تطبيق «الواتساب» يحمل لك كل يوم من خلال هاتفك عشرات من الصور والفيديوهات والمعلومات ومع التحديث الجديد يحمل لك أيضاً ملفات بصيغ مختلفة، وطبعاً بحسب نشاط قائمة المتصلين بك في تواصلهم عبر هذا التطبيق، قد ينفجر هاتفك من سيل الرسائل التي لا تتوقف.
مما يصلك ستجد تلاوين مختلفة، بينها القيم والمفيد، ومن ضمنها الغث عديم الفائدة، تبقى أنت الفيصل في عملية الاختيار.
قبل يومين أرسل أحد الأصدقاء على إحدى المجموعات في «الواتساب» ملفاً يحوي كتاباً للمغفور له الوزير القدير السابق غازي القصيبي، كتاباً من ضمن مؤلفاته التي يتحدث فيها عن فنون الإدارة.
استوقفتني الرسالة قبل أن يستوقفني الكتاب، فالإدارة كما عرفتها وخبرتها شخصياً فن، لكنها ليست بفن حفظ نصوصها، والتباهي بذكر وتعداد استراتيجياتها، بل الإدارة فن حينما تنطبق، وحينما تكون متأصلة فيك كقائد وإداري أفعالك تسبق أقوالك في شأن التنظيم الإداري.
تمعنت في المرفق، وقفت عند اسم الرجل الكبير غازي القصيبي، وقلت فارق سحيق جداً، بينه وبين كثير من المنظرين في الإدارة، والذين اتخذوا من هذا التنظير إما مصدر رزق وتكسب، أو اتخذوه واجهة يخدعون بها أناساً كثيرين، لأنها كما ذكرت واجهة يخفون فيها ممارسات عديدة لا تمت للإدارة بصلة.
فارق كبير حينما يتحدث غازي القصيبي عن الإدارة وحينما يتحدث غيره، خاصة ممن لم يصلوا لمستوى الإنجازات التي حققها، وأيضاً لم يصلوا لمستوى السمعة الشخصية والإدارية التي اكتسبها هذا الرجل القوي، بسبب نظافته وتمسكه بمبادئه وتطبيق الإدارة بكل روحها الإيجابية القائمة على التصحيح ومحاربة الأخطاء وإنصاف الناس.
حينما يتحدث القصيبي عن الإدارة، فهو لا ينظر على عكس كثيرين غيره، هو يتحدث ويكتب عنها بأريحية وسهولة ويسر ودون تكلف، لا يتردد في خط الكلمة والوصف ولا يأخذ وقتاً للتفكير فيه، هو لا يجمل الكلمات حتى تناسب أسماع أو أنظار المستمعين أو القراء ليطربوا لها، بل هي تخرج منه تلقائية، لأنه ببساطة يتحدث عن واقع معاش، وعن تجربة حقيقية، وعن ممارسات طبقها، وعن حياة عركته وعركها، كان تفوقه الإداري في المنظومات التي قادها سبباً في تحويله لرمز يشار إليه بالبنان حينما نتحدث عن الإدارة.
رحل غازي رحمه الله، مخلفاً لنا إرثاً ضخماً من تجارب إدارية «حقيقية واقعية» شكلت سمعته الطيبة، بل وكانت سبباً في تحقيق نجاحات مميزة. رحل لنا ونحن في زمن بات يخنقنا فيه «التنظير»، وبات الكل يتحدث عن الإدارة وكأنه مكتشفها، والمصيبة والطامة الكبرى، حينما يأتيك أشخاصاً يتحدثون عن الإدارة وعالمها العميق، يدعون أنهم «عرابوها» وأنهم نماذج فيها تفرض أن يكون لهم مريدون وأتباع، في حين التدقيق في أفعالهم يكشف لك بأنهم أبعد ما يكونون عن الإدارة، بل هو أصدق مثال على الإدارة السيئة.
من واقع تجربة معاشة، بت لا أقتنع بأي تنظير يقدم أمامي عن الإدارة، إلا حين أرى صاحبه والمتكلم عنه يطبقه بأفعاله حرفياً. لا يمكن إقناعي بصحة ما يقوله فلان أو علان، إلا حينما أرى ترجمة لهذه الأقوال تكشف تأصلاً للمبادئ في الفرد وتمسكاً شرساً بتلابيبها، لا تلين مواقفه لظروف، ولا يحيد عن الحق بسبب عاطفة أو مصلحة شخصية أو غيرها.
من السهل أن نقول إن «الإدارة فن»، والأسهل أن تحفظ كتباً تتحدث عنها، وتسرد أمام الجموع معلقات عنها، وتورد استراتيجياتها واحد تلو الأخرى، لكن الصعوبة أن تتمثل بكل ما تنظر به، أن تكون إدارياً حقيقياً لا زائفاً مدعياً.
في زمن ضاعت فيه الإدارة وسط معيار الفضيلة والرذيلة، ما أحوجنا لاستذكار تجارب أشخاص آمنوا بالإدارة وطبقوها بشكلها الصحيح وبأخلاقياتها الرفيعة، طبقوها أفعالاً ولم يتشدقوا بها أقوالاً. ما أحوجنا لشخص مثل غازي القصيبي رحمه الله.
مما يصلك ستجد تلاوين مختلفة، بينها القيم والمفيد، ومن ضمنها الغث عديم الفائدة، تبقى أنت الفيصل في عملية الاختيار.
قبل يومين أرسل أحد الأصدقاء على إحدى المجموعات في «الواتساب» ملفاً يحوي كتاباً للمغفور له الوزير القدير السابق غازي القصيبي، كتاباً من ضمن مؤلفاته التي يتحدث فيها عن فنون الإدارة.
استوقفتني الرسالة قبل أن يستوقفني الكتاب، فالإدارة كما عرفتها وخبرتها شخصياً فن، لكنها ليست بفن حفظ نصوصها، والتباهي بذكر وتعداد استراتيجياتها، بل الإدارة فن حينما تنطبق، وحينما تكون متأصلة فيك كقائد وإداري أفعالك تسبق أقوالك في شأن التنظيم الإداري.
تمعنت في المرفق، وقفت عند اسم الرجل الكبير غازي القصيبي، وقلت فارق سحيق جداً، بينه وبين كثير من المنظرين في الإدارة، والذين اتخذوا من هذا التنظير إما مصدر رزق وتكسب، أو اتخذوه واجهة يخدعون بها أناساً كثيرين، لأنها كما ذكرت واجهة يخفون فيها ممارسات عديدة لا تمت للإدارة بصلة.
فارق كبير حينما يتحدث غازي القصيبي عن الإدارة وحينما يتحدث غيره، خاصة ممن لم يصلوا لمستوى الإنجازات التي حققها، وأيضاً لم يصلوا لمستوى السمعة الشخصية والإدارية التي اكتسبها هذا الرجل القوي، بسبب نظافته وتمسكه بمبادئه وتطبيق الإدارة بكل روحها الإيجابية القائمة على التصحيح ومحاربة الأخطاء وإنصاف الناس.
حينما يتحدث القصيبي عن الإدارة، فهو لا ينظر على عكس كثيرين غيره، هو يتحدث ويكتب عنها بأريحية وسهولة ويسر ودون تكلف، لا يتردد في خط الكلمة والوصف ولا يأخذ وقتاً للتفكير فيه، هو لا يجمل الكلمات حتى تناسب أسماع أو أنظار المستمعين أو القراء ليطربوا لها، بل هي تخرج منه تلقائية، لأنه ببساطة يتحدث عن واقع معاش، وعن تجربة حقيقية، وعن ممارسات طبقها، وعن حياة عركته وعركها، كان تفوقه الإداري في المنظومات التي قادها سبباً في تحويله لرمز يشار إليه بالبنان حينما نتحدث عن الإدارة.
رحل غازي رحمه الله، مخلفاً لنا إرثاً ضخماً من تجارب إدارية «حقيقية واقعية» شكلت سمعته الطيبة، بل وكانت سبباً في تحقيق نجاحات مميزة. رحل لنا ونحن في زمن بات يخنقنا فيه «التنظير»، وبات الكل يتحدث عن الإدارة وكأنه مكتشفها، والمصيبة والطامة الكبرى، حينما يأتيك أشخاصاً يتحدثون عن الإدارة وعالمها العميق، يدعون أنهم «عرابوها» وأنهم نماذج فيها تفرض أن يكون لهم مريدون وأتباع، في حين التدقيق في أفعالهم يكشف لك بأنهم أبعد ما يكونون عن الإدارة، بل هو أصدق مثال على الإدارة السيئة.
من واقع تجربة معاشة، بت لا أقتنع بأي تنظير يقدم أمامي عن الإدارة، إلا حين أرى صاحبه والمتكلم عنه يطبقه بأفعاله حرفياً. لا يمكن إقناعي بصحة ما يقوله فلان أو علان، إلا حينما أرى ترجمة لهذه الأقوال تكشف تأصلاً للمبادئ في الفرد وتمسكاً شرساً بتلابيبها، لا تلين مواقفه لظروف، ولا يحيد عن الحق بسبب عاطفة أو مصلحة شخصية أو غيرها.
من السهل أن نقول إن «الإدارة فن»، والأسهل أن تحفظ كتباً تتحدث عنها، وتسرد أمام الجموع معلقات عنها، وتورد استراتيجياتها واحد تلو الأخرى، لكن الصعوبة أن تتمثل بكل ما تنظر به، أن تكون إدارياً حقيقياً لا زائفاً مدعياً.
في زمن ضاعت فيه الإدارة وسط معيار الفضيلة والرذيلة، ما أحوجنا لاستذكار تجارب أشخاص آمنوا بالإدارة وطبقوها بشكلها الصحيح وبأخلاقياتها الرفيعة، طبقوها أفعالاً ولم يتشدقوا بها أقوالاً. ما أحوجنا لشخص مثل غازي القصيبي رحمه الله.