لعل المستفيد الأكبر من الخلاف الذي حصل بين بعض دول مجلس التعاون وأدى إلى قطع ثلاث منها العلاقات الدبلوماسية مع قطر هي إيران التي حصلت على فرصة ما كانت تحلم بها، والأكيد أنها لن تفرط في هذه الفرصة ولن تخرج من قطر «حتى يلج الجمل في سم الخياط». ليس المجال هنا لمناقشة الأسباب والظروف التي أدت إلى ارتماء الدوحة في حضن طهران فهذا بحث آخر وإنما لتبيان واقع الحال، فإيران التي كانت حتى قبل توقيع مجموعة الاتفاقيات الأخيرة مع قطر محددة الإقامة في الضفة الأخرى من الخليج العربي ومنبوذة من كل الدول صارت في ضفتنا وصار وجودها حقيقة، وبعد قليل لن تتمكن دول مجلس التعاون من حل مشكلتها هذه وما سيليها من مشكلات لوحدها، بل مع الوقت ستصير إيران طرفاً لا يمكن استثناؤه عند السعي إلى حل أي مشكلة خليجية.
إيران ظلت تعمل طويلاً ووظفت ماكينتها الإعلامية وصرفت مبالغ هائلة على خطط وضعتها أملاً في أن تطل برأسها وتضع قدمها في جزء ولو صغير من دول مجلس التعاون، ولو كانت تعلم الغيب لوفرت كل تلك المبالغ، فما حدث أخيراً كان بمثابة هدية من السماء تلقفتها بفرحة غامرة ولا يمكن أن تفرط فيها. اليوم تتوفر إيران في قطر، بل تتوفر بقوة، فالاتفاقيات التي تم توقيعها قبل أيام -وتتضمن من دون شك بنوداً سرية- تتيح لها حتى التدخل العسكري، وليس بعيداً أن «مستشاريها» متواجدون الآن في الدوحة يخططون ويرشدون، ويمهدون لتواجد إيراني قوي على الأرض!
الخطورة هي أن إيران ليس هدفها قطر وإنما كل المنطقة، والبحرين والسعودية على وجه الخصوص، لهذا فإن الأكيد هو أنها ستعمل على استغلال فرصة تواجدها في قطر كي تنفذ ما في رأسها وتصل إلى أهدافها في هاتين الدولتين اللتين عانتا الكثير من إيران ويتوفر فيهما الكثير من آثار فؤوسها وهي في تلك الضفة.
شعبياً تناول الكثيرون قصة فتح قطر خطاً على إيران وتوقيع الاتفاقيات معها وبدء تواجدها في الدوحة بالتنكيت فاستغلوا «الواتساب» لتبادل الرسائل الباعثة على الضحك من مثل فيديوهات تظهر شاحنات إيرانية «سكس ويل» محملة بالبضائع الإيرانية وهي تسير في شوارع الدوحة مع تعليقات ساخرة ومقاطع من أغانٍ إيرانية شهيرة، دون أن يعني هذا موافقة شعوب التعاون على هذا الأمر، فالجميع يدرك أبعاد هذه الخطوة وآثارها السالبة والجميع يرفضها، والجميع يؤمل من قادة مجلس التعاون في الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وتلك التي لم تشاركها هذا القرار أن يتداركوا الأمر ويلزموا الدوحة بأمور تضمن عدم اعتبار إيران قطر بوابة للإساءة لدول مجلس التعاون والتدخل في شؤونها الداخلية بشكل أكبر، وفرصة للتواجد والبقاء في هذه الضفة من الخليج العربي.
منطقاً من حق قطر أن تبحث عن منافذ بديلة وتعمل على الإفلات من القرارات التي أربكتها وتربك حياة مواطنيها فتستفيد من الأجواء الإيرانية والتبادل التجاري مع إيران بل تستغل كل ذلك سياسياً، ومن حقها أن تحمي نفسها ونظامها، ولكن أن توقع مع إيران اتفاقيات تتيح لهذه الجارة الضارة التواجد في الأراضي القطرية فتفتح بذلك باباً يمكن أن يأتي منه الأذى لكل دول مجلس التعاون وتدخل كل المنطقة في وضع صعب فهذا أمر يتطلب وقفة غير عادية وعلاجاً سريعاً ويفترض ألا يجد القبول من الشعب القطري أيضاً، ففي هذه اللعبة مخاطر كبيرة، وقد تكون قطر وشعبها المتضرر الأول والأكبر منها.
العقل والمنطق يدفعان إلى اتخاذ قرار بمنع التواجد الإيراني في قطر، بل منع هذا التواجد حتى قريباً منها.
إيران ظلت تعمل طويلاً ووظفت ماكينتها الإعلامية وصرفت مبالغ هائلة على خطط وضعتها أملاً في أن تطل برأسها وتضع قدمها في جزء ولو صغير من دول مجلس التعاون، ولو كانت تعلم الغيب لوفرت كل تلك المبالغ، فما حدث أخيراً كان بمثابة هدية من السماء تلقفتها بفرحة غامرة ولا يمكن أن تفرط فيها. اليوم تتوفر إيران في قطر، بل تتوفر بقوة، فالاتفاقيات التي تم توقيعها قبل أيام -وتتضمن من دون شك بنوداً سرية- تتيح لها حتى التدخل العسكري، وليس بعيداً أن «مستشاريها» متواجدون الآن في الدوحة يخططون ويرشدون، ويمهدون لتواجد إيراني قوي على الأرض!
الخطورة هي أن إيران ليس هدفها قطر وإنما كل المنطقة، والبحرين والسعودية على وجه الخصوص، لهذا فإن الأكيد هو أنها ستعمل على استغلال فرصة تواجدها في قطر كي تنفذ ما في رأسها وتصل إلى أهدافها في هاتين الدولتين اللتين عانتا الكثير من إيران ويتوفر فيهما الكثير من آثار فؤوسها وهي في تلك الضفة.
شعبياً تناول الكثيرون قصة فتح قطر خطاً على إيران وتوقيع الاتفاقيات معها وبدء تواجدها في الدوحة بالتنكيت فاستغلوا «الواتساب» لتبادل الرسائل الباعثة على الضحك من مثل فيديوهات تظهر شاحنات إيرانية «سكس ويل» محملة بالبضائع الإيرانية وهي تسير في شوارع الدوحة مع تعليقات ساخرة ومقاطع من أغانٍ إيرانية شهيرة، دون أن يعني هذا موافقة شعوب التعاون على هذا الأمر، فالجميع يدرك أبعاد هذه الخطوة وآثارها السالبة والجميع يرفضها، والجميع يؤمل من قادة مجلس التعاون في الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وتلك التي لم تشاركها هذا القرار أن يتداركوا الأمر ويلزموا الدوحة بأمور تضمن عدم اعتبار إيران قطر بوابة للإساءة لدول مجلس التعاون والتدخل في شؤونها الداخلية بشكل أكبر، وفرصة للتواجد والبقاء في هذه الضفة من الخليج العربي.
منطقاً من حق قطر أن تبحث عن منافذ بديلة وتعمل على الإفلات من القرارات التي أربكتها وتربك حياة مواطنيها فتستفيد من الأجواء الإيرانية والتبادل التجاري مع إيران بل تستغل كل ذلك سياسياً، ومن حقها أن تحمي نفسها ونظامها، ولكن أن توقع مع إيران اتفاقيات تتيح لهذه الجارة الضارة التواجد في الأراضي القطرية فتفتح بذلك باباً يمكن أن يأتي منه الأذى لكل دول مجلس التعاون وتدخل كل المنطقة في وضع صعب فهذا أمر يتطلب وقفة غير عادية وعلاجاً سريعاً ويفترض ألا يجد القبول من الشعب القطري أيضاً، ففي هذه اللعبة مخاطر كبيرة، وقد تكون قطر وشعبها المتضرر الأول والأكبر منها.
العقل والمنطق يدفعان إلى اتخاذ قرار بمنع التواجد الإيراني في قطر، بل منع هذا التواجد حتى قريباً منها.