اعتبرت الناشـطة في العنـاية بالكـلاب المشردة فتحية البسـتكي، أن قصة الكلاب الضالة لاتنتهي، منبهة أن المقر وحده وصيد الكلاب المشردة من مختلف المناطق في المملكة، وأخصاءها ومن ثم إيواءها ليس هو بالحل النهائي لمثل هذه المشكلة التي تفاقمت على مر السنوات دون أن تتخذ الجهات المختصة أي قرار بحلها.

وقالت البستكي إن الحل للتخلص من ظاهرة الكلاب المشردة لأجل سلامة المواطنين ولأجل حماية الكلاب أيضاً يتضمن في الآتي ذكره والذي هو هام جداً النظر فيه وتطبيقه وذلك بفرض بعض القوانين على كل من يمتلك كلاباً في المملكة وإلزامهم بشروط هامة قبل اقتناء أي كلب، مستغربة من الأجانب المقيمين في المملكة لفترة مؤقتة لأجل العمل ويحضرون ومعهم كلابهم، وحين يرحلون بعد انتهاء عقودهم لا يأخذون كلابهم معهم مما يعد سبباً من الأسباب غير الرئيسية في تكاثر الكلاب المشردة في الشوارع، وبالطبع لا يستطيع أحد أن يلومهم على تخليهم عن الحيوانات بسبب صعوبة إجراءات ترحيل الكلاب من المملكة والتكلفة الكبيرة التي يتحملونها، فيصبح التخلي عن الحيوان بالمملكة أمراً لا بد منه ويتحول فيما بعد الحيوان الأليف الذي تربى داخل البيوت إلى كلب ضال يعيش في الشوارع فتتغير ملامحه وشخصيته مع الوقت ويتسبب وجوده في الشوارع إلى عملية التكاثر على مر السنوات.

وذكرت البستكي أن كثيرين لا يعلمون أن الرجال من مختلف الأعمار والمراهقين والصغار يمتلكون كلاباً في منازلهم وفي مزارعهم ويقومون بعمليات التكاثر لأجل البيع أو لأجل التسلية، ولا يبالي هؤلاء الصبية والشباب بأن التجارة في مثل هذه الأمور هي من الأسباب الرئيسة في الأعداد الضخمة حالياً في تواجد الكلاب المشردة في شوارع المملكة. فهناك الأنثى التي تحمل وتنجب أكثر من عشرة جراء ومن ينوي البيع فلا يتمكن بالطبع أن يبيعها كلها فمعظمها يصبح مصيرها الشوارع.

وأضافت البستكي أن هناك من يتخلى عن كلبه بعد أن يمل من وجوده ومن تحمل نفقاته ومسؤوليته فيتركه للشوارع وكثيرون شاهدوا من يفتح باب سيارته ويترك كلبه في منطقة معينة فيهجره ولا يبالي به، وهناك من يضيع حيوانه بسبب الإهمال، وهذه كلها أسباب رئيسية في وجود كلاب ضالة بالمملكة.

وتابعت البستكي أن ما هو مستغرب حقاً أنه لا توجد قوانين لدى الجهات المختصة تفرضها على كل شخص ينوي أن يمتلك كلباً، لدرجة أن الطفل الذي لا يتعدى عمره العاشرة يمتلك كلب البتبول! والبتبول بالطبع هو المفضل لدى الشباب إلا أنه يعد من أخطر الكلاب على الإطلاق، مؤكدة أنها شاهدت الصبية من مختلف الأعمار، أصغرهم في الثامنة من عمره وأكبرهم في العاشرة! فلما نبهتهم أن وجود البتبول يشكل خطراً على أي شخص مار في حال سبيله وأيضاً على الكلاب الأليفة، أجابوا بأن الكلب أليف وهم قاموا بتربيته منذ كان صغيراً جداً.

ونبهت البستكي إلى الأخطار التي تتهد المواطنين والمقيمين وخاصة الصغار الذين يتعاملون مع الكلاب المشردة وكأنها لعبة يتسلون بها، داعية الجهات إلى التعامل بإيجابية مع ظاهرة الكلاب الضالة من أجل توفير السلامة للبشر وللبيئة.