نحو شهر ونصف الشهر مر على اتخاذ البحرين والسعودية والإمارات ومصر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإخراج الخلاف الذي استمر طويلاً معها إلى العلن، ومع هذا لا يزال أولئك الذين ظلوا على مدى السنوات الست الماضيات يتحدثون عن الوطن والوطنية صامتين وكأن الأمر لا يعنيهم وليسوا جزءاً منه. قد أكون مخطئاً ولكنني حتى الآن لم أسمع تصريحاً واحداً من أولئك ينتصر للوطن في هذا الخلاف الذي من الواضح أنه سيطول ويتطلب من كل فرد أن يحدد موقفه، وهذه إشكالية ينبغي الوقوف عندها ودراستها، على الأقل بسبب التناقض الذي أوقع أولئك أنفسهم فيه، إذ من غير المعقول أن «يناضلوا» للارتقاء بالوطن ثم عندما تتوفر الفرصة كي يؤكدوا صدق توجههم يلوذون بالصمت ويجلسون في مقاعد الجمهور المشاهد.
الصمت في هذه الحالة لا يعتبر حياداً وإنما اصطفافاً مع المعسكر الآخر ومؤازرة له، ففي مثل هذه القضايا لا مجال إلا للانحياز للوطن ولا قيمة لكل شيء غير هذا الانحياز لأن الصمت يعني التردد عن اتخاذ هذا القرار بل قد يحسب على أنه انحياز للآخر الذي من الطبيعي أن يعتبر كل مخالف له، وإن أبدى شيئاً من التعاطف معه، معادياً ولا يمكن الوثوق به.
رب قائل بأن جمعية «الوفاق» المنحلة لم تصدر بياناً لأنها منحلة، لكن هذا مردود عليه لأن هذه الجمعية لا تزال تصدر البيانات التي تعبر عن موقفها من العديد من القضايا والتطورات في المنطقة، وترسل برقيات التهاني والتعزية لمن تريد. الأمر نفسه فيما يتعلق بجمعية «وعد» التي ربما تنتظر قرار حلها. لم يصدر حتى الآن لا من هذه الجمعية ولا من تلك ولا من الجمعيات الأخرى التي اعتبرت نفسها «معارضة» ولا من منتسبيها وغير منتسبيها كأفراد ما يؤكد وقوفهم إلى جانب الوطن في هذه «المعركة»، وهذه نقطة سالبة تسجل في ملفاتهم وتؤثر على تاريخهم «النضالي».
الخلاف مع قطر – وإن كانت دولة شقيقة وشعبها أهلنا وجزء منا – ليس خلافاً عادياً، والموقف من هذه المشكلة يختلف عن الموقف من أية مشكلة أخرى أو خلاف لسنا جزءاً منه. لا بأس أن يكون لكل جمعية ولكل فرد موقفه الخاص المستند إلى قناعاته وتوجهاته مما يحدث في سوريا مثلاً أو العراق أو ليبيا أو في أي بقعة من العالم، لا بأس أن يكون لكل موقفه الخاص من أي قضية وأي فكرة، لكن ألف بأس وبأس على الموقف الخاص في مثل تلك المشكلة مع قطر، لأنه في هذه الحالة لا خيار أمام أي مواطن وأي مؤسسة بحرينية سوى الوقوف إلى جانب الحكومة وتأييدها في كل خطوة تخطوها.
من دون ذكر أسماء كان يتوقع من سين وصاد وعين من السياسيين و»المناضلين» من الذين «يلعلعون» في وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة أن ينتصروا للوطن ويقولوا ولو كلمة تبين وقوفهم إلى جانبه، أو على الأقل عدم الوقوف إلى جانب الآخر. لم نسمع حتى الآن عن دعوة وجهها هؤلاء أو تلك الجمعيات التي ظلت «تلعلع» هي الأخرى طويلاً للخروج في مسيرة تأييد لقائد الوطن وتعزز من موقف الحكومة، ولم نسمع حتى عن ندوة تم أو سيتم تنظيمها تتناول تجاوزات قطر أو فضائية «الجزيرة» التي لم تتوقف منذ إنشائها عن الإساءة إلى البحرين.
الخلاف مع قطر محك يفترض أن تستغله «المعارضة» لتوفر المثال على أنها مع الوطن قلباً وقالباً فتجمد كل خلاف بينها وبين الحكومة وتوجد قناة اتصال معها وتشعرها بأنها تشاركها «غرفة العمليات» وأنها لا تقبل بأن لا يكون لها دور يسجله التاريخ ويفخر به الوطن.
الصمت في هذه الحالة لا يعتبر حياداً وإنما اصطفافاً مع المعسكر الآخر ومؤازرة له، ففي مثل هذه القضايا لا مجال إلا للانحياز للوطن ولا قيمة لكل شيء غير هذا الانحياز لأن الصمت يعني التردد عن اتخاذ هذا القرار بل قد يحسب على أنه انحياز للآخر الذي من الطبيعي أن يعتبر كل مخالف له، وإن أبدى شيئاً من التعاطف معه، معادياً ولا يمكن الوثوق به.
رب قائل بأن جمعية «الوفاق» المنحلة لم تصدر بياناً لأنها منحلة، لكن هذا مردود عليه لأن هذه الجمعية لا تزال تصدر البيانات التي تعبر عن موقفها من العديد من القضايا والتطورات في المنطقة، وترسل برقيات التهاني والتعزية لمن تريد. الأمر نفسه فيما يتعلق بجمعية «وعد» التي ربما تنتظر قرار حلها. لم يصدر حتى الآن لا من هذه الجمعية ولا من تلك ولا من الجمعيات الأخرى التي اعتبرت نفسها «معارضة» ولا من منتسبيها وغير منتسبيها كأفراد ما يؤكد وقوفهم إلى جانب الوطن في هذه «المعركة»، وهذه نقطة سالبة تسجل في ملفاتهم وتؤثر على تاريخهم «النضالي».
الخلاف مع قطر – وإن كانت دولة شقيقة وشعبها أهلنا وجزء منا – ليس خلافاً عادياً، والموقف من هذه المشكلة يختلف عن الموقف من أية مشكلة أخرى أو خلاف لسنا جزءاً منه. لا بأس أن يكون لكل جمعية ولكل فرد موقفه الخاص المستند إلى قناعاته وتوجهاته مما يحدث في سوريا مثلاً أو العراق أو ليبيا أو في أي بقعة من العالم، لا بأس أن يكون لكل موقفه الخاص من أي قضية وأي فكرة، لكن ألف بأس وبأس على الموقف الخاص في مثل تلك المشكلة مع قطر، لأنه في هذه الحالة لا خيار أمام أي مواطن وأي مؤسسة بحرينية سوى الوقوف إلى جانب الحكومة وتأييدها في كل خطوة تخطوها.
من دون ذكر أسماء كان يتوقع من سين وصاد وعين من السياسيين و»المناضلين» من الذين «يلعلعون» في وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة أن ينتصروا للوطن ويقولوا ولو كلمة تبين وقوفهم إلى جانبه، أو على الأقل عدم الوقوف إلى جانب الآخر. لم نسمع حتى الآن عن دعوة وجهها هؤلاء أو تلك الجمعيات التي ظلت «تلعلع» هي الأخرى طويلاً للخروج في مسيرة تأييد لقائد الوطن وتعزز من موقف الحكومة، ولم نسمع حتى عن ندوة تم أو سيتم تنظيمها تتناول تجاوزات قطر أو فضائية «الجزيرة» التي لم تتوقف منذ إنشائها عن الإساءة إلى البحرين.
الخلاف مع قطر محك يفترض أن تستغله «المعارضة» لتوفر المثال على أنها مع الوطن قلباً وقالباً فتجمد كل خلاف بينها وبين الحكومة وتوجد قناة اتصال معها وتشعرها بأنها تشاركها «غرفة العمليات» وأنها لا تقبل بأن لا يكون لها دور يسجله التاريخ ويفخر به الوطن.