جعفر الديري: قال الشاعر والناقد العراقي علي ناصر كنانة ان الأدب يصنعه الأدباء داخل العراق. لكن كما ينطلق النص عن وطن عراقي كذلك ينطلق النص من الخارج. فالأدب يصنعه الأدباء في العراق ولكننا نحن أيضا نستمد أصولنا أيضا من العراق ولكن كأفراد خارج العراق. فغالبية الذين خرجوا من العراق قبل العام 1979 لهم علاقتهم بالثقافة ولهم حضور ثقافي بارز. وأضاف كنانة في تصريح للكاتب: سبق وكتبت العام 1989 أي قبل احتلال الكويت أن الكتاب العراقيين خارج العراق استهلكوا مفردات الحنين للوطن، فالذي يلاحظه المتابع أن هناك استعادة دائمة للوطن عبر الذاكرة. وهذا الحضور وصل الى حد الارهاق بالنسبة إلى المنجز الابداعي. وهو الأمر الذي دفع بالكتاب والشعراء خارج العراق الى مقاومة أو القفز فوق هذا الحنين الى فضاءات حية أخرى وأن يقدموا شيئا يتعلق بحياتهم التي يعيشونها وأن يقدموا رؤاهم بشكل جديد. وقد تجلى ذلك بالنسبة إلي في ديوان "فجاءة النيزك". وتابع كنانة ان ذهني الى الآن لاتزال تحضر فيه صورة الجواهري والسياب. كما هو شأن حضورهما الثقافي في الذاكرة الثقافية. وخصوصا بالنسبة إلينا نحن مثقفي الخارج. اذ إن لكلا الشاعرين حضورهم في المنفى. فعندما أستحضر مثلا قول السياب في قصيدة مطر "الشمس أجمل في بلادي" أقع في مشكلة فهذه البيت قد أغلق علينا القول نحن الشعراء. الشاعر علي ناصر كنانة، باحث في قضايا الثقافة والإعلام، وشاعر وكاتب ومترجم (عن اللغة السويدية) وله ثمانية كتب صادرة عن مختلف دور النشر العربية: بيروت، عمّان، الدوحة، وستوكهولم. ومن إصداراته، تراتيل لوعة الزنبق، بغداهولم، فُجـاءة النيزك، سيّدة الصيف، ليلاً على سفر – شعر: توماس ترانسترومر (ثلاث مجموعات ومختارات)- ترجمة عن اللغة السويدية بتمويل من المعهد السويدي، حُفاة العولمة – قراءة نقدية لقضايا الواقع العربي، الإعلام وأنظمة الإيهام – قناة الجزيرة أنموذجاً، في العراء- شعر/ عن دار الحوار.