أحمد خالد
انتشرت ظاهرة فرض كثير من عمال المطاعم مبالغ على الزبائن والعملاء ورواد المحلات تحت عنوان "البقشيش"، ورغم أن هذا النوع من الإكرامية قد يمنحها الزبائن لعمال المطاعم إذا شعروا بنوع من الخدمة الجيدة، إلا أنها تحولت إلى نوع من الإجبار والفرض والجباية بعدما ابتكر هؤلاء العمال طرقاً وأساليب ملتوية للحصول على الأموال أبرزها عدم إرجاع بقية المال إلى الزبون بحجة عدم توافر المبالغ النقدية من الفئات الصغيرة أو ما يعرف بـ"الفكة".
في البداية يقول صفوت برمدا: إن "هذا السلوك ينتشر بين المطاعم العادية، أما مطاعم الوجبات السريعة فليس لديهم تلك السلوكيات كونهم يأخذون رسوم توصيل، أما المطاعم العادية فلا تأخذ رسوم توصيل، فيقوم سائق التوصيل بإخبارنا بأن ليس لديه "فكة"، فنقوم بالتخلي عن هذه الفكة كـtips مثل 100 فلس أو 200 فلس، فلا نعلم هل هذه الحركة كبديل عن رسوم التوصيل أم نصب؟".
وأضاف برمدا: "في حال كان المبلغ كبيراً فلا أسكت، أخبر السائق بأن يخرج ما في جيبه بالكامل لأرى هل يمتلك حقاً أم لا يمتلك، وفي حال كان لا يمتلك أخبره أن يذهب إلى المطعم من أجل جلب بقية المال".
أما لولوة الحمادي فتقول: "هذه الحركة مرت علي كثيراً، فأقوم بغصب السائق على إخراج بقية المال كي لا يؤكل حقي من قبله، فالمال الذي يقوم بأخذه 100 فلس أو 150 فلساً، فإن لم يقم بإخراج هذه الأموال، أقوم بفتح الأكل أمامه وآكل منه، من أجل أن يخرج بقية المال غصباً عليه".
بينما يوضح سريان المحادين: "أعاني كثيراً من هذه الحركة حيث تمر علي في الشهر من 6-8 مرات على الأقل، فمعظم هذه الحركات تكون من قبل الآسيويين ممكن تكون البداية غير مقصودة ولكن في بعض المطاعم سائقوهم دائماً يتعمدون أن يفعلوا هذه الحركة، وحينما أخبرهم بقول أرجعوا لي بقية المال أو اذهبوا إلى المطعم من أجل إحضار بقية المال، فيقومون بإخراج بقية المال من جيوبهم!".
وأضاف المحادين قائلاً: "هذه الحركة جعلتني أغير رأيي في إعطاء السائقين الذين أشعر بأنهم مساكين، فحالياً لا أقوم بإعطاء أحد منهم وأجبرهم جميعهم على إخراج بقية المال لأنني أشعر بأن هذه الحركة أصبحت عادة بين سواق المطاعم".
بينما يبين جاسم سلمان: "ربما يحدث هذا فعلاً، لكن لـم تحدث لي هذه المشكلة من قبل بصريح العبارة، ولو حدثت بالتأكيد المشكلة لا تستحـق التضخيم، سأعتبرها صدقـة وانتهى".
وتقول فاطمة محمد: "تمر علي هذه الحركة في الشهر ثلاث مرات، فبالبداية لا أسيء الظن فيهم، احتمال قد لا يكون لديهم فكة حقاً، ولكن في حال تكررت هذه الحركة من قبل نفس المطعم فلا أسكت عن حقي، ممكن البعض يعتقد أن هذه مبالغ بسيطة ولكن في حال قام السائق بجمع هذه المبالغ من كل بيت في كل يوم قد يترتب عليه جمع مبلغ كبير بعملية نصب غير شرعية".
وفي سؤالنا لأحد المطاعم حول هذه الحركة، قام أحد المسؤولين بداخله بالقول: "نحن نخصص في كل يوم "خردة" للسائق تكفيه لإرجاع الباقي من الأموال للزبائن، فلا نعلم ما يقوم به السائق بخارج المطعم هل يقوم بعمل هذه الحركات أم لا، لأن نادراً ما يقوم أحد الزبائن بالتحدث معنا حول هذه الحركة، ففي الساعات الأخيرة من دوام المطعم، نقوم بجمع الأموال التي قام بجمعها من الزبائن وتكون الحسابات صحيحة، فربما يقوم بتخبئة هذه الأموال الزائدة عن ناظري المسؤولين بداخل المطعم".
وفي استبيان لـ"الوطن" شمل 100 مشارك تبين بأن 65% قد واجهوا هذه السلوكيات الخاطئة، بينما 35% لم تصادفهم.