استيقظت كولومبيا، الاثنين، على حدادٍ وغضبٍ غداة مقتل 30 طفلاً في حريق نشب بحافلة شمال البلاد، في فاجعة نجمت على ما يبدو عن سوء حالة الحافلة وتهور سائقها. ووقع الحادث عصر أمس خلال العودة من قداس في بلدة فونداسيون الصغيرة بمحافظة مغدالينا عندما انفجرت الحافلة التي كانت تقلّ أطفال رعية كنيسة العنصرة قبل أن تلتهمها ألسنة اللهب.
وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الذي زار ليلا عائلات الضحايا المجتمعين في مدرسة: "أصبت بصدمة والبلاد برمتها في حداد على مصرع هؤلاء الأطفال في هذه الفاجعة، لن ننساهم أبداً". وقتل 30 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة و8 سنوات احترقوا أحياء وأصيب 24 آخرون بحروق خطيرة كما أصيب رجل بجروح. وانتشلت فرق الإنقاذ الجثث المفحمة من داخل الحافلة المحروقة قبل إرسالها إلى المعهد الطبي في برانكيا العاصمة الإقليمية للتعرف إلى هويات الضحايا في عملية قد تأخذ عدة ايام. واضاف الرئيس ان "كل شيء سيخضع لتحريات دقيقة والتحقيق قد بدأ" معلنا انه يتكفل بكل نفقات العناية بالجرحى والجنازات في فونداسيون حيث اعلنت رئيسة البلدية لوس ستيلا دوران حدادا من ثلاثة أيام وحظر استهلاك الكحول.
جدل حول حالة الحافلة والسائق وأعلن المدير المحلي للصليب الأحمر سيسار اوروينيا أن الجرحى يعانون من "حروق من الدرجة الثانية أو الثالثة ومازال العديد منهم في حالة خطيرة" في مستشفيات المنطقة. واندلع جدل غداة الحادث حول حالة الحافلة التي تملكها الكنيسة وتصرف السائق الذي تم التعاقد معه خصيصاً لنقل الأطفال الى القداس. وفرّ السائق الذي رشق سكان غاضبون كانوا يبحثون عنه منزله بالحجارة، بعد الحريق ولم يعتقل إلا بعد عدة ساعات من الحادث. وقال ناطق باسم شرطة مغدالينا إن "السائق قد اعتقل بعد أن سلّم نفسه إلى السلطات صباح اليوم، وننتظر أن يشرح موقفه خلال جلسة استماع"، موضحاً أنه "قيد الحبس الاحتياطي ريثما يتم تحديد مسؤوليته".
ويتحرى المحققون في إمكانية أن يكون السائق استخدم وعاء بنزين مهرّب لملء خزان الحافلة في عملية خطيرة أدت إلى الانفجار. وتحدثت فرضيات أخرى عن خلل ميكانيكي قد يكون تسبب في حادث الحافلة التي أفادت عناصر التحقيق الأولية بأنها لم تخضع لمعايير السلامة ولا للمراقبة التقنية. وروت فتاة عمرها 11 سنة للصحافة المحلية أنه "نزل من الحافلة لوضع البنزين وكان كل الأطفال داخلها وفي لحظة اندلعت شرارات وحينها ذهب السائق يبحث عن الماء واختفى، فكسرت الزجاج وخرجت مع شقيقتي الصغيرة لكنني لم أستطع إنقاذ شقيقاي الآخرين".