ريان الصافي

بعد انتهاء دوامها في الجامعة، خرجت مريم أحمد برفقة زميلاتها متوجهة إلى السيارة، لتفاجأ بـ"بنجر" قد يحول يومها إلى كابوس. اتصلت مريم بأمن الجامعة لمساعدتها، وعند وصوله نصحها بالتوجه إلى أقرب محطة بترول ليبدلوا لها الإطار، لكنها وزميلاتها يعرفن مغبة التحرك بالسيارة في حال كهذه. وبعد انتظار ساعتين دون مساعدة، اتخذن القرار الصعب وشمرن عن سواعدهن. وبعد كثير محاولة نجحن بتبديل الإطار وانتهت المهمة.

موقف قد تتعرض له كثيرات، تختلف ردة فعل الإناث إزاءه تماماً كما تختلف مواقف الذكور من فكرة أن تبدل الفتاة إطار سيارتها. فرغم انتشار سياقة السيدات في البحرين منذ زمن، مازال تغيير الفتاة لإطار سيارتها مشهداً نادراً يربطه كثيرون بشهامة الشباب ومسارعتهم لإنقاذ الموقف.

بعض معارضي الفكرة يعتبرونها "سلوكاً سيئاً لا يتناسب مع أنوثة المرأة" ويرى بعض الرجال ومنهم أحمد خليفة أن "المجتمع لا يسمح بوقوف المرأة في الشارع لتصليح عطل في السيارة فالرجال مستعدون لتحملن كامل المشقة". فيما يخالفهم الرأي آخرون ومنهم عمر الياسين، معتبرين أن تبديل الفتاة لإطار سيارتها "ليس نقصاً ولا عيباً بل يعكس قوتها وقدرتها على مواجهة المشاكل التي قد تواجهها في حياتها اليومية"، مشيرين إلى أن بعض الدول العربية مثل العراق تفرض ضمن امتحان السياقة فحص قدرة المتدربين على تبديل الإطار.

الفتيات أيضاً انقسمن حول الفكرة، ورأت بشاير جاسم أن "طبيعة الأنثى مختلفة عن الذكور فكيف لها أن تترك أناقتها وتؤدي هذه الأفعال؟!". فيما قالت رجاء محمد إنها لن تنتظر طويلاً لوصول المساعدة، بل تفضل أن تبدل الإطار بنفسها على أن تتأخر عن أعمالها.