أحمد خالد

"ماما ليش ما أمشي مثل الناس"، جملة موجعة يكررها جهاد ذو الثلاث سنوات، تلخص إحساس الشلل الذي سكن قدميه منذ ولادته.

تقول حصة أم جهاد "بدأت ألحظ على ابني عدم الحركة حين كان في شهره التاسع، حينها اصطحبته إلى مستشفى السلمانية وأظهرت التقارير أنه يعاني نقصاً في المادة البيضاء بالرأس بسبب الولادة المبكرة في الشهر الثامن. الأمر الذي أصابني بصدمة".

وتضيف "بدأ ابني يعالج في مستشفى السلمانية لكن بلا فعالية بسبب عدم خضوعه لعلاج مكثف، فالمستشفى كان يعطيه نصف ساعة علاج كل يوم لم تكن كافية ليتحسن. وبعد أن قضى كورساً كاملاً في العلاج الطبيعي لم يظهر أي تحسن على حالته!".

وتتابع "خصصت كل وقتي للاهتمام بابني بعد ملاحظة عدم تحسنه. وكنت أعمل في مستشفى السلمانية وأستأذن من عملي للعناية به لكن المستشفى أقالني للأسف بسبب الاستئذانات المتكررة من أجل علاج ابني رغم كوني أتحمل مصاريف الحياة، ولم تثنني الإقالة عن علاج ابني".

تقول أم جهاد "بعدما رأيت أن العلاج في مستشفى السلمانية لا يفيد ابني، أخذته إلى مستشفيات خاصة ولم يكن الحال أفضل فلم يخضعوا ولدي لعلاج مكثف، إذ كان يقضي ساعتين فقط يومياً في العلاج بهذه المستشفيات، وما حصدنا سوى 20% تحسناً عن المستشفيات الحكومية".

وتضيف "بحثت عن علاجات مكثفة خارج البحرين، فوجدت دولاً تقدم تلك العلاجات لمثل حالة ابني لكن الجهات المختصة لم تتح لي تلك الرحلة التي انتظرتها لعلاج ابني. أنا حالياً عاطلة عن العمل ولا أستطيع علاج جهاد على حسابي الشخصي، ووالده ينفق راتبه على إيجار الشقة التي نعيش فيها واحتياجاتها (..) يستيقظ جهاد كل يوم باكياً ويسألني "لماذا لا أستطيع أن أمشي كباقي الأطفال"، "ماما رجلي توجعني"، "ماما متى سأعالج"، فتنزل هذه الأسئلة على قلبي كالسكاكين، فأقف عاجزة ليس بيدي شيء أفعله سوى طلب مساعدتي في علاجه".