ملفات عديدة فتحها وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي في اجتماع الدورة العادية الـ 48 لمجلس وزراء الإعلام العرب الذي عقد الأربعاء الماضي في القاهرة وتناولها بشيء من التفصيل في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية التي ترأسها، وكلها ملفات مهمة فرضت الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة الحديث فيها بكثير من الصراحة وتسمية الأشياء بمسمياتها. من تلك الملفات ذلك الذي تناول فيه مشكلة إعلام السوء وفضحه ببيان أنه «أصبح منصة للترويج للجماعات الإرهابية وإظهارها على أنها حركات نضالية ساعية إلى الحرية والديمقراطية، وتعمد إظهار الأعمال الإرهابية على أنها احتجاجات ومطالبات سلمية.. حتى أصبحت مثل هذه القنوات أذرعاً إعلامية للجماعات الإرهابية». ولعل هذا الملف هو الأكثر أهمية ويمكن اعتباره بيت القصيد كون هذه الممارسة تسببت في كثير من الأذى لكل دول المنطقة وعلى الخصوص البحرين التي تكالب عليها إعلام السوء وسعى إلى إظهارها على أنها المعتدية وليس المعتدى عليها. وإذا كان «مبلوعاً» قيام الفضائيات الإيرانية وتلك المدعومة والممولة منها بمثل هذه الممارسة فإن الأكيد أنه لا يمكن استيعاب فكرة قيام فضائية «الجزيرة» القطرية بالأمر نفسه خصوصاً وأن ما ظلت تقوم به منذ تأسيسها لا يدخل في باب الحرية والديمقراطية التي يكفي دليلاً عليه أنها لا تبث أي خبر عن قطر مهما كان مهماً ولافتاً ومؤذياً للحرية والديمقراطية.
كمثال على سوء سلوك تلك الفضائيات التي تستحق صفة «السوسة» قال وزير شؤون الإعلام في كلمته ما معناه إنه في الوقت الذي تبحث فيه استخبارات دول العالم عن شخصية إرهابية مطلوبة دولياً يراها العالم على شاشة «الجزيرة» في لقاء حصري وبتصوير عالي الجودة، في إشارة إلى أن المقابلة تمت في إستديو تتوفر فيه أحدث التقنيات وليس في كهف أو مغارة، وهذه إشارة إلى أن قطر ظلت تأوي تلك الشخصيات الإرهابية وتحتضنها وتحميها وتوفر لها الدعم الإعلامي الذي تحتاجه.
المقارنة بين ما قامت به وتقوم فضائية «العالم» الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من إيران، وبين ما قامت به وتقوم فضائية «الجزيرة» بقنواتها المختلفة تبيـّن أن الغاية واحدة وأن المحلل لا يجد صعوبة في التوصل إلى استنتاج مفاده أن تنسيقاً على مستوى عال تم ويتم بين كل هذه الفضائيات والدول التابعة لها، وهذه مشكلة يستغرب المرء كيف أن الدول الخليجية الثلاث التي اتخذت أخيراً قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ومقاطعة قطر وخصوصاً البحرين صبرت عليها كل هذه السنين ولم تتخذ إجراء عملياً إلا قبل شهر من الآن.
إن بث فضائية «الجزيرة» القطرية «أكثر من 900 خبر وتقرير سلبي عن البحرين بشكل ممنهج خلال فترة محددة تتضمن تحريضاً على العنف والكراهية» كما جاء في كلمة الوزير يعني أن قراراً تم اتخاذه في الخفاء ملخصه الإساءة إلى البحرين وإضعاف موقفها ومساندة كل من يريد بها السوء وخصوصاً تلك المجموعة التي سعت إلى إسقاط النظام في فبراير 2011 ويعني أيضاً أن «تفاهماً» قد حدث بين مجموعة من الدول «برز منها إيران وقطر» لتسخير أجهزتها الإعلامية بغية زعزعة الاستقرار في البحرين وفي دول خليجية أخرى.
ما قامت به ولا تزال هذه الفضائيات وتلك الدول التي تقف وراءها وتدعمها وتمولها لا علاقة له بحرية التعبير والديمقراطية والشعارات الرنانة التي يتم رفعها وإنما بأجندات خفية دبرت بليل ولكن افتضح أمرها، فأي حرية وديمقراطية هذه التي تمنع تلك الفضائيات المنادية بها من بث أي خبر تشك أنه يمكن أن تتأذى منه طهران أو الدوحة؟
كلمة الوزير الرميحي جاءت للقول بأنه بلغ السيل الزبى وأنه لم يعد هناك متسع للمجاملات وأنه حان الوقت لوضع حدود لكل هذه التجاوزات.
كمثال على سوء سلوك تلك الفضائيات التي تستحق صفة «السوسة» قال وزير شؤون الإعلام في كلمته ما معناه إنه في الوقت الذي تبحث فيه استخبارات دول العالم عن شخصية إرهابية مطلوبة دولياً يراها العالم على شاشة «الجزيرة» في لقاء حصري وبتصوير عالي الجودة، في إشارة إلى أن المقابلة تمت في إستديو تتوفر فيه أحدث التقنيات وليس في كهف أو مغارة، وهذه إشارة إلى أن قطر ظلت تأوي تلك الشخصيات الإرهابية وتحتضنها وتحميها وتوفر لها الدعم الإعلامي الذي تحتاجه.
المقارنة بين ما قامت به وتقوم فضائية «العالم» الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من إيران، وبين ما قامت به وتقوم فضائية «الجزيرة» بقنواتها المختلفة تبيـّن أن الغاية واحدة وأن المحلل لا يجد صعوبة في التوصل إلى استنتاج مفاده أن تنسيقاً على مستوى عال تم ويتم بين كل هذه الفضائيات والدول التابعة لها، وهذه مشكلة يستغرب المرء كيف أن الدول الخليجية الثلاث التي اتخذت أخيراً قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة ومقاطعة قطر وخصوصاً البحرين صبرت عليها كل هذه السنين ولم تتخذ إجراء عملياً إلا قبل شهر من الآن.
إن بث فضائية «الجزيرة» القطرية «أكثر من 900 خبر وتقرير سلبي عن البحرين بشكل ممنهج خلال فترة محددة تتضمن تحريضاً على العنف والكراهية» كما جاء في كلمة الوزير يعني أن قراراً تم اتخاذه في الخفاء ملخصه الإساءة إلى البحرين وإضعاف موقفها ومساندة كل من يريد بها السوء وخصوصاً تلك المجموعة التي سعت إلى إسقاط النظام في فبراير 2011 ويعني أيضاً أن «تفاهماً» قد حدث بين مجموعة من الدول «برز منها إيران وقطر» لتسخير أجهزتها الإعلامية بغية زعزعة الاستقرار في البحرين وفي دول خليجية أخرى.
ما قامت به ولا تزال هذه الفضائيات وتلك الدول التي تقف وراءها وتدعمها وتمولها لا علاقة له بحرية التعبير والديمقراطية والشعارات الرنانة التي يتم رفعها وإنما بأجندات خفية دبرت بليل ولكن افتضح أمرها، فأي حرية وديمقراطية هذه التي تمنع تلك الفضائيات المنادية بها من بث أي خبر تشك أنه يمكن أن تتأذى منه طهران أو الدوحة؟
كلمة الوزير الرميحي جاءت للقول بأنه بلغ السيل الزبى وأنه لم يعد هناك متسع للمجاملات وأنه حان الوقت لوضع حدود لكل هذه التجاوزات.