شيرين فريد
أفتتح مقالي بتعريف موجز لمفهوم الثقافة للفرنسي "لاروس"، إنها مجموع النظم الاجتماعية والمظاهر الفنية والدينية والفكرية التي تتميز بها وتحدد بها مجموعة أو مجتمع بالنسبة للآخر.
لا شك في أن ثقافتنا العربية تعد من أغنى الثقافات العالمية وأهمها؛ حيث شملت صورة لحياة العرب ومرآة تفكيرهم ومشاعرهم ومسرح خيالهم من إبداع أو إنجاز فكري وفني، ومن أهم الدول العربية والخليجية خاصة في النهوض بالثقافة والفكر البحرين نظراً لما تقوم به هيئة البحرين للثقافة والآثار من تفعيل دور "استثمار الثقافة" عن طريق تمويل المشاريع الإنشائية والبرامج المتجددة التي تعتمد على التسلية والترفيه لنشر التنوع مثل المهرجانات والمعارض، ومن تلك المشاريع أيضاً المسارح والمراكز الثقافية وبيوت الأنشطة الأهلية التي تضع الثقافة ضمن أولويات التنمية البشرية والاقتصادية التي جعلت من البحرين منتجعاً سياحياً وثقافياً لكافة دول الخليج العربي.
وحينما نتحدث عن نهضة اقتصادية لا نستطيع أن ننكر فضل العديد من الأماكن السياحية التي ساهمت في تنشيط حركة الاقتصاد بداية من المساجد مثل مسجد الفاتح الكبير ومسجد الخميس، مروراً بسوق باب البحرين وسوق القيصرية اللذين يمتلآن بالسياح من كل أنحاء العالم إلي جانب القلاع والأماكن الأثرية والمتاحف.
واستكمالاً لدور الثقافة الفعال في تنمية الاقتصاد القومي، نجد أن معرض البحرين الدولي للكتاب هذا العام احتل صدارة في الازدهار الفكري وأيضاً الاقتصادي للمملكة؛ حيث افتتحت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة معرض البحرين الدولي الرابع عشر للكتاب في مركز البحرين الدولي للمعارض، حيث بلغ عدد دور النشر للمؤسسات الثقافية والجهات المدعوة ما يزيد على 320 دار نشر بخلاف التوكيلات من مختلف أنحاء الوطن العربي، أهمها دول الخليج العربي ومصر، والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والمغرب والسودان، إلى جانب كل من ألمانيا وبريطانيا اللتين قدمتا في قسميهما صورة نموذجية للثقافة الغربية . بالإضافة إلي مهرجان البحرين الدولي للموسيقي الذي يجذب آلاف المحبين للموسيقي من كافة أنحاء العالم نظراً لتنوع عروضه الأوبرالية والشعبية التي تناسب كاف الأذواق الفنية.
هذا الانفتاح الفني والثقافي على فنون وثقافات العالم وإرساء الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات ما هو إلا دليل على الرقي والحضارة المجتمعية والفكرية التي تقوم بدورها في نهضة المجتمع من كافة النواحي لا سيما الاقتصادي بل هي سبب رئيس في الترويج لمملكة البحرين على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.