد تقديم كل دولة الدعم الإعلامي وبذل الجهد لنشر الفكرة، ليبدأ الاحتفال بيوم اليتيم العربي في عام 2007م في عدد من الدول العربية.كتبت - إيمان الخاجة:تصادف أول جمعة من شهر أبريل يوم اليتيم العربي، واحتضنت مملكة البحرين أبنائها الأيتام وأولت لهم رعاية كبيرة واهتمام بالغ عبر العديد من المؤسسات والجمعيات والصناديق الخيرية التي تقوم بكفالتهم وتوفير الرعاية والخدمات المختلفة لهم، لما لهذا العمل من أجر كبير من الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) رواه البخاري.وقد اهتم جلالة الملك المفدى بالأيتام بشكل خاص، فخصهم برعاية مميزة عبر المؤسسة الخيرية الملكية التي أنشئت في 14 يوليو 2001م تحت مسمى لجنة كفالة الأيتام، وتحولت في 2007م إلى المؤسسة الخيرية الملكية ليتوسع عملها الخيري وتقدم خدمات أكبر لأبنائها، ويكون جلالته والدهم جميعاً، يرعاهم ويحتضنهم، لتنضم مملكة البحرين إلى مصاف الدول التي تقدم الرعاية الشاملة للأيتام والأرامل. في هذه الوقفة نسلط الضوء على واقع اليتيم في البحرين الذي لامس ازدهاراً واضحاً في ظل الرعاية الملكية من عاهل البلاد، إلى جانب ازدهار مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة. يبين الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية الدكتور مصطفى السيد أنه تحيط بأبناء البحرين من الأيتام رعاية أبوية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، واهتمام اخوي من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، و عملت المؤسسة بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة للمستفيدين من خدماتها إذ بلغ عدد الأيتام والأرامل المكفولين من قبل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أكثر من عشرة آلاف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين تقوم المؤسسة بتقديم مختلف أنواع الرعاية الصحية والتعليمية والتأهيلية والمادية والاجتماعية. رعاية 4288 يتيماًوأضاف قائلاً: تحرص المؤسسة على تقديم الكفالة المادية والمساعدات الاجتماعية عبر تحويل الكفالة الشهرية إلى الحساب البنكي لكل يتيم وأرملة في وقت لا يتجاوز الثامن والعشرين من كل شهر ميلادي وبشكل منتظم، وبلغ عدد الأيتام المكفولين من مختلف الأعمار والمحافظات 4288 يتيماً، كما تقوم المؤسسة وفقاً للتوجيهات السامية من جلالة الملك المفدى واهتمامه المتواصل بتوجيه جميع أشكال الدعم للمواطنين في مختلف المناسبات بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة، وتقديم المساعدات لجميع الأرامل والأيتام المسجلين لديها بمناسبة عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان المبارك، وتشمل الرعاية التعليمية التي تقدمها المؤسسة العديد من المشاريع الموجهة للأيتام من أهمها: الحفل السنوي لتكريم المتفوقين، حرصاً على تفوق الطلاب دراسياً وبروزهم في المجتمع مع أقرانهم من الطلبة والطالبات ليكونوا لبنات صالحة ومنتجة لخدمة هذا الوطن، توفير الحقيبة المدرسية ومسلتزماتها، تخصيص بعثات جامعية، إلى جانب توفير عدد من المقاعد المجانية للأيتام في المدارس الخاصة بالتعاون مع المدارس والشركات ومؤسسات القطاع الخاص، وتعمل المؤسسة على توفير خدمة الدروس العلاجية للطلبة الأيتام من خلال المعاهد التعليمية حيث تقوم المؤسسة بمتابعة طلبتها وتشجيعهم على رفع مستواهم الدراسي، بالإضافة إلى مشروع تدريب وتأهيل الأيتام والأرامل الذين لا يرغبون في استكمال دراستهم الجامعية مهنياً وتقنياً بالتنسيق مع الجهات الرسمية وغير الرسمية لتوفير مقاعد للتدريب، من أجل إكسابهم مهارات عملية تأهلهم لوظائف متنوعة لتحسين أوضاعهم المعيشية، وجعلهم عناصر منتجة في المجتمع وتحقيق النظرة الاستراتيجية العامة لمملكة البحرين لعام 2030.وأشار إلى الرعاية الصحية المقدمة من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مع مجموعة من العيادات والمستشفيات الخاصة لتقديم الخدمات الصحية لهم مجاناً، تنظيم العديد من المحاضرات والدورات الصحية على فترات أشهر السنة، توفير ممرضة متخصصة بمبنى المؤسسة لمتابعة الحالات العلاجية للمكفولين، متابعة الحالات التي تستدعي إجراء عملية لها من قبل العيادات الخاصة، كما تولي المؤسسة الجانب التربوي والنفسي اهتماماً خاصاً عبر مركز الإرشاد النفسي الذي يختص بتقديم الاستشارة النفسية والمساندة الاجتماعية الملائمة لمساعدتهم على التكيف الإيجابي مع ظرف الفقد ومساندتهم في تذليل الصعوبات والضغوطات النفسية التي تواجههم أو قد تواجههم مستقبلاً في سبيل تنمية توافقهم النفسي والاجتماعي. وأكد السيد على آن المؤسسة ضمن رسالتها التربوية بتنظيم العديد من البرامج والأنشطة الثقافية والتربوية والترفيهية المتنوعة خلال العام من مخيمات ودورات وزيارات لمعالم المملكة ومحاضرات بهدف الارتقاء بالمهارات الشخصية، شغل أوقات الفراغ في النافع والمفيد، تنمية القيم التربوية والوطنية، إبراز دور المؤسسة الرائد في المجتمع البحريني، تقديم برامج نوعية تساهم في نهضة المجتمع والارتقاء به. 566 يتيماً بالسنابلومن جانب آخر، وضح عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم العلاقات العامة والأعلام بمؤسسة السنابل للأيتام يوسف عبدالله عقاب أن السنابل تحرص على بناء الشخصية المتكاملة لهم من خلال العمل على توفير كافة أنواع الرعاية الشاملة من رعاية مادية ورعاية تربوية إلى الرعاية التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، وتوفير كافة احتياجاتهم ومتابعتهم على مدار العام، حيث بلغ عدد الأيتام المكفولين من قبل السنابل حوالي 566 يتيماً ويتيمة من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية، وتسعى السنابل من خلال هذا المشروع إلى المساهمة في توفير الحياة الكريمة للأيتام وأسرهم وسد حاجاتهم المالية من خلال صرف كفالة شهرية لكل يتيم، كما تهتم السنابل بالجانب التعليمي للأيتام من سن رياض الأطفال مروراً بالمدرسة والجامعة حتى حصولهم على العمل المناسب الذي يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والاستغناء عن غيرهم، حيث تقوم السنابل بتوفير حقيبة مدرسية بكامل مستلزماتها من مواد قرطاسية وزي مدرسي في بداية كل عام دراسي لجميع الأيتام المكفولين من قبلها ممن يدرسون في مختلف المراحل الدراسية من رياض الأطفال حتى الجامعة، كما تتم متابعتهم دراسياً بالتواصل مع المدارس وتوفير الدروس العلاجية لرفع مستواهم التعليمي، تكريم المتفوقين في حفل سنوي خاص لتشجيعهم على التفوق والنجاح، ويبلغ عدد الأيتام المستفيدين من مشروع الرعاية التعليمية 502 يتيماً ويتيمة.وبين قائلا: حرصاً على استغلال أوقات الأيتام بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، واكتشاف مواهبهم والعمل على تنميتها، يتم تنظيم النشاط الصيفي في كل عام، حيث يتم إلحاق الأيتام خلال الإجازة الصيفية في نشاط خاص حسب رغبة وحاجة كل يتيم بحيث يضم إلى نشاط ترفيهي أو تدريبي حسب رغبته وميوله، كما يتلقى حصصاً علاجية في المادة التي يعاني من ضعف فيها، وسعياً لمتابعة آخر المستجدات في مجال الرعاية الاجتماعية والتربوية التي تعنى بالطفل والمجتمع تقوم السنابل بالتنظيم والمشاركة في العديد من الفعاليات والأنشطة التربوية والثقافية للأطفال منها الزيارات الترفيهية والثقافية والمشاركة في عدد من المهرجانات والمؤتمرات، كما تقوم بتنفيذ مشروع الرعاية الصحية من خلال إجراء الفحوصات الطبية للأيتام بالتعاون مع المستشفيات والعيادات الخاصة، بالإضافة إلى توفير العلاج والأجهزة الطبية للمحتاجين منهم كما تنظم وتشارك في العديد من برامج التوعية الصحية للأيتام وأولياء أمورهم. ولا يقتصر الأمر عند هذه الرعاية، بل أشار عقاب إلى وجود عدد من المشاريع الموسمية تفعيلاً لمبدأ التواصل مع الأيتام على مدار العام، وسعياً لسد حاجتهم في جميع المناسبات الاجتماعية والدينية وكان من أهمها مشروع إفطار صائم حيث يتم توفير مؤونة شهر رمضان كاملة من مختلف المواد الغذائية بالإضافة إلى مبالغ نقدية لكل أسرة، مشروع زكاة الفطر وتوزيعها على الأسر، عيدية وكسوة اليتيم، مشروع الأضاحي وتوزيعها عليهم، وتقديم المساعدات الطارئة للأسر لسد عوزها نتيجة الحاجات الطارئة لها، إلى جانب مشروع المساعدات الصفية والذي يهدف إلى سد احتياجات الأيتام خلال فصل الصيف من مكيفات وثلاجات وغيرها من الأدوات المنزلية الضرورية لهذا الفصل من العام. مشاريع موسمية وتحسين المعيشةوتابع قائلاً: ويعتبر السكن من الأمور الضرورية للفرد، لذا تعمل السنابل على توفير السكن المناسب والصحي للأيتام، وتولي مشروع البناء اهتماماً خاصاً، وتسعى إلى تحقيق ذلك من خلال زيارات الباحثات الاجتماعيات لمنازل الأيتام، وعلى ضوء التقرير المقدم من قبل الباحثات وبعد دراسة الاحتياجات الأساسية يتم توفير وتنفيذ كافة ما يلزم المسكن من بناء أو ترميم أو إضافة في البناء وفقاً لشروط المؤسسة، كما يتم تزويد منازل الأيتام بالعديد من الأثاث والأدوات المنزلية حسب الحاجة، وفي حال عدم مطابقة السكن لشروط البناء والترميم الخاصة بالسنابل بأن يكون السكن غير لائق صحياً أولا يمكن ترميمه أو إعادة بنائه لعدم التملك التام له من قبل الأسرة يتم توفير سكن خاص . وسعياً من السنابل إلى تحسين المستوى المعيشي لأسر الأيتام وتنمية مواردها المالية وتشجيعاً منها على استغلال طاقاتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة قال عقاب إن «السنابل تعمل خلال مشروع الأسر المنتجة إلى تحويل عدد من الأسر المكفولة من قبلها من أسرة مستهلكة إلى أسرة منتجة وذلك من خلال تدريب بعض أفراد الأسرة على القيام ببعض الأعمال اليدوية ومن ثم تحويلها إلى مشاريع تجارية صغيرة يتم تمويلها عن طريق السنابل»، كما تنفذ مؤسسة السنابل لرعاية الأيتام مشروع نادي الموهوبين ضمن خطتها في اكتشاف وتنمية المواهب الكامنة لدى الطلاب منذ المراحل العمرية الأولى، وذلك من خلال تشكيل مجموعات عمل لكل فريق من الموهوبين وتطوير منتجاتهم والتعريف بهم في مختلف المحافل والمناسبات واستغلال طاقاتهم في دعم عمل المؤسسة وأنشطتها لأسرة الأيتام وتتكفل السنابل بكامل تأثيثه ودفع إيجاره الشهري.كافل اليتيم في الجنة مع النبيوتقدم عضو رابطة علماء المسلمين بدول مجلس التعاون الخليجي وإمام وخطيب جامع يوسف بن أحمد كانو فضيلة الشيخ جلال الشرقي بالشكر الكبير لعاهل البلاد المفدى على اهتمامه ورعايته بالأيتام، فهو المعلم للجميع في البحرين في رعاية الأيتام عبر المؤسسة الخيرية الملكية، كما شكر جهود القائمين عليها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وفضيلة الشيخ عدنان القطان الذي يعتبر من وضع النبتة الأولى، فكل الشكر للجميع على جهودهم في رعاية الأيتام وإلى الدكتور مصطفى السيد الأمين العام، ويقول: رعاية الأيتام التي أولاها جلالة الملك ليست الرعاية العادية ولا تقوم على المشاريع النوعية فحسب، إذ تقدم المؤسسة ورش عظيمة وطيبة للأيتام، شاركت معهم في محاضرة «فقه العمرة» عندما أخذوا مجموعة من الأيتام للعمرة مع أمهاتهم، هذا عدا عن المشاريع التربوية والنفسية وعندهم مشاريع تربوية ونفسية لهم، ومن خبرتي في هذا المجال وتجولي في دول الخليج والدول العربية أعتقد أن رعاية الأيتام في مملكتنا الحبيبة هي الأعلى مستوى ولله الحمد . وحول فضل رعاية اليتيم يقول الشرقي: الإسلام دين العظيم يهتم بالإنسان في جميع مراحله وجميع ظروفه الاجتماعية والسياسية وغيرها، ولذلك فإن لليتيم مكانة كبيرة في الإسلام، ويكفي كافل اليتيم أن يكون مع الرسول في الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما»، أي أن كافل اليتيم يكون يوم القيامة مع الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة في نفس المرتبة، فانظر إلى هذه المكانة العظيمة لعموم المسلمين للاهتمام باليتيم والقائم على شؤونه ورعايته، وعندما يفقد الإنسان والده يصبح يتيماً، واليتيم يكون في حالة نفسية من حاجة لحنان الأب ورعاية الوالدين بشيء كبير، فهو يحتاج إلى الاهتمام النفسي والرعاية النفسية، لذا جاء الإسلام يحثنا على هذا الجانب فقال تعالى : «وأما اليتيم فلا تقهر» فلا بد أن نراعي الحالة النفسية لليتيم ولا ندخله في شيء من الضيق فهو يشعر بفقد خط الدفاع الأول له وهو الأب، اليتم لديه نوع من الحرمان من فقد الأب ورعايته، و لو بحثنا عبر الديانات السماوية قبل الإسلام نجد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي اهتم باليتيم ورعايته والإحسان إليه، والبيت الذي فيه اليتيم فيه البركة والخير، لذا من أحب أن يبارك الله له في رزقه ويجعل بيته بيت خير وبركة وسعادة عليه أن يكفل هذا اليتيم لأن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى اليتيم نظرة خاصة فيكفل من يكفل هذا اليتيم ويحسن إلى من يحسن إليه. وأضاف قائلاً: لا نريد أن نكتفي بالكلام، ولابد من اتخاذ الخطوات العملية، لذا أدعو جميع أهل البحرين خاصة والناس عامة والموظفين أن يكفلوا لهم يتيماً، الحمد لله الجمعيات الخيرية قامت بتسهيل هذا الأمر ويمكن لأي فرد أن يكفل له يتيماً في الصومال والهند وفلسطين وغيرها وهو جالس في البحرين، وهذه نعمة عظيمة لم تتيسر في السابق، و لو ذهبنا إلى اللجان الخيرية لوجدنا الكثير من الأسر الخيرية تكفل أيتام في بلدان مختلفة وهناك كثير من الناس يكفلونهم، وهذا عمل جدير وعظيم، يبارك الله للناس في رزقهم ومالهم وينالون الدرجة العليا في الجنة. وعي المجتمع بكفالة اليتيمويعقب عضو المجلس النيابي محمد العمادي على الموضوع بالإشادة الكبيرة بالرعاية التي أولتها المملكة لليتيم فيقول: قبل أيام كنت في المؤسسة الخيرية الملكية، اجتمعنا مع الأمين العام واطلعنا على شيء جبار، مبادرة لم أر مثلها في دول العالم، وهي أن جميع أيتام وأرامل البحرين مكفولين من قبل الدولة وجلالة الملك المفدى، وليست فقط بالمساعدة بل بالرعاية التعليمية والاجتماعية والبرامج المصاحبة التي تسهم في تعويض اليتيم ما فقده، عدا عن البرامج التي تعجز الأم عن تقديمها للابن بسبب الظروف، والبحرين بها عدد طيب من الجهات التي ترعى اليتيم وتقدم له الدعم من الجمعيات والصناديق الخيرية والمؤسسات، كل ما نحتاجه الآن هو مد يد العون لهذه الجهات حتى لا نشتت الجهود بل الدخول معهم والتواصل ومساعدتهم. ويتابع قائلاً: ولا تغفل عن دور الناس من الجيران والأهل في تقديم الدعم والإحساس بالانتماء في المجتمع لتعويضه ما فقد من حنان، لذا يجب أن لا يكتفي أحد بأن الدولة تكفل اليتيم فالدعم النفسي يطمئنه على أحواله ويجعل منه شخص فعال في المجتمع، ، ولله الحمد الجمعيات الخيرية وخطباء المساجد والوعاظ لم يقصدوا في هذا الموضوع وأهمية مد الناس بالوعي حول أهمية كفالة اليتيم وفضل المسح على رأسه، هذا وعي طيب عند الشعب ونتمنى المزيد، فالأيتام في ازدياد خاصة مع زيادة الحروب والكوارث وهناك دول لا يصلها الدعم لذا نحن بحاجة للمزيد ولا نكتفي بكفالة الغير. ترك الثقافة الأوروبيةوفي الكفة نفسها تشير أخصائي بحوث أول في بلدية المنطقة الوسطى أمينة السندي أن الحياة الماضية لم توجد بها مشكلة اليتيم، فعندما يموت شخص يتهافت الناس لرعاية أبنائه، لأن هذا واجب ولا يحتاج إلى إقناع، ويشعر المسلم بأنه مسؤول عن غيره، فالدين أوصانا برعاية اليتيم، أما الآن فيغلب على الناس طابع الحياة و الثقافة الأوروبية، وكل شيء لديهم بالحساب والربح والخسارة، فيفكر الأغلب بالاكتفاء برعاية أبنائه وأن كفالته ليتيم ستزيد من مصرفه، و في قصة واقعية توفيت امرأة تاركة خلفها ابن صغير، أخذت قريبتها هذا الولد لتربيه رغم وجود أهل له، لكنها رأت أن هذا واجب، وكانت هذه المرأة لا تملك ابناً فكلما أنجبت طفل توفي لها، وسبحان الله بعد آن تبنت هذا اليتيم رزقها الله بالذرية وعاش أبنائها، وهذا كرم من رب العالمين. وتؤكد السندي على الرعاية الكبيرة للأيتام في البحرين من قبل جلالة الملك المفدى، ولقائه المباشر معهم لها أثر كبير في النفس، فبالرغم من صغر سن الأطفال إلا أن المحبة واضحة على محياهم، يقبلونه ويسلمون عليه محبة نابعة من القلب بسبب اهتمامه ورعايته لهم، كما توضح أن البحرين لها رعاية كبيرة للأيتام من قبل الجمعيات الخيرية والإسلامية والصناديق التي تقدم الدعم وتصرف عليه وتهتم بهم من جانب إنساني، وتشعرهم بالاهتمام والرعاية عبر الأنشطة والبرامج وعدم قصر الرعاية على الجانب المادي فقط، وهذا هو المجتمع البحريني المترابط المحب للخير. وتواصل: هناك فكرة في المملكة العربية السعودية أدعو لتطبيقها في البحرين، حيث تتكفل الدولة بمبلغ شهري لمن يكفل يتيم لتساعده، وبهذا المبلغ البسيط توفر الدولة على نفسها رعايته في الملجأ وتفتح له الفرصة لأن يتربى في عائلة، ولا يجب أن يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل يمكن للشخص إذا لم يستطع أن يكفل له يتيماً أن يقوم بزيارتهم وتقديم الهدايا آو البرامج لهم، فهذا الإحساس بالاهتمام والرعاية له أثر كبير على نفسيته، كما يمكن دعمهم عبر فتح المجال ومشاركتهم في عمل برامج وأنشطة ومؤتمرات ودورات ومعارض لهم، تشجيعهم على الدراسة وتطوير المواهب، نمد يد الخير قدر المستطاع وندل الناس عليها، لذا نحن بحاجة إلى برامج تلفزيونية وإذاعية عن اليتيم وتوعية أكثر لكيفية تبني برامج خاصة لهم ودعم المجتمع. يوم اليتيم في سطور بدأت فكرة يوم اليتيم عام 2003 م حيث اقترح أحد المتطوعين بجمعية الأورمان وهي أكبر الجمعيات العاملة في مجال رعاية الأيتام في مصر أن تقوم الجمعية بعمل احتفال كبير تدعو إليه مجموعة من الأطفال الأيتام التابعين لجمعيات أخرى أو الموجودين في بيوتهم ولا يجدون من يهتم بهم والترفيه عنهم، بهدف أن يكون لليتيم يوماً في كل عام يذكر المجتمع أن هناك أطفال يحتاجون إلى كل الدعم المعنوي والمادي، وبدأ الاحتفال في عام 2004م بدعوة 5 آلاف طفل، وفي 2005م نالت الجمعية رعاية عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، وأعلن الدكتور على المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي، رعايته للمؤتمر وعدد من الوزارات، وفي عام 2006م عرضت الفكرة على مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وأقر الاحتفال بيوم اليتيم العربي، وأكد تقديم كل دولة الدعم الإعلامي وبذل الجهد لنشر الفكرة، ليبدأ الاحتفال بيوم اليتيم العربي في عام 2007م في عدد من الدول العربية.