«التائهون» هي آخر رواية للكاتب الفرنسي من أصول لبنانية أمين معلوف. وهي رواية أقرب للرمزية تسرد قصة مجموعة من الأصدقاء الذين افترقوا وتوزعوا بين فرنسا وأمريكا والبرازيل ورغبتهم في الالتقاء والعودة «المؤقتة» إلى بلدهم الذي لم تحدد اسمه الرواية، ولكن القارئ يفهم من خلال الإيحاءات المباشرة أن الكاتب يقصد بلده لبنان. وأن عدم ذكر اسمها كان من أجل تعميم سمات الحالة اللبنانية المقسمة إلى طوائف لتشمل الحالة العربية.
العامل الذي حرك رغبة مجموعة الأصدقاء المتفرقين في العودة «المؤقتة» إلى وطنهم بعد أكثر من عقدين من الزمان، والالتقاء مع من ظل من أصدقائهم في الوطن كان وفاة أحد الأصدقاء الذين بقوا في البلاد أثناء الحرب الأهلية، وكان جزءاً من الحرب وأحد المستفيدين منها. ولم تكن علاقته بأغلب أفراد المجموعة جيدة، لكنه الموت، يبعث دائماً على الوفاء، هؤلاء الأصدقاء ينتمون إلى طوائف متعددة منهم اليهودي والسني والشيعي والمسيحيون بطوائفهم. وقد عاشوا حياتهم الجامعية في السبعينات دون منغصات وما أن اشتعلت الحرب حتى فضل أغلبهم الهجرة كل إلى وجهته.
وأول مواجهة «أخلاقية» تجاه الوطن بين أفراد المجموعة كانت الحوار الذي يفاضل بين المهاجرين والمرابطين. فالمهاجرون يرون أنهم تنزهوا عن المشاركة في الحرب وعن الانخراط في الانحيازات التي تفرزها وتفرضها. أما المرابطون فيرون أنهم حافظوا على البلد وصمدوا أمام كل المحن كي يجد المهاجرون وطناً يعودون إليه حتى لو «مؤقتاً». ثم تنخرط الرواية في مناقشات أيديولوجية وسياسية وفكرية طويلة وإنشائية بين أطراف كثيرة في الرواية مما يضعف الجانب الإنساني فيها بتحولها إلى ما يشبه التقارير العلمية والمناظرات.
ولم يكن لم شمل أفراد المجموعة سهلاً. تطلب الأمر البحث عن عناوين وأرقام هواتف قديمة. والخوض في نقاشات فكرية كثيرة لإقناع البعض بفكرة العودة أو اللقاء الجماعي. وقد مهدت الرواية للقارئ كي يفهم كل شخصية وانتماءاتها باستدعاء قصص قديمة أو الاطلاع على رسائل متبادلة بين الشخصيات. وما أن اكتملت المجموعة وأوشكت على الاجتماع حتى تعرض بطل الرواية الذي تولى عملية الاتصال بالجميع، لحادث خطير بسقوط سيارته من منحدر جبلي حيث كان ذاهباً لاصطحاب أحد أفراد المجموعة الذي تنسك واعتزل في أحد الأديرة في قمة الجبل. فيموت الصديق المتنسك ويبقى بطل الرواية معلقاً في غيبوبة بين الحياة والموت. فيفشل حفل اللقاء الجماعي. وبذلك يكون سبب اجتماع الأصدقاء مأتماً ثم يجتمعون على مأساة أكبر.
ورواية «التائهون» ليست ذات قيمة فنية أو مضمونية عالية، ولا تقدم تصوراً جديداً أو موقفاً متقدماً، حتى وإن ساقت في أوراقها نقاشات علمية كثيرة ومتنوعة تكشف بدرجة أولى عن ثقافة كاتبها. الرواية تقدم توصيفاً مكرراً لحالة الانقسام والتشتت اللبناني والعربي وتقول في نهايتها «كل شيء سيبقى معلقاً في ظل الوضع الراهن». وهي حالة مؤسفة من الانهزامية واليأس الذي وصل إليه عقل المثقف ووجدانه.
العامل الذي حرك رغبة مجموعة الأصدقاء المتفرقين في العودة «المؤقتة» إلى وطنهم بعد أكثر من عقدين من الزمان، والالتقاء مع من ظل من أصدقائهم في الوطن كان وفاة أحد الأصدقاء الذين بقوا في البلاد أثناء الحرب الأهلية، وكان جزءاً من الحرب وأحد المستفيدين منها. ولم تكن علاقته بأغلب أفراد المجموعة جيدة، لكنه الموت، يبعث دائماً على الوفاء، هؤلاء الأصدقاء ينتمون إلى طوائف متعددة منهم اليهودي والسني والشيعي والمسيحيون بطوائفهم. وقد عاشوا حياتهم الجامعية في السبعينات دون منغصات وما أن اشتعلت الحرب حتى فضل أغلبهم الهجرة كل إلى وجهته.
وأول مواجهة «أخلاقية» تجاه الوطن بين أفراد المجموعة كانت الحوار الذي يفاضل بين المهاجرين والمرابطين. فالمهاجرون يرون أنهم تنزهوا عن المشاركة في الحرب وعن الانخراط في الانحيازات التي تفرزها وتفرضها. أما المرابطون فيرون أنهم حافظوا على البلد وصمدوا أمام كل المحن كي يجد المهاجرون وطناً يعودون إليه حتى لو «مؤقتاً». ثم تنخرط الرواية في مناقشات أيديولوجية وسياسية وفكرية طويلة وإنشائية بين أطراف كثيرة في الرواية مما يضعف الجانب الإنساني فيها بتحولها إلى ما يشبه التقارير العلمية والمناظرات.
ولم يكن لم شمل أفراد المجموعة سهلاً. تطلب الأمر البحث عن عناوين وأرقام هواتف قديمة. والخوض في نقاشات فكرية كثيرة لإقناع البعض بفكرة العودة أو اللقاء الجماعي. وقد مهدت الرواية للقارئ كي يفهم كل شخصية وانتماءاتها باستدعاء قصص قديمة أو الاطلاع على رسائل متبادلة بين الشخصيات. وما أن اكتملت المجموعة وأوشكت على الاجتماع حتى تعرض بطل الرواية الذي تولى عملية الاتصال بالجميع، لحادث خطير بسقوط سيارته من منحدر جبلي حيث كان ذاهباً لاصطحاب أحد أفراد المجموعة الذي تنسك واعتزل في أحد الأديرة في قمة الجبل. فيموت الصديق المتنسك ويبقى بطل الرواية معلقاً في غيبوبة بين الحياة والموت. فيفشل حفل اللقاء الجماعي. وبذلك يكون سبب اجتماع الأصدقاء مأتماً ثم يجتمعون على مأساة أكبر.
ورواية «التائهون» ليست ذات قيمة فنية أو مضمونية عالية، ولا تقدم تصوراً جديداً أو موقفاً متقدماً، حتى وإن ساقت في أوراقها نقاشات علمية كثيرة ومتنوعة تكشف بدرجة أولى عن ثقافة كاتبها. الرواية تقدم توصيفاً مكرراً لحالة الانقسام والتشتت اللبناني والعربي وتقول في نهايتها «كل شيء سيبقى معلقاً في ظل الوضع الراهن». وهي حالة مؤسفة من الانهزامية واليأس الذي وصل إليه عقل المثقف ووجدانه.