جرى مؤخرا في كلية التربية قسم اللغة العربية، بجامعة الموصل، مناقشة رسالة ماجستير عن الناقد والشاعر البحريني د.علوي الهاشمي، بعنوان (البنية الإيقاعية في خطاب علوي الهاشمي النقدي) للطالبة نور خير الله. أشرف عليها الأستاذ المساعد جاسم محمد، وترأس لجنة المناقشة أ.د.عبد الستار البدراني، بعضوية كل من أ.م.د.يادكار لطيف، وأ.م.د.فاتنة محمد عضوا. وقال الهاشمي في احدى لقاءاته: ان الشاعر والناقد تجمعهما بنية عضوية واحدة، فهما موجودان معا في الشعر، ومن دون الناقد لايستطيع الشاعر أن يمارس تجربته الشعرية بصورة صحيحة وعميقة، فتحت جلد كل شاعر يكمن ناقدٌ يقوم بدوره أثناء الكتابة عبر عمليات كثيرة تدخل في آلية التعبير الشعري على محور الاختيار يقوم برصف المستلزمات اللغوية للسياق التجاوري الذي يقوم برصف تراكيبها، وهذه واحدة من آليات الكتابة الشعرية التي يقوم بها الناقد الكامن أثناء الكتابة في فضاء القول. وأضاف ان هناك ظروفا في سياق تطور التجربة تجعل الناقد الكامن يبرز بوجهه جليا، ويحتل مكان الشاعر ومسرح الكتابة أو فضاء الورقة، أو يقوم هو بعمله المباشر لما يعرفه عن الكتابة الشعرية، وهنا يعبر الناقد عن تجربته عندما كان شاعرا أو تجربته كشاعر، وهذه مرحلة خطرة إذا لم يعها الناقد لأنها تعمم تجربته الفردية على مجمل التجارب الشعرية التي يتطرق إليها بالنقد أو يحللها، ولكن حين يعيها الناقد فهو يستطيع أن يخرج من إسارها لكى يتذوق بقية التجارب من داخلها، ويتحاور معها بلغتها ويحللها ضمن قوانينها هي، لا ضمن قوانين تجربته هو عندما كان شاعرا، وقد يبقى شاعرا يمارس كتابة النقد والشعر معا كما هو الأمر عند أدونيس أو عند شعراء كثيرين غيره في الوطن العربى وأوربا مثل ت. س.إليوت، وقد يكون طوى الشعر قليلا أو ركز كتابته على النقد. وتابع الهاشمي ان الانتقال من الشعر إلى النقد عملية دقيقة وخطرة، وعلى الناقد أن يبدأ بنفسه لكي يحدد المزالق التي دخل إليها عندما تحول من شاعر إلى ناقد، حتى لا ينزلق إلى ما ذكرته من سلبيات التعميم، ولذلك أنا والحمد لله حاولت قدر الإمكان أولا ألا أستمر في التجربة الشعرية حتى لا يحسب نقدي علي وعلى شعري.ويعد الهاشمي، أحد أبرز النقاد العرب، ومن مؤلفاته: الشعر في البحرين - تجربة الشعر المعاصر في البحرين - ما قالته النخلة للبحر - شعراء البحرين المعاصرون، وبالاضافة لكثير والبحوث والمقالات في الصحافة العربية والمحلية، نشر الهاشمي عدة دواوين شعرية: من أين يجيء الحزن 1972 - العصافير وظل الشجرة 1978 - محطات للتعب 1988. ولد الهاشمي العام 1946 بالمنامة - البحرين، وحصل على شهادة التوجيهية 1965, ودبلوم التجارة من جامعة لندن 1968, وليسانس اللغة العربية من جامعة بيروت 1972, وماجستير الأدب العربي من جامعة القاهرة 1978, ودكتوراه الأدب العربي من تونس 1986. واشتغل بالتجارة على فترات متقطعة، وعمل بإذاعة البحرين مترجماً ومعدّاً للبرامج ومذيعاً ورئيساً لقسم الأحاديث، ثم عمل مدرساً بكلية البحرين الجامعية 1979، ثم أستاذاً مساعداً فعميداً لكلية الآداب بجامعة البحرين. وحرر الصفحة الثقافية في جريدة (أخبارالخليج)، وحقيبة الأدب في مجلة (البحرين)، وشغل منصب أمين صندوق أسرة الأدباء والكتاب منذ تأسيسها، ورأس الأسرة لعدد من الدورات، وشارك في عدد كبير من المؤتمرات الأدبية والمهرجانات الشعرية.