جعفر الديري: للأطفال مقالبهم التي يحبها الآباء والأمهات؛ رغم أنها قد تعرضهم للمشاكل مع الناس. تقول خديجة أحمد، بهذا الصدد ان ولدي جاسم يكبر ولدي الشقي محمد بستة أعوام، ومع ذلك لا يكفّان عن الشجار. وولدي محمد بالتحديد وهو الأصغر مدهش، "راعي فناتك" وأي شيء يقر عمله لا يتردد فيه، عنيد بشكل غير اعتيادي. وتتذكر أحمد: من مواقفه المضحكة التي لا أنساها، أنني أعطيت جاسم مبلغا من المال فاشترى له نعلا جديدا، أراني إياه وكان سعيدا به جدا، ثم وضعه بالقرب من الباب، بحسن نيّة. ولم تمض سوى خمس دقائق حتى سمعت صراخ جاسم يعلو، وعندما ذهبت له اكتشفت أن محمد ولدي الشقي قام بتقطيع نعله!. وتضيف: رغم أن مرآى ولدي جاسم كان مؤثرا، لم أستطع أن أكبح نفسي عن الضحك، كان جاسم سعيدا جدا بنعله، فقام هذا الولد الشقي بقطع شسعه، أمر مضحك لا أزال أتذكره وأحكيه لصديقاتي. نقال حكي فاطمة خليل هي الأخرى تكاد تجنّ من شقاوة طفلها محمود، فهو لا يترك شاردة ولا واردة إلا وعاها عقله رغم صغر سنّه، "زارتني جارتي يوما، وبحكم أنه ليس بيننا أسرار؛ انطلقنا في الحديث، فتحدّنا عن فلانة من الناس، وأنها بخيلة ومهملة لشئون بيتها وزوجها، وغفلت عن ولدي الذي كان يلعب بالقرب منا"!. وتضيف خليل: في اليوم التالي؛ زارتني المرأة نفسها التي تحدّثت عنها بالأمس، وكان طفلي يعرفها جيدا، وما ان استقرّت على الكنبة في الصالون، حتى وجدت ولدي يمسك بثوبي، ويخيّرني بين أن أشتري له اللعبة التي يصرّ على شرائها وأنا أمانعه، وإلا فسيخبر المرأة بما ذكرته بحقّها!. اضطررت إلى الاستجابة له!.