هدى حسين

تسود مجتمعاتنا ثقافة محافظة ترفض الاعتراف بـ"التحرش الجنسي بالأطفال" كظاهرة، فتتعامل معها بالتهوين تارة والتهويل تارة أخرى.

وفي الحالتين تبدو الأسرة في مجتمعاتنا "آخر من يعلم"، فهي بعيدة عن المعرفة اللازمة بطرق التعامل مع أي حادثة تحرش جنسي،

رغم أن الأرقام تشير إلى وقوع 333 حالة تحرش جنسي بالأطفال في البحرين منذ بداية 2017.

فكيف تكتشف الأسرة تعرض أحد أطفالها لتحرش جنسي؟ وكيف تتصرف؟ وكيف تحمي طفلها وتوعيه مع الحساسية المحيطة بطرح الموضوع؟

الاختصاصية الاجتماعية والمرشدة الأسرية فخرية السيد شبر، خبيرة في إعادة تأهيل ضحايا العنف الأسري والحماية من التحرش الجنسي،
تقول إن "التحرش الجنسي هو فعل غير مرحب به من النوع الجنسي، يتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي يمكن أن تتضمن تلميحات لفظية وصولا إلى النشاطات الجنسية. وهو سلوك مفروض من شخص على آخر ويحمل طابعا ورموزا جنسية يقوم من خلاله المعتدي باستغلال السلطة والقوة دون موافقة الطرف الآخر".

تقدم شبر دورات في الحماية من التحرش الجنسي والبرامج العلاجية لإعادة تأهيل الأطفال ضحايا التحرش، وتوضح "في البداية كان هناك تخوف كبير من ردة فعل المجتمع تجاه هذه الدورات، لكن الصدى كان إيجابيا، واستطعنا مساعدة العديد من ضحايا التحرش الجنسي وتوعية كثير من الآباء والأطفال سواء في البحرين أو خارجها عبر ورش وبرامج لعدة ايام بعضها توعية للأطفال والآباء وبعضها برامج علاجية لتأهيل المتضررين من التحرش".

وعن أسباب التحرش الجنسي بالأطفال، تقول شبر إن هناك عوامل متعلقة بالطفل المعتدى عليه وأخرى مرتبطة بالمعتدي وثالثة مرتبطة بأسرة الطفل المعتدى عليه. وأكثر الأسباب انتشارا: الثقة العميقة بالأهل، الاتكال على عمال المنزل (الخادمة أو السائق)، غياب برامج التوعية داخل الأسرة، الحرمان المادي، الحرمان العاطفي والمعاملة الجافة، العنف الأسري، التفكك الأسري، غياب أحد الوالدين، غياب الوازع الديني، التستر على بعض التحرشات، عدم الاحتواء، غياب دور الوالدين، السماح للأطفال بالمبيت في أحد بيوت الأقارب، غياب الحوار والاستماع للأبناء، الخلوات أمام الذكور والإناث، الثقة الزائدة بالأصدقاء".

مسؤولية من؟

كيف نحمي الطفل من التحرش الجنسي؟ تجيب الاختصاصية الاجتماعية بأن "حماية الطفل مسؤولية الجميع وتبدأ من الأسرة والمدرسة والمجتمع بالدرجة الأولى. الأسرة هي المسؤولة الأولى في مراحل الطفل الأولى عن تثقيفه وتوعيته بأساليب الحماية الذاتية وكيفية التصدي للتحرش، ثم يأتي دور المدرسة". وتضيف "يمكث الطفل في المدرسة ساعات طويلة. ومن باب المسؤولية لحماية الأطفال يجب أن يكون هناك برنامج شامل لتوعية الطفل داخل المدرسة وكيفية التصرف السليم في مختلف المواقف التي قد يتعرض لها داخل المدرسة أيضا. ويجب أن تقدم مؤسسات المجتمع المدني بعض برامج التوعية في ذات المجال (..) يجب أن يتدرب الطفل على أساليب الحماية بطرق غير تقليدية عبر ورش عمل متضمنة ألعابا وأنشطة وتمارين وتطبيقات مختلفة بحيث تصل المعلومات للأطفال بطرق سهله جدا ومشوقة مثل العمل المسرحي، القصة، ألعاب حركية، مواقف تدريبية، عرض أفلام قصيرة، تلوين وقصاصات، أناشيد. حسب الفئة العمرية للطفل".

3 مراحل للوقاية


أما "الوقاية"، فتحددها شبر في ثلاث مراحل، "الأولى توعية الطفل بتعليمه الفرق بين التفاعل العاطفي من الأب والأم والأخوات، وذاك الذي يبديه الأغراب، فيجب عدم ترك الطفل مع الأغراب أو الأقارب دون متابعة يومية تفصيلية عن طريق فتح حوار مع الطفل، وتجب طمأنة الطفل بأن الوالدين موجودان دائما لحمايته من أي تهديد أيا كان نوع هذا التهديد. ويجب أن يتعلم الطفل أنه لا يوجد شيء يفرض عليه أن يتفاعل عاطفياً مع أي شخص حتى لو كان من الأقارب أو الأصدقاء للعائلة، ونقصد به التفاعل العاطفي الحسي، مثل الاستجابة إلى التقبيل، والاحتضان، أو المداعبة بطريقة لا تريح الطفل، وأن نرفع ثقة الطفل بنفسه وأنه عنده القدرة دائماً للرفض والهروب وطلب المساعدة بصوت عال وواضح، حينما يتعرض لأي محاولة تحرش، إاضافة إلى مراقبة الكبار اللصيقة للأطفال أثناء لعبهم بعيدا عن التسلط، وينبغي التأكد من نوعية علاقة الكبار بالأطفال وسلامة نيتهم مهما كانت قرابتهم للطفل، وعلى الأمهات أخذ الحيطة وحماية أطفالهن من المنحرفين وإن كانوا من أفراد العائلة، كذلك مراقبة سلوك الخدم وعلاقتهم مع الأطفال، ومراقبة مراكز الإنترنت العامة من قبل الجميع إن كانوا مربين أو سلطات أمن أو غيرها كي لا يستغل الأطفال بتدريبهم على ممارسات إباحية. وينبغي إحاطة الطفل بالحب والحنان وبأجواء التعاون والاطمئنان وإتاحة الفرصة لهم للإفصاح عما يعانون منه وعدم السماح للطفل بالمبيت خارج المنزل، وعدم السماح لأحد بالدخول معه للحمام. ولحماية أطفال المدارس ينبغي عدم تركهم في المرافق مدة طويلة أو في الغرف المهملة والفارغة كي لا يجدوا فرصة لممارسة تلك السلوكيات، إضافة لمراقبة الأطفال في ذهابهم وإيابهم إن كان للمدرسة أو إلى أماكن أخرى، ومنع الأطفال وتحذيرهم من الذهاب إلى أماكن مهجورة كي لا يجد المنحرفون فرصتهم للاعتداء عليهم. ولا ننسى التفريق بين الأطفال أثناء النوم قدر الإمكان وإن كان لا بد منه فينبغي مراقبتهم. إضافة إلى تشجيع الأبناء على الالتزام بتعاليم دينهم وأخلاق مجتمعهم معنوياً ومادياً بوضع جوائز لمن يلتزم بتلك الأخلاق الراقية وحسن التصرف والسلوك".

وتحذر شبر بشدة من ممارسة الوالدين العلاقة الجنسية قريبا من الأطفال أو حيث يكون بإمكانهم سماع ما يدور بين الوالدين أثناء ذلك.

متى يقول الطفل "لا"؟

وعن المرحلة الثانية لوقاية الطفل من التحرش الجنسي، تقول شبر إنها "تعريف الطفل باللمسات التي يقوم بها الكبار مع الطفل على 3 أنواع: اللمسة الجيدة والصحيحة، اللمسة السيئة والخاطئة، اللمسة المشكوك فيها. يجب تعليم الطفل أيضا متى يقول "لا" للشخص الذي يحاول الاعتداء عليه: عند لمس الأجزاء الحساسة من جسمه، شعور الطفل بالقرف من هذه اللمسات، إحساس الطفل بنوايا الشخص المعتدي السيئة". وتضيف "يجب تعليم الطفل كيفية حماية نفسه من الاعتداء الجنسي بعدم الانفراد مع أي شخص في مكان منعزل، وترك مسافة متر واحد تقريباً بين الطفل وبين المتحدث أو الشخص المعتدي، زعزعة ثقة الشخص بنفسه وتخويفه، إضافة إلى تبليغ الوالدين بما حدث لأنهما سيدافعان عن الطفل وعدم الاستماع إلى أقوال الشخص المعتدي فيما يقوله بأن والديه سيعاقبانه إذا عرفا بما حدث، وزرع الثقة والشجاعة في نفس الطفل لأنه هو الأقوى، وعدم الانجراف وراء الإغراءات المادية والمعنوية، وغرس روح الدفاع في نفس الطفل وأن الشخص المعتدي جبان لا يقدر على فعل شيء وإظهار حب الوالدين لطفلهما بصورة مستمرة، وتعليم الطفل وتفهيمه أن جسمه ملكٌ خاص له وتعليم الطفل أن الحديث بهذه المواضيع ليس عيباً".

وتلخص الاختصاصية الاجتماعية المرحلة الثالثة من الوقاية بـ"تدريب الطفل على حماية نفسه من الشخص المعتدي إذا حاول أن يمسك الطفل من الخلف ويده على فم الطفل. يجب استغلال مواضع القوة عند الطفل ومواضع الضعف عند الشخص المعتدي، إضافة إلى الصراخ بنبرة حادة من البطن مع استخدام كلمات وهمية تخويفية، وترك مسافة بين الطفل والشخص المعتدي".

قبل أن يصبح ضحية

ولكن كيف يقع الاعتداء أو التحرش الجنسي على الطفل أساسا؟

تجيب فخرية السيد شبر إن "الاعتداء لايقع مباشرة، لأن المعتدي يعمل عبر خطة للإيقاع بالضحية وفق 3 مراحل، أولها رصد حاجة الطفل المادية أو المعنوية، ثم يبدأ دعوته إلى ممارسة نشاط معين كالمشاركة في لعبة مثلا. وحين يكون المعتدي من أقارب الدرجة الأولى يبدأ بالتودد للطفل وإشباع حاجاته والسماح لنفسه بلمس الطفل تدريجيا مع تطمينات مباشرة للطفل بأنه ما يفعله ليس عيبا فيبدأ الطفل الرضوخ تدريجيا. وتبدأ محاولات التحرش عادة بمداعبة المتحرش للطفل أو أن يطلب منه لمس أعضائه محاولا إقناعه بأن الأمر مجرد لعبة مسلية وإنهما سيشتريان بعض الحلوى التي يفضلها حالما تنتهي اللعبة". وتضيف ""هناك للأسف منحى آخر لا ينطوي على أي نوع من الرقة، فالمتحرشون الأعنف والأقسى والأبعد انحرافاً يميلون لاستخدام أساليب العنف والتهديد والخشونة لإخضاع الطفل جنسياً لنزواتهم، وفي هذه الحالات، قد يحمل الطفل تهديداتهم محمل الجد لاسيما إذا كان قد شهد مظاهر عنفهم ضد أمه أو أحد أفراد الأسرة الآخرين. ورغم أن للاعتداء الجنسي بكل أشكاله آثاراً عميقة ومريعة، فإن التحرش القسري يخلف صدمة عميقة في نفس الطفل بسبب عنصر الخوف والعجز الإضافي. وثاني المراحل هي التفاعل الجنسي حيث ترى أن التحرش الجنسي بالأطفال، شأن كل سلوك إدماني آخر، له طابع تصاعدي مضطرد، فهو يبدأ بمداعبة الطفل أو ملامسته ولكنه سرعان ما يتحول إلى ممارسات جنسية أعمق. وآخر المراحل
السرية، فالمحافظة على السر أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمتحرش لتلافي العواقب من جهة ولضمان استمرار السطو على ضحيته من جهة أخرى، وكلما ظل السر طي الكتمان، أمكنه مواصلة سلوكه المنحرف إزاء الضحية؛ ولأن المعتدي يعلم أن سلوكه مخالف للقانون فإنه يبذل كل ما في وسعه لإقناع الطفل بالعواقب الوخيمة التي ستقع إذا انكشف السر. وقد يستخدم المعتدون الأكثر عنفاً تهديدات شخصية ضد الطفل أو يهددونه بإلحاق الضرر بمن يحب كشقيقه أو شقيقته أو صديقة أو حتى أمه إذا أفشى السر. ولا غرابة أن يؤثر الطفل الصمت بعد كل هذا التهديد والترويع. والطفل عادة يحتفظ بالسر دفينا داخله إلا حين يبلغ الحيرة والألم درجة لا يطيق احتمالها أو إذا انكشف السر صدفة. كثير من الأطفال لا يفشون السر طيلة حياتهم أو بعد سنين طويلة جدا، بل إن التجربة بالنسبة لبعضهم تبلغ من الخزي والألم درجة تدفع الطفل إلى نسيانها ولا تنكشف المشكلة إلا بعد أعوام طويلة عندما يكبر الطفل المعتدى عليه ويكتشف طبيبه النفسي مثلا أن تلك التجارب الطفولية الأليمة هي أصل المشاكل النفسية العديدة التي يعانيها في كبره".

أسوأ اعتداء

لا شك أن التحرش الجنسي يترك آثاراً بالغة في نفسية الطفل قد تؤثر في مستقبله، فكيف تتبدى هذه الآثار؟ تقول شبر إن "للتحرش آثارا وخيمة جسديا وعاطفيا واجتماعيا ونفسيا، فعلى المستوى الجسدي يعاني الطفل من صعوبة في المشي والجلوس وآلام وإفرازات وأمراض تناسلية وأعراض جسمانية غير مبررة أيضا. وعلى المستوى السلوكي يعاني الطفل من الانطواء والخوف والتبول اللاإرادي والعزلة وقلة النوم وتصرفات جنسية وتدني المستوى الدراسي والعدوانية والإدمان وعدم احترام النفس وقد يصل الأمر إلى الانتحار. وبالنسبة للمستوى النفسي فقد يظهر عند الطفل ميل للشذوذ والخوف المرضي والاكتئاب والهروب وإنكار الذات والشك والإحساس بالخجل، وقد يعزف أو تعزف عن الزواج ويبدي الكراهية للجنس الاخر ويفشل في تكوين علاقات اجتماعية".

وعن أسوأ تحرش يمكن أن يتعرض له الطفل، تقول شبر إن "كل أشكال التحرش الجنسي انتهاك لحقوق الطفل وتعد على طفولته لكن الأسوأ أن يكون هذا الاعتداء واقع من أب على طفلته".

كيف أتصرف؟

ماذا يفعل الوالدان إذا تعرض طفلهما للتحرش أو الاعتداء؟


تقول شبر "ينبغي التعامل بشكل صحيح مع صدمة اكتشاف التحرش الواقع على الطفل، فيجب عدم تبديل ملابس الطفل ولا غسله لحين الكشف، كذلك ينبغي فحص المعتدى عليه طبيا للتأكد من سلامته من الالتهابات ومعالجتها إن وجدت في أسرع وقت، إضافة إلى جعل الطفل يتكلم بطريقته هو ويستخدم ألفاظه الخاصة للتعبير عما حدث. يجب استخدام نفس طريقة كلام الطفل للحديث معه ومحاولة جمع المعلومات البسيطة لمعرفة التفاصيل كاملة لعدم قدرة جميع الاطفال على سرد القصة كاملة لمرة واحدة، وعدم إشعار الطفل أثناء الاستفسار عما حدث بأنك تستجوبه أو كأنه في محكمة، وإشعار الطفل أن كل ما يشعر به تقدره الأسرة ومن حوله وأن ما يشعر به أو يتعرض له ليس عيباً يجب عدم قوله. يجب الاستماع للطفل والإنصات له حتى لو تحدث عن شيء فظيع جداً ومساعدته من الناحية النفسية بعرضه على طبيب نفسي. وينبغي فحص الفتاة التي تعرضت للاعتداء للتأكد من عفتها ومساعدتها على تخطي الأزمة وتهيئتها للزواج بشكل اعتيادي، ولكن عدم إظهار الخوف والهلع مما حدث وتجنب الاستهزاء بمن وقع الاعتداء عليه، وتجنب إطلاق الصفات على من وقع عليه الاعتداء كالجبان والضعيف، وتجنب التشهير بمن وقع عليه الاعتداء. وتوفير النشاطات المختلفة لمن وقع عليه الاعتداء لإبعاده عن التفكير واجترار الحادث، وحمايته من التعرض للإصابة بالكآبة والخوف والوسواس وكره الحياة وغيرها من الأمراض النفسية عن طريق تخفيف الصدمة عنه. وينبغي التأكد من ادعاء الطفل في هذا المجال فقد يكون خياله الواسع هو الذي يدفعه لسرد تلك الأحداث، ويمكن تبديل مكان سكن العائلة إن أمكن للتخلص من أقاويل الآخرين وحماية الطفل من الصراعات النفسية التي تسببها له تلك الأقاويل".

وتلفت شبر إلى أهمية "تدريب الطفل على ممارسة تمارين الاسترخاء وتمارين التنفس للتخلص من التوتر الذي يعاني منه، ومعاقبة المعتدي بشكل قانوني كي لا يتكرر ذلك السلوك المشين، والإيضاح التام للطفل عن الإجراءات دون كذب وطلب المساعدة من الهيئات المختصة لحماية الطفل".


333 حالة في 7 أشهر

هل يمكن القول إن التحرش الجنسي بالأطفال يشكل ظاهرة في مجتمعاتنا؟ تقول الاختصاصية شبر إنه "لا توجد إحصاءات دقيقة لهذه المشكلة فغالبا يجري التستر عليها خوفا من "العار" و"الفضيحة"، وما يصل للمحاكم لا يشكل النسبة الحقيقية. وحسب إطلاعي هناك 333 حالة منذ بداية 2017 بحسب ما صرحت به وزارة التنمية الاجتماعية".

وحسب استطلاع أجرته شبر واستجاب له 110 حالات، تبين أن الضحايا كن غالبا إناثا، لكنها تشير إلى أن الذكور أيضا يقع عليهم الاعتداء بشكل كبير، وهم معرضون لذلك بكثرة لأنهم أكثر خروجا من المنزل وهناك إمكانية لاختلاء المعتدي بهم. وتلفت إلى أن هناك فئات قد تتعرض للتحرش أكثر من غيرها مثل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والأطفال الذي يعانون من الحرمان المادي أو العاطفي، والأطفال المعنفين، والأطفال الذين يفقدون أحد والديهم.

وتشدد الاختصاصية شبر على "دور الإعلام الأساسي في التصدي لهذه المشكلة ببث الوعي عبر مقاطع أفلام قصيرة في التلفاز بشكل موجه. ونرجو أن يكون هناك منهج دراسي يتدرب عليه الأطفال منذ سن الروضة بأساليب حديثة وغير تقليدية".

مركز متكامل للضحايا

تقول الاختصاصية فخرية السيد شبر "خلال 2016 دربت نحو 2000 طفل و300 في البحرين والخليج وبدأت التفكير مليا في إعداد برنامج مدرب معتمد في كيفية حماية الأطفال من التحرش لتدريب أكبر عدد من الأطفال والأمهات والمعلمات والمرشدات الاجتماعيات وأعددت منهجا تدريبيا متكاملا حيث يستطيع المتدرب أن يصبح مدربا متمكنا من المادة العلمية النظرية والتطبيق العملي والحمد لله كان البرنامج الأول من نوعه في الخليج وحقق نجاحا كبيرا حيث جرى تقديمه في البحرين والكويت والإمارات والسعودية، والسودان حيث يعتبر التحرش ثاني أكبر ظاهرة مجتمعية هناك. وأطلقنا برنامجا متخصصا في علاج الأطفال المتعرضين للتحرش يبدأ خلال الشهر الحالي. وأسعى إلى إنشاء مركز متكامل يقدم خدمات كلية للمتعرضين للتحرش ويدرس أهم الظواهر المجتمعية.

موقف غيّر حياتي

وتضيف شبر "هناك مواقف كثيرة واجهتها مؤلمة وقاسية يندى لها الجبين وتبكي لها العين، ولكن هناك قصة واحدة من أقسى المواقف كانت ضحيتها طفلة تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها. هذه القضية أثرت بي بشكل كبير وكانت دافعا لي لتبني هذا الملف وهذه القضية (..) تجرأت أمام الخجل المجتمعي بتبني قضية التحرش الجنسي ولفت النظر لها. لكننا بحاجة إلى مزيد من التكاتف والتعاون والمسؤولية المجتمعية من قبل المتخصصين. هي مسؤولية الجميع وواجب الجميع العمل والتصدي لمثل هذه القضايا. للأسف هناك كثيرون تخلوا عن مسؤولياتهم تجاه هذه القضايا وكان الانسحاب أحد خياراتهم".