محمد راشد
أولت الحكومات المتعاقبة للمملكة العربية السعودية كل الرعاية والاهتمام للحرمين الشريفين في كل عهود ملوكها.
ولم تتوان المملكة عن تسخير إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتسيير أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب.
وظلت مشاريع التطوير الضخمة متجددة طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج وسلاسة أداء المناسك وحماية الحجاج وسلامتهم.
وبعد تأسيس الدولة السعودية الحديثة، أولى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود عناية خاصة بصيانة وتجديد الحرم المكي، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وكذلك ترخيم عموم المسجد.
كما أمر بوضع السرادقات في الصحن لحماية المصلين من حر الشمس، وطلاء الجدران، وإنارة المسجد الحرام بالكهرباء وتنصيب المراوح الكهربائية، وتوسعة المطاف، وتزويد بئر زمزم بصنابير المياه. وفي عام 1952 اشترى الأراضي لتهيئتها للبناء الجديد.
وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز جرى فتح شارع وراء الصفا، وصرف مرور الناس والسيارات عن شارع المسعى. ثم صدرت تعليمات بنزع ملكيات الدور والعقارات الواقعة في أرض التوسعة بعد تقدير أثمانها، وتعويض أصحابها، وشملت التوسعة بناء 3 طوابق، مع بناء المسعى بطابقيه، وتوسعة المطاف، بجانب ترميم الكعبة المشرفة، واستبدال سقفها الأعلى القديم بسقف جديد، وهي التوسعة الأولى للحرم.
وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز نُقِل مقام إبراهيم إلى مكان آخر، من أجل التوسعة للطائفين، بجانب بناء مكتبة الحرمين، وإقامة مصنع لتصنيع كسوة الكعبة.
وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، فرشت أرضية الحرم برخام مقاوم للحرارة، وصنع باب الكعبة المشرفة.
وفي عهد الملك فهد جرت توسعة الحرم المكي للمرة الثانية لتضاف مساحة من العقارات المحيطة للمسجد وشملت التوسعة بناء 14 باباً للحرم، لتصل أبوابه إلى 112 باباً، بجانب استحداث ساحات محيطة بالحرم وتهيئتها بالرخام المقاوم للحرارة، فضلًا عن توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين، وإنشاء جسر "الراقوبة" لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام من جهة الصفا والمروة.
وبلغت مساحة التوسعة 208 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة بالمسجد 40 ألف متر مربع. هذا بالنسبة للمسجد الحرام. أما المسجد النبوي فبلغت مساحة توسعته 98500 ومساحة الساحات المحيطة بالمسجد 235 ألف متر مربع.
توسعة تاريخية
وفي عهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز، بدأ مشروع ضخم لتوسعة الحرم المكي بتكلفة هائلة وصلت إلى 100 مليار ريال.
وبدأت عملية التوسعة في عهده عام 2011، وشملت المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به بدءاً بالجهة الشمالية، لاستيعاب ما يصل إلى مليوني مصل، بجانب بناء ممرات وأنفاق، إضافة لتوسعة المسعى ومشروع جسر الجمرات وساعة مكة، ومشروع سقيا زمزم. ووصلت مساحة التوسعة إلى 750 ألف متر.
وزادت الطاقة الاستيعابية للحرم المكي في عهده لتصل إلى حوالي مليونين وثلاثمائة ألف مصل، في حين ارتفعت الطاقة الاستيعابية للمطاف فقط لتصل إلى 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة بدلاً من 48 ألف طائف، إضافة لتركيب 78 باباً آلياً و11 مئذنة.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دشنت في يوليو 2015 خمسة مشروعات جديدة ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام.
وضمت التوسعة الأخيرة بوابة رئيسة تتكون من ثلاثة أبواب تدار بأجهزة تحكم عن بعد. وأقيمت التوسعة التي يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 320 كيلومتراً مربعاً، يستوعب 300 ألف مصل.
ويحتوي المشروع على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، ونظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي 6635 كاميرا لكامل المبنى، وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي. ويحتوي المبنى كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة للمياه المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية، ما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام للأبد.
وتنفذ هذه التوسعة بأفضل معايير التصميم والجودة وبأعلى المواصفات العالمية وأجود خامات البناء والخرسانة والحديد، مزودة بأفضل وأحدث الخدمات والأنظمة الميكانيكية والالكترونية، وبكل الإمكانات المتاحة من كل مكان ليتبوأ هذا المسجد الأكبر مكانته وليلبس أحلى حلته تعظيماً لشعائر الله فيه.
أما أنفاق المشاة فتضم خمسة أنفاق لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول خصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية، ويبلغ أجمالي أطوال هذه الأنفاق حوالي 5300 متر.
ويضم مجمع الخدمات المركزية محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، أما مشروع الطريق الدائري الأول الذي يقع داخل المنطقة المركزية ويمتد بطول 4600 متر فيضم جسوراً وأنفاقاً لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه.
أولت الحكومات المتعاقبة للمملكة العربية السعودية كل الرعاية والاهتمام للحرمين الشريفين في كل عهود ملوكها.
ولم تتوان المملكة عن تسخير إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتسيير أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب.
وظلت مشاريع التطوير الضخمة متجددة طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج وسلاسة أداء المناسك وحماية الحجاج وسلامتهم.
وبعد تأسيس الدولة السعودية الحديثة، أولى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود عناية خاصة بصيانة وتجديد الحرم المكي، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وكذلك ترخيم عموم المسجد.
كما أمر بوضع السرادقات في الصحن لحماية المصلين من حر الشمس، وطلاء الجدران، وإنارة المسجد الحرام بالكهرباء وتنصيب المراوح الكهربائية، وتوسعة المطاف، وتزويد بئر زمزم بصنابير المياه. وفي عام 1952 اشترى الأراضي لتهيئتها للبناء الجديد.
وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز جرى فتح شارع وراء الصفا، وصرف مرور الناس والسيارات عن شارع المسعى. ثم صدرت تعليمات بنزع ملكيات الدور والعقارات الواقعة في أرض التوسعة بعد تقدير أثمانها، وتعويض أصحابها، وشملت التوسعة بناء 3 طوابق، مع بناء المسعى بطابقيه، وتوسعة المطاف، بجانب ترميم الكعبة المشرفة، واستبدال سقفها الأعلى القديم بسقف جديد، وهي التوسعة الأولى للحرم.
وفي عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز نُقِل مقام إبراهيم إلى مكان آخر، من أجل التوسعة للطائفين، بجانب بناء مكتبة الحرمين، وإقامة مصنع لتصنيع كسوة الكعبة.
وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، فرشت أرضية الحرم برخام مقاوم للحرارة، وصنع باب الكعبة المشرفة.
وفي عهد الملك فهد جرت توسعة الحرم المكي للمرة الثانية لتضاف مساحة من العقارات المحيطة للمسجد وشملت التوسعة بناء 14 باباً للحرم، لتصل أبوابه إلى 112 باباً، بجانب استحداث ساحات محيطة بالحرم وتهيئتها بالرخام المقاوم للحرارة، فضلًا عن توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلاً للساعين، وإنشاء جسر "الراقوبة" لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام من جهة الصفا والمروة.
وبلغت مساحة التوسعة 208 آلاف متر مربع، والساحات المحيطة بالمسجد 40 ألف متر مربع. هذا بالنسبة للمسجد الحرام. أما المسجد النبوي فبلغت مساحة توسعته 98500 ومساحة الساحات المحيطة بالمسجد 235 ألف متر مربع.
توسعة تاريخية
وفي عهد الملك عبد الله بن عبدالعزيز، بدأ مشروع ضخم لتوسعة الحرم المكي بتكلفة هائلة وصلت إلى 100 مليار ريال.
وبدأت عملية التوسعة في عهده عام 2011، وشملت المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به بدءاً بالجهة الشمالية، لاستيعاب ما يصل إلى مليوني مصل، بجانب بناء ممرات وأنفاق، إضافة لتوسعة المسعى ومشروع جسر الجمرات وساعة مكة، ومشروع سقيا زمزم. ووصلت مساحة التوسعة إلى 750 ألف متر.
وزادت الطاقة الاستيعابية للحرم المكي في عهده لتصل إلى حوالي مليونين وثلاثمائة ألف مصل، في حين ارتفعت الطاقة الاستيعابية للمطاف فقط لتصل إلى 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة بدلاً من 48 ألف طائف، إضافة لتركيب 78 باباً آلياً و11 مئذنة.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دشنت في يوليو 2015 خمسة مشروعات جديدة ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام.
وضمت التوسعة الأخيرة بوابة رئيسة تتكون من ثلاثة أبواب تدار بأجهزة تحكم عن بعد. وأقيمت التوسعة التي يتكون مبناها من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 320 كيلومتراً مربعاً، يستوعب 300 ألف مصل.
ويحتوي المشروع على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، ونظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي 6635 كاميرا لكامل المبنى، وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي. ويحتوي المبنى كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة للمياه المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية، ما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام للأبد.
وتنفذ هذه التوسعة بأفضل معايير التصميم والجودة وبأعلى المواصفات العالمية وأجود خامات البناء والخرسانة والحديد، مزودة بأفضل وأحدث الخدمات والأنظمة الميكانيكية والالكترونية، وبكل الإمكانات المتاحة من كل مكان ليتبوأ هذا المسجد الأكبر مكانته وليلبس أحلى حلته تعظيماً لشعائر الله فيه.
أما أنفاق المشاة فتضم خمسة أنفاق لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول خصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية، ويبلغ أجمالي أطوال هذه الأنفاق حوالي 5300 متر.
ويضم مجمع الخدمات المركزية محطات الكهرباء والمولدات الاحتياطية وتبريد المياه وتجميع النفايات والخزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق، أما مشروع الطريق الدائري الأول الذي يقع داخل المنطقة المركزية ويمتد بطول 4600 متر فيضم جسوراً وأنفاقاً لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه.