كتب - حسن عدوان:أكد القائد العام للقوات الأمريكية والائتلاف في العراق الجنرال جورج كيسي دور النظام الإيراني في تدريب وتجهيز الميليشيات العراقية باعتبارها العامل الرئيس في الاحتفاظ بالعنف الطائفي في العراق منذ 2006 وحتى اليوم، وأنهم يعملون نفس العمل في سوريا ولبنان، مشيراً إلى وجود ارتباط وطيد بين قوة القدس والميليشيات في العراق، وأن إيران تستحق أن تلصق بها تهمة الدولة الراعية للإرهاب.وقال الجنرال جورج كيسي، في كلمة له خلال مؤتمر في ولاية أريزونا الأمريكية حول الأزمة النووية وانتهاك حقوق الإنسان وضرورة تغيير النظام بتاريخ 25 أبريل الحالي، إن العنف الطائفي مازال مستمراً وبشكل ملفت في العراق وكذلك في لبنان وأن النظام الإيراني يلعب كعامل مزعزع أساسي للاستقرار في كل هذه الدول الثلاث، وإذا كان الارتباط بين الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل في المنطقة أمر مهم والحرب السايبرية هو خطر ملفت فإن النظام الإيراني يلعب دوراً سلبياً في كل هذه الأعوام الأربعة.وأشار إلى أنه عندما كان قائداً عسكرياً في العراق بين أعوام 2004-2007 رأى بشكل مباشر وعن كثب كيف يعمل الإيرانيون وكيف ينشطون كقوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، مبيناً «دولتنا أعطت وعداً لحماية أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين كانوا في العراق وأعطى الجيش الأمريكي هذا التعهد نيابة عن دولتنا.. وعندما أفكر كل يوم حول الوعود التي أعطيناها ولم نفِ بها فهذا يثير غضبي لأن الجيش الأمريكي يجب أن يفي بوعوده».وأضاف «تصوروا أن الشرق الأوسط في تلاطم بدءاً من باكستان ونهاية إلى المغرب، وفي الشام هناك الحرب السورية الأهلية راحت تدخل عامها الرابع، هناك 170 ألف شخص قتلوا وتشرد ثلاثة ملايين آخرين».مساعدات إيرانوقال الجنرال جورج كيسي عندما «ذهبت إلى العراق في صيف 2004 كنت أعلم أن النظام الإيراني سيكون اللاعب الرئيس وخاصة في الحدود مع العراق». مع مرور الزمن علمت أن النظام الإيراني يتجه منحى ثلاثياً في العمل ووجدت أنهم قد طبقوا ذلك في نقاط أخرى»، مضيفاً «بداية ومن أجل كسب النفوذ السياسي قدموا مساعدات مالية للأحزاب السياسية والقادة السياسيين وكان هناك هدف مشترك، وبالتالي كسبوا نفوذاً ملفتاً في العراق».وأشار إلى أنهم ثانياً سعوا بمرونة لكسب تعاطف المواطنين العراقيين لهم من خلال الدعم الاقتصادي لاسيما من خلال المساعدات الاقتصادية في القسم الجنوبي للبلاد ليزينو وجههم، وكانوا يعملون ذلك بشكل مباشر وهو كان يشبه كثيراً ما نعمله في بعض الأحيان مع المنظمة الدولية للتنمية ولكنهم عملوا عبر الأحزاب السياسية العراقية.وأوضح أن الأمر الثالث أنهم «كانوا يزعزعون الاستقرار عبر تدريب وتجهيز المنظمات الإرهابية، وأن هذا الوجه كان له الأثر الأكبر، ومع مرور الزمن وجدت ارتباطاً وطيداً بين قوة القدس الذراع العاملة خارج الحدود الإيرانية لفيلق الحرس الثوري وبين الميليشيات في العراق».وأضاف «لأول مرة وبعد حوالي 30 يوماً بعد ما وصلنا هناك اكتشفنا هذه الدلالات، وبينما كنا ندرس ما اعدنا النظر فيه والحقائق على أرض الواقع عثرنا على بصمة عنصر لقوة القدس حيث كان ينقل أحداث النجف بشكل مباشر عبر الهاتف إلى مقر قوة القدس في إيران الأمر الذي أثار حفيظتي وكنت أتابع الموضوع عن كثب خلال مدة إقامتي هناك».وذكر «رأينا بشكل واقعي بصمات النظام الإيراني في ملف تفجير الحرمين العسكريين في سامراء شمال العراق في فبراير 2006 ميليشيات الشيعة خرجت إلى الشوارع وكلما عملوا أكثر كلما قمنا بعمليات أكثر ضدهم وعثرنا على مزيد من مخازن الأسلحة وعثرنا على أسلحة وصلت من إيران بوضوح».وقال الجنرال كيسي «كانت هناك قنبلة فتاكة، تصميمها كان بحاجة إلى قدرة في التصنيع والآليات، لم يكن في العراق، وكان يمكن فقط تكون قد دخلت من إيران، وعثرنا على رمانة بندقية متطورة جداً كانت تخترق درع أكبر دباباتنا وكانت معبئة في صناديق العتاد كتبت عليها باللغة الفارسية بوضوح».المنظمات الإرهابيةوأوضح القائد العام للقوات الأمريكية والائتلاف في العراق أنه في أواسط عام 2006 كان من الواضح أن النظام الإيراني يدرب العسكريين وعناصر الميليشيات العراقية والمنظمات الإرهابية وهذه المعلومات الواضحة بلا لبس كانت عندنا.وأشار إلى أنه قبل أن يعقد رئيس الوزراء العراقي أول اجتماع له مع وزير الخارجية الإيراني بعد أيام من تسلمه موقع الرئاسة، وضعنا أنا وضابط الاستخبارات الذي كان يعمل بإمرتي، رئيس الوزراء في صورة عما يحصل في البلاد بشأن أجهزة التفجير والسلاح ومعسكرات التدريب وبشأن وجود قوة القدس وعندما انتهيت من حديثي نظر المالكي إلي وتساءل: «هل يرتكبون أعمالاً إرهابية في بلدنا؟ أجبت: نعم. إنهم يرتكبون هذه الأعمال ويجب أن يتوقف ذلك».وقال إنه لاحقاً في عام 2006 شهدنا مساراً مقلقاً جداً وبدا لنا أن الميليشيات العراقية وبدعم من النظام الإيراني تعمل جاهدة لتهجير مواطنين عراقيين آخرين من مناطق في بغداد لتوسع سيطرتهم على قطعات في المدينة، فكنا نشك في الأمر ولم نستطع تأكيد ذلك.وذكر أنه في مساء أحد الأيام في شهر ديسمبر قبل الكريسماس اعتقلت قوات العمليات الخاصة 6 من عناصر قوة القدس في موقع تبين أنه كان مركزاً قيادياً كانوا مجتمعين فيه مع مليشيات شيعية لفيلق بدر، وفيلق بدر كان من الميليشيات التابعة لأحد الأحزاب السياسية الشيعية المهمة، وتم العثور في هذا المركز القيادي على وصولات الأسلحة وسجل دقيق لجميع الأسلحة والمعدات التي استلموها.وأضاف أنه كانت هناك خارطة لبغداد تم تأشيرها باللون والتشفير للمجموعات الطائفية وهي معلقة على الجدران وكانت هناك علامات، إشارة توضح خطة لتهجير السنة والمسيحيين من أقسام في بغداد واحتلالها من قبل الميليشيات هذا المستند أكد كل ما كان يدور في بالنا وتوضح لي فوراً أن النظام الإيراني يثير بشكل مباشر وموجه العنف الطائفي لزعزعة العراق. ولم يكن هناك أي شك في ذلك.أساليب النظام الإيرانيوقال الجنرال جورج كيسي «انطبع في بالي من كل هذه الحقائق أربعة أساليب عمل للنظام الإيراني وكان هذا واضحاً مثل وضوح الشمس، الأول أن النظام الإيراني واصل ويواصل استخدام الإرهاب لتحقيق أهدافه السياسية. وهذا معلوم الآن، والثاني هو دور النظام الإيراني في تدريب وتجهيز الميليشيات العراقية باعتبارها العامل الرئيس في الاحتفاظ بالعنف الطائفي في العراق من عام 2006 إلى عام 2008 ومازال يتواصل حتى يومنا هذا. ومثلما قلت سابقاً أنهم يعملون نفس العمل في سوريا ولبنان.وأشار إلى أن الأمر الثالث أن النظام الإيراني بسبب دوره المباشر يتحمل مسؤولية مصرع مئات من قوات الائتلاف وآلاف من المواطنين العراقيين وبذلك استنتاجي هو أنهم يستحقون إلصاق تهمة الدولة الراعية للإرهاب وهذا جدير بهم، موضحاً «أنا على قناعة أنه يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار أن هذا النظام يواصل إثارة زعزعة الاستقرار في المنطقة وأنا لا أشك هنا في ذلك لأنهم يمارسون ذلك اليوم في العراق وسوريا ولبنان».وقال إن النظام الإيراني هو نظام يشكل خطراً بأسلحة نووية غير مقبولة ليس على المنطقة فحسب وإنما على كل المجتمع الدولي ولا أستطيع أن أفكر في حالة أخرى إلا في مقاومة ديمقراطية منظمة حيث وجودها ضروري ومبرر.وحول منظمة مجاهدي خلق، قال الجنرال جورج كيسي إنه في عام 2004 كنت في العراق وأننا أقررنا لهم موقعاً محمياً وطيلة قرابة ثلاثة أعوام وأنا كنت هناك أراقب عن كثب سلوكيات منظمة مجاهدي خلق في معسكرات أشرف لدي كان جنرالات يحملون نجمتين كانوا يزورون معسكر أشرف وكانوا يرفعون لي تقريراً أسبوعياً ماذا كان يجري هناك، وأستطيع القول إننا لم يكن لدينا أي مشكلة في أشرف خلال كل هذه المدة التي كنت هناك والأمر كان يمر بدون مشكلة.وأضاف «الآن أنظر بكل أسف كيف تعرض رجال ونساء كنا قد أعطينا لهم وعوداً لحمايتهم من هجمات وحشية في أعوام 2009 و2011 و2013، وبعدما اتفقت الأمم المتحدة والحكومة العراقية والحكومة الأمريكية على حماية المنظمة ونقلها إلا أنهم تعرضوا لهجوم بشكل وحشي».وأكد الجنرال جورج كيسي «علينا أن نضمن حماية منظمة مجاهدي خلق ما داموا موجودين في العراق إلى حين خروجهم من العراق، المنظمة قامت بدورها وعلينا ضمان أمنهم ومستقبلهم».