خالد الطيب
فرح محمد يوسف "16 عاماً" طفلة كان لها من اسمها نصيب، أنهت المرحلة الإعدادية بكامل حيويتها وابتسامتها، غير أن "خطأ في تنفيذ عملية بسيطة" كما يقول أهلها، قلب حياتها وجعل الألم والحزن سمتين دائمتين لمن كانت عنوان الفرح في البيت.
تحكي أختها نجيبة بكثير من الحرقة، رحلة فرح المفاجئة مع السرطان. تقول "كانت فرح تعاني التهاباً بسيطاً في اللثة فأخذتها لمستشفى خاص لعلاجها (تحتفظ "الوطن" باسمه)، فقرر الطبيب إجراء عملية لإزالة سن أسفل الضرس كان يسبب الالتهاب حسب تشخيصه. استغرقت العملية قرابة الساعتين وانتهت بإزالة السن الزائد كما قال الطبيب وصرفت لها أدوية وعادت للبيت. وبعد أسبوع راجعت نفس الطبيب لأن الألم والانتفاخ مازالا مستمرين فصرف لها أدوية مضاعفة. وبعد أسبوعين استيقظت فرح وقد انتفخ نصف وجهها بشكل مرعب فأخذناها بسرعة إلى مستشفى السلمانية، وأمر الطبيب هناك بعد فحصها بأخذ عينات من اللثة لشكه بوجود ورم سرطاني. وللتأكد تم إرسال العينة لألمانيا لتحليلها. تأخرت نتائج التحليل وخشينا أن يتفاقم المرض فقررنا إرسالها للعلاج في الخارج وكانت كلفة العلاج 7 آلاف دينار فاضطرت أمي لبيع ذهبها كله وباع أبي سيارته واستطعنا تدبير المبلغ وأرسلناها للعلاج".
تضيف نجيبة "في الخارج شخصوا المرض "سرطان في الفك" وقالوا لنا إن طبيب الأسنان عندما نزع السن استأصل جزءاً من الورم بأدوات مجرثمة مما ساعد في تفشي السرطان، مضيفين أنه يلزمها إجراء عملية مستعجلة جرى فيها نزع أجزاء من عظام رجلها واستبدال كامل فكها بتلك العظام وفتح ثقب في رقبتها لتستطيع التنفس. كانت العملية خطرة واستغرقت 12 ساعة وكان الطبيب حذرنا من احتمال وفاة فرح أثناء العملية. كانت الساعات طويلة جداً والأكف تتضرع لله عز وجل. والحمد لله خرجت فرح بسلام من العملية لكنها لم تكن تستطيع الأكل والشرب فعدنا بها للسلمانية. وبدأت معاناتها مع الكيماوي. ففقدت شعرها الطويل الناعم بل ورموشها".
وتقول نجيبة مغالبة دموعها "بعد انتهاء فترة العلاج بالكيماوي اكتشف الطبيب المعالج أن فرح بحاجة لعملية إضافية مستعجلة وإلا سيرجع الورم مرة أخرى. العملية تكلف 5 آلاف دينار. وقد باعت عائلتنا كل ما لديها وها نحن نقف عاجزين".