عواصم - (وكالات): بدأ وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الكويت الاثنين جولة خليجية لبحث أزمة قطر في مهمة دبلوماسية غربية جديدة تهدف إلى محاولة نزع فتيل أكبر خلاف سياسي تشهده المنطقة منذ سنوات.

ومن المقرر أن يزور تيلرسون الكويت، الوسيط الرئيسي في الأزمة، إلى جانب قطر والمملكة العربية السعودية، مدشناً انخراطاً أمريكياً مباشراً في الخلاف المتفاقم بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية والبحرين والإمارات ومصر"، من جهة، وقطر من جهة أخرى.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن تيلرسون سيبدأ جولة تستغرق 4 أيام يزور خلالها الكويت وقطر والسعودية لإجراء محادثات مع قيادات خليجية. وتهدف زيارة تيلرسون إلى السعي لإحراز تقدم نحو حل الأزمة.

وعشية الزيارة، قال متحدث باسم تيلرسون إنه من المبكر "توقع التوصل إلى نتائج" خلال جولة المسؤول الأمريكي، مضيفاً: "نحن على بعد أشهر مما نتصور أنه سيكون حلاً فعلياً، وهذا الأمر غير مشجع".

وكانت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت في 5 يونيو علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب، آخذة عليها أيضاً التقارب مع إيران.

وتقدمت الدول الأربع بمجموعة من المطالب لإعادة العلاقات مع قطر، بينها دعوتها إلى تخفيض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة "الجزيرة". وقدمت قطر ردها الرسمي على المطالب إلى الكويت التي تتوسط بين أطراف الأزمة، قبل أن تعلن الدول الأربع أن الرد جاء "سلبياً"، متعهدة باتخاذ خطوات جديدة بحق الإمارة الغنية.

ويرى خبراء أن نجاح جولة تيلرسون في نزع فتيل الأزمة التي تحمل أبعاداً وتبعات اقتصادية كبرى يتوقف على مدى قدرته على إقناع قادة الخليج بوحدة الموقف الأمريكي، من الرئيس دونالد ترامب، إلى وزارتي الخارجية والدفاع.

وكان ترامب أكد في بداية الأزمة دعمه لمقاطعة قطر، متهماً إياها بتمويل الإرهاب. وقال إن "دولة قطر للأسف قامت تاريخياً بتمويل الإرهاب على مستوى عالٍ جداً"، مضيفاً "الوقت حان لدعوة قطر إلى التوقف عن تمويل" الإرهاب.

وقال نيل باتريك المحلل الخبير في شؤون الخليج: إن مدى تأثير تيلرسون يعتمد على ما إذا اقتنع قادة الدول المعنية بالأزمة "بأن وزير الخارجية مدعوم من الرئيس ترامب".

ورغم الوساطة الكويتية، والوساطات الغربية التي حاولت القيام بها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، لا يتوقع مسؤولون في المنطقة أن تنتهي الأزمة الدبلوماسية الأكبر في الخليج منذ سنوات، في وقت قريب.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر "لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة".

وأضاف "الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها".

ومن المقرر أن يحضر مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سادويل اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التقى سادويل قبيل وصول تيلرسون إلى الكويت.

ويأمل مراقبون خليجيون بأن تعطي زيارة تيلرسون دفعة قوية للوصول إلى حل خصوصاً وأن جولته على الأطراف الرئيسية للنزاع تدشن انخراطاً مباشراً في الخلاف من قبل إدارة ترامب التي تتمتع حالياً بعلاقات قوية مع الخليج بعد سنوات من الفتور في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وللولايات المتحدة والدول الكبرى مصالح اقتصادية ضخمة في الخليج، المنطقة التي تضم ثلث احتياطات النفط العالمي.

ويقول عبدالله الشايجي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت إن الجولة "تأتي بعد تصريحات متناقضة في واشنطن حيال الخلاف"، مضيفاً "إنها آخر محاولات إنقاذ الموقف وحل الأزمة التي بدأت تؤثر على الاستقرار الإقليمي وعلى الحرب ضد تنظيم الدولة "داعش"".

وقال آر سي هاموند وهو مستشار كبير لتيلرسون إن الوزير سيستعرض سبل كسر جمود الموقف بعد رفض قطر 13 مطلباً وضعتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر كشروط لرفع العقوبات.

وأضاف "زيارة السعودية وقطر تتعلق بفن الممكن" قائلاً إن المطالب الثلاثة عشر "انتهت، لا تستحق العودة إليها بشكل مجمل، هناك أمور يمكن أن تنجح من بينها".

وتخشى واشنطن من أن الأزمة قد تؤثر على تعاونها في المجال العسكري وفي مجال مكافحة الإرهاب وتزيد من النفوذ الإقليمي لإيران التي تدعم قطر عن طريق السماح لها باستخدام طرق جوية وبحرية عبر أراضيها.

وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية أكبر منشأة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط والتي تنطلق منها ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة "داعش" في سوريا والعراق.

وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للسعودية في الخلاف.

وقال هاموند "كلما طال أمد هذا الصراع تزيد الفرصة المتاحة لإيران. هدفنا هو أمن الولايات المتحدة وأمن حلفائنا".