أوقع عضو مجلس الخبراء الإيراني آية الله محسن الأراكي نفسه في تناقض عندما تناول في مقابلة تلفزيونية أجريت معه أخيراً ما يجري في البحرين، وقال إن بلاده «لم تتدخل في شؤونها وإنه لا وجود لإيران في هذا البلد»، ثم عاد ليقول إن «إيران لا تدعم فقط المطالبة في البحرين»، وإنما «كل بلد يطالب بإقرار الحقوق للشعوب ستدافع عنه الجمهورية الإسلامية». وفي محاولة منه للترقيع -على اعتبار أن ما قاله يعتبر اعترافاً صريحاً بتدخل إيران في شؤون الدول الأخرى ومنها البحرين- وصف الدعم بأنه «إعلاميّ ونظريّ»! ومع هذا عاد وأوقع نفسه في خطأ آخر عندما قال «أما عملياً في أرض الواقع، فكما ذكر السيد خامنئي في كلمة له، لو كنا نريد أن نتدخل في البحرين لسوينا الأمور منذ زمن»، وشدد على أنه «لو أرادت الجمهورية الإسلامية أن تتدخل في البحرين لما بقيت السلطة حتى الآن». وبغض النظر عن أن ما قاله يصنف في باب الكلام فاقد القيمة فإن من المهم أن يتذكر أن «لو» تفتح عمل الشيطان وأن يتيقن بأن إيران لا تستطيع أن تفعل شيئاً في البحرين لأنها لو كانت تستطيع لما تأخرت لحظة عن القيام بذلك، وأن ينتبه إلى أن الدعم الإعلامي والنظري تدخل في شؤون الدول الأخرى.
يبدو أن هناك حالة إرباك تعيشها إيران وتتطلب رصدها وتفسيرها من قبل المحللين والمتابعين للشأن الإيراني، ليس دليله التناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين فقط وإنما اندفاعهم لقول ما لا يمكن لأحد أن يصدقه. قبل يومين أوردت «سي إن إن» خبراً جاء فيه أن قائد سلاح البحر التابع للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، قال إن «إجراءات البحرية الأمريكية في الخليج تشكل ردوداً انفعالية ناجمة عن الخوف» أي أن الولايات المتحدة تخاف وترتعب من إيران! أما تفسيره لذلك فهو «لأن منطقة الخليج «تتعلق» بإيران والدول الإسلامية الإقليمية بينما القوات الأمريكية قادمة من بلد أجنبي إلى المنطقة» وأنه لهذا «تواكبها دائماً مخاوف وتصدر عنها إجراءات وتصرفات انفعالية»!
فدوي كان يعلق على قول للحرس الثوري الإيراني ملخصه أن حاملة طائرات أمريكية أطلقت طلقات تحذيرية نحو زوارق إيرانية في الخليج الجمعة الماضي وأن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية أطلقت طلقات تحذيرية نحو زورق دورية إيراني مسلح. أما رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد بقاري، فأكد حالة الارتباك عندما قال إن أمريكا «اعترفت مراراً بأنها عاجزة عن مواجهة إيران عسكرياً» وإنه سبق أن «أعلن القادة العسكريون الأمريكيون أنهم في حال دخلوا في حرب مع إيران فسيتعرضون لهزيمة عسكرية كبيرة»! زبدة القول أن من وصفهم بـ«الأعداء» والمقصود بهم الولايات المتحدة وكل دولة لا تأخذ بما تأخذ به حكومة الملالي «يهابون إيران ويخشون التعرض لها بأي سوء»!
ليس غروراً فقط ولكنه تبجح أيضاً لأن المقارنة بين قوة إيران وقوة الولايات المتحدة تعتبر في كل الأحوال غير منطقية ولا ترجمة لها في الواقع، ومع هذا تستمر إيران في هذه التصريحات معتقدة أنها بهذا الأسلوب يمكنها أن تخيف جيرانها، فماذا أكثر من أن الولايات المتحدة بعظمتها تخاف من إيران؟!
تخبط إيران وارتباكها ينبغي معرفة سره، فما صار يصدر أخيراً من تصريحات لا مسؤولة عن مسؤولين كثيرين في هذا البلد الذي اعتبر نفسه مسؤولاً عن «إعادة الحقوق المسلوبة لشعوب الدول الأخرى» يثير الكثير من علامات الاستفهام ويستوجب الدراسة خصوصاً وأن الأمر لا يقف عند الاستهزاء من قوة أمريكا وإنما يصل إلى حد المطالبة بالمشاركة في تنظيم موسم الحج والإشراف على الحرمين الشريفين ودفع من صار يمكنها دفعه لتعزيز هذا التوجه!
يبدو أن هناك حالة إرباك تعيشها إيران وتتطلب رصدها وتفسيرها من قبل المحللين والمتابعين للشأن الإيراني، ليس دليله التناقض في تصريحات المسؤولين الإيرانيين فقط وإنما اندفاعهم لقول ما لا يمكن لأحد أن يصدقه. قبل يومين أوردت «سي إن إن» خبراً جاء فيه أن قائد سلاح البحر التابع للحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، قال إن «إجراءات البحرية الأمريكية في الخليج تشكل ردوداً انفعالية ناجمة عن الخوف» أي أن الولايات المتحدة تخاف وترتعب من إيران! أما تفسيره لذلك فهو «لأن منطقة الخليج «تتعلق» بإيران والدول الإسلامية الإقليمية بينما القوات الأمريكية قادمة من بلد أجنبي إلى المنطقة» وأنه لهذا «تواكبها دائماً مخاوف وتصدر عنها إجراءات وتصرفات انفعالية»!
فدوي كان يعلق على قول للحرس الثوري الإيراني ملخصه أن حاملة طائرات أمريكية أطلقت طلقات تحذيرية نحو زوارق إيرانية في الخليج الجمعة الماضي وأن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية أطلقت طلقات تحذيرية نحو زورق دورية إيراني مسلح. أما رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد بقاري، فأكد حالة الارتباك عندما قال إن أمريكا «اعترفت مراراً بأنها عاجزة عن مواجهة إيران عسكرياً» وإنه سبق أن «أعلن القادة العسكريون الأمريكيون أنهم في حال دخلوا في حرب مع إيران فسيتعرضون لهزيمة عسكرية كبيرة»! زبدة القول أن من وصفهم بـ«الأعداء» والمقصود بهم الولايات المتحدة وكل دولة لا تأخذ بما تأخذ به حكومة الملالي «يهابون إيران ويخشون التعرض لها بأي سوء»!
ليس غروراً فقط ولكنه تبجح أيضاً لأن المقارنة بين قوة إيران وقوة الولايات المتحدة تعتبر في كل الأحوال غير منطقية ولا ترجمة لها في الواقع، ومع هذا تستمر إيران في هذه التصريحات معتقدة أنها بهذا الأسلوب يمكنها أن تخيف جيرانها، فماذا أكثر من أن الولايات المتحدة بعظمتها تخاف من إيران؟!
تخبط إيران وارتباكها ينبغي معرفة سره، فما صار يصدر أخيراً من تصريحات لا مسؤولة عن مسؤولين كثيرين في هذا البلد الذي اعتبر نفسه مسؤولاً عن «إعادة الحقوق المسلوبة لشعوب الدول الأخرى» يثير الكثير من علامات الاستفهام ويستوجب الدراسة خصوصاً وأن الأمر لا يقف عند الاستهزاء من قوة أمريكا وإنما يصل إلى حد المطالبة بالمشاركة في تنظيم موسم الحج والإشراف على الحرمين الشريفين ودفع من صار يمكنها دفعه لتعزيز هذا التوجه!