إسراء هاشم:
أماني الحداد شابة بحرينية متميزة، تجاوزت اهتماماتها شغف بنات جيلها، فجذبها القانون وحقوق الإنسان، وكانت أول بحرينية تحمل ماجستير القانون الدولي بتخصص "الحماية الدولية لحقوق الإنسان"، مدفوعة برغبة الدفاع عن سمعة وطنها إبان أحداث 2011 المؤسفة.
بدأت الحداد مشوارها الأكاديمي ببكالوريوس في القانون ثم اختارت روسيا لاستكمال دراستها العليا.
شغف أماني بالقانون بدأ منذ الصغر، حين كانت تسمع المصطلحات القانونية من والدها رحمه الله، إذ كان وكيلاً لمحكمة التمييز ورئيساً لمحكمة الاستئناف العليا المدنية وعضواً في المجلس الأعلى للقضاء.
وعن دوافع اختيارها هذا التخصص، قالت الحداد لـ"الوطن" "اخترته بعد الأحداث المؤسفة التي مرت بها البحرين في 2011، حيث يوجد منظمات تدعي العمل الحقوقي وتشوه سمعة بلدي أمام المجتمع الدولي. وتناولت في رسالتي العلمية تحليلاً قانونياً عن مدى وكيفية تنفيذ البحرين لالتزاماتها الدولية في إطار الوثيقة الأساسية لحقوق الإنسان، وهي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فالبحوث الأكاديمية المبنية على أسس البحث العلمي، تفتقر إلى هذا الجانب على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأضافت "التحقت منذ أكثر من عامين بكلية القانون الدولي بالجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب في موسكو، لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي بتخصص "الحماية الدولية لحقوق الإنسان" كون هذا التخصص ركيزة أساسية لتنمية وتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكتنا الغالية، وذلك للمضي على نهج المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى".
الحجج القانونية مقابل الشائعات
وحول تفاصيل البرنامج، قالت الحداد إن "البرنامج أطلق بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة برعاية د.نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان سابقاً. ويركز البرنامج على الأسس القانونية الدولية لحماية هذه الحقوق على المستوى الدولي والإقليمي والوطني. إضافة إلى الأنشطة التابعة لآليات مراقبة حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة. ويولي البرنامج اهتماماً خاصاً بمتابعة تنفيذ الدول لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان على الصعيد المحلي، والتركيز في المقام الأول على النظام الاوروبي الاقليمي والنظام الأمريكي والأفريقي والآليات المستحدثة فيها إضافة إلى كيفية صياغة وإعداد التقارير الدورية التابعة لها".
وتابعت "مسؤوليتي كشابة بحرينية أن أبذل جهوداً لكسب الخبرات والمهارات، لتحمل المسؤولية في تبيان حقيقة ما تتعرض له البحرين من مؤامرات تحاول النيل منها ومن منجزاتها الحقوقية والتدخل في شؤونها الداخلية، إضافةً إلى الوقوف في وجه الشائعات المغرضة، التي تطال المملكة والعمل على دحرها بالحجج القانونية"، مؤكدة أن "عمل بعض المنظمات الحقوقية العالمية أصبح مسيساً، ونهج بعض مؤسسات المجتمع المدني التي تتخذ من الدول الغربية مقراً لعملها صار متجرداً من أبسط المعايير المهنية، بل إن موارد تمويلها مشبوهة. ويؤسفني القول إنها أذرع لأحزاب دينية وسياسية متطرفة، تنتهج مبدأ الإضرار بعملية تطور حقوق الانسان، فهي واقعياً لا تمت للعمل الحقوقي أو القانون الدولي بصلة. وقد أصبحت طريقة عملها مكشوفة على مرأى ومسمع العالم كله، من خلال التقارير والمعلومات الزائفة التي تبثها. فلا أجد مصدراً على أرض الواقع تستند إليه هذه المنظمات في صياغة تقاريرها".
30 تحت الصفر
ولأن لكل نجاح صعوبات، فإن طريق الحداد لم يكن مفروشاً بالورود فالحياة والدراسة في روسيا ليست سهلة أبداً. وقالت الحداد إن أول تحد واجهها "كان اللغة الروسية فهذا الشعب يفتخر بلغته وتقاليده كثيراً، لذلك قررت دراسة اللغة الروسية في كلية اللغات بالجامعة قبل دراسة برنامج الماجستير لتدبر أمور الحياة، باعتبار اللغة الانجليزية غير سائدة باستثناء كونها لغة التدريس. كما أن البرد القارس كان عائقاً إذ يمتد لستة شهور في السنة، تنخفض فيها درجات الحرارة إلى الثلاثين تحت الصفر".
وعن المبادرة البحرينية لإنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، قالت الحداد "أحب أن أشكر جلالة الملك على هذه المبادرة الفريدة من نوعها لاهتمامه الدائم بترسيخ مبادئ حقوق الانسان على الصعيد الوطني والإقليمي. فلا شك أن فكرة إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان تستهدف دعم النظام الإقليمي العربي لحقوق الإنسان بما في ذلك الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي كانت البحرين من أوائل الدول العربية التي صدقت عليه، تعبيراً عن قناعة جلالة الملك المفدى بضرورة إرساء وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والعدالة، وإيجاد الآليات التنفيذية لحماية وصون الحقوق والحريات الأساسية في إطار أحكام الميثاق العربي".
خلال السنوات التي مكثت فيها الحداد في روسيا شاركت بعدد من المؤتمرات والمحافل الدولية في هذا المجال، وعن مشاركاتها قالت "هدفي كان استعراض ما تبذله البحرين من جهود للنهوض بالسجل الحقوقي الخاص بها لصيانة كرامة الإنسان وتحقيق العدل بين المواطنين. وكان محور اهتمامي أن يكون اسم البحرين موجوداً في هذه المؤتمرات بالصورة التي تليق به".
ومن أبرز المؤتمرات التي شاركت بها مؤتمر بلاشينكا للقانون الدولي وحقوق الإنسان حيث سلطت الضوء على كيفية تنفيذ البحرين لالتزاماتها الدولية لحماية الحق ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، وفق أطر القانون المحلي.
ووجهت الحداد رسالة عبر "الوطن" للشباب البحريني بالقول "رسالتي أن يسعى الشباب لمعرفة واجبه الفعلي تجاه وطنه، فنحن أجيال المستقبل ونحن أساس نهضة البلد ورفعته. أتمنى من كل طالب مبتعث للدراسة أن يكون خير سفير لوطنه وأن يتولى زمام المسؤولية والثوابت الوطنية بالتصدي لأي أخبار كاذبة ويفرض احترام وتقدير بلده في كل دول العالم. أشكر كل من ساندني ووقف لجانبي طيلة فترة الدراسة من أهل وأصدقاء وفي مقدمتهم سفير البحرين لدى روسيا الاتحادية أحمد الساعاتي".
أماني الحداد شابة بحرينية متميزة، تجاوزت اهتماماتها شغف بنات جيلها، فجذبها القانون وحقوق الإنسان، وكانت أول بحرينية تحمل ماجستير القانون الدولي بتخصص "الحماية الدولية لحقوق الإنسان"، مدفوعة برغبة الدفاع عن سمعة وطنها إبان أحداث 2011 المؤسفة.
بدأت الحداد مشوارها الأكاديمي ببكالوريوس في القانون ثم اختارت روسيا لاستكمال دراستها العليا.
شغف أماني بالقانون بدأ منذ الصغر، حين كانت تسمع المصطلحات القانونية من والدها رحمه الله، إذ كان وكيلاً لمحكمة التمييز ورئيساً لمحكمة الاستئناف العليا المدنية وعضواً في المجلس الأعلى للقضاء.
وعن دوافع اختيارها هذا التخصص، قالت الحداد لـ"الوطن" "اخترته بعد الأحداث المؤسفة التي مرت بها البحرين في 2011، حيث يوجد منظمات تدعي العمل الحقوقي وتشوه سمعة بلدي أمام المجتمع الدولي. وتناولت في رسالتي العلمية تحليلاً قانونياً عن مدى وكيفية تنفيذ البحرين لالتزاماتها الدولية في إطار الوثيقة الأساسية لحقوق الإنسان، وهي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، فالبحوث الأكاديمية المبنية على أسس البحث العلمي، تفتقر إلى هذا الجانب على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأضافت "التحقت منذ أكثر من عامين بكلية القانون الدولي بالجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب في موسكو، لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي بتخصص "الحماية الدولية لحقوق الإنسان" كون هذا التخصص ركيزة أساسية لتنمية وتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكتنا الغالية، وذلك للمضي على نهج المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى".
الحجج القانونية مقابل الشائعات
وحول تفاصيل البرنامج، قالت الحداد إن "البرنامج أطلق بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة برعاية د.نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان سابقاً. ويركز البرنامج على الأسس القانونية الدولية لحماية هذه الحقوق على المستوى الدولي والإقليمي والوطني. إضافة إلى الأنشطة التابعة لآليات مراقبة حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة. ويولي البرنامج اهتماماً خاصاً بمتابعة تنفيذ الدول لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان على الصعيد المحلي، والتركيز في المقام الأول على النظام الاوروبي الاقليمي والنظام الأمريكي والأفريقي والآليات المستحدثة فيها إضافة إلى كيفية صياغة وإعداد التقارير الدورية التابعة لها".
وتابعت "مسؤوليتي كشابة بحرينية أن أبذل جهوداً لكسب الخبرات والمهارات، لتحمل المسؤولية في تبيان حقيقة ما تتعرض له البحرين من مؤامرات تحاول النيل منها ومن منجزاتها الحقوقية والتدخل في شؤونها الداخلية، إضافةً إلى الوقوف في وجه الشائعات المغرضة، التي تطال المملكة والعمل على دحرها بالحجج القانونية"، مؤكدة أن "عمل بعض المنظمات الحقوقية العالمية أصبح مسيساً، ونهج بعض مؤسسات المجتمع المدني التي تتخذ من الدول الغربية مقراً لعملها صار متجرداً من أبسط المعايير المهنية، بل إن موارد تمويلها مشبوهة. ويؤسفني القول إنها أذرع لأحزاب دينية وسياسية متطرفة، تنتهج مبدأ الإضرار بعملية تطور حقوق الانسان، فهي واقعياً لا تمت للعمل الحقوقي أو القانون الدولي بصلة. وقد أصبحت طريقة عملها مكشوفة على مرأى ومسمع العالم كله، من خلال التقارير والمعلومات الزائفة التي تبثها. فلا أجد مصدراً على أرض الواقع تستند إليه هذه المنظمات في صياغة تقاريرها".
30 تحت الصفر
ولأن لكل نجاح صعوبات، فإن طريق الحداد لم يكن مفروشاً بالورود فالحياة والدراسة في روسيا ليست سهلة أبداً. وقالت الحداد إن أول تحد واجهها "كان اللغة الروسية فهذا الشعب يفتخر بلغته وتقاليده كثيراً، لذلك قررت دراسة اللغة الروسية في كلية اللغات بالجامعة قبل دراسة برنامج الماجستير لتدبر أمور الحياة، باعتبار اللغة الانجليزية غير سائدة باستثناء كونها لغة التدريس. كما أن البرد القارس كان عائقاً إذ يمتد لستة شهور في السنة، تنخفض فيها درجات الحرارة إلى الثلاثين تحت الصفر".
وعن المبادرة البحرينية لإنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، قالت الحداد "أحب أن أشكر جلالة الملك على هذه المبادرة الفريدة من نوعها لاهتمامه الدائم بترسيخ مبادئ حقوق الانسان على الصعيد الوطني والإقليمي. فلا شك أن فكرة إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان تستهدف دعم النظام الإقليمي العربي لحقوق الإنسان بما في ذلك الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي كانت البحرين من أوائل الدول العربية التي صدقت عليه، تعبيراً عن قناعة جلالة الملك المفدى بضرورة إرساء وترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والعدالة، وإيجاد الآليات التنفيذية لحماية وصون الحقوق والحريات الأساسية في إطار أحكام الميثاق العربي".
خلال السنوات التي مكثت فيها الحداد في روسيا شاركت بعدد من المؤتمرات والمحافل الدولية في هذا المجال، وعن مشاركاتها قالت "هدفي كان استعراض ما تبذله البحرين من جهود للنهوض بالسجل الحقوقي الخاص بها لصيانة كرامة الإنسان وتحقيق العدل بين المواطنين. وكان محور اهتمامي أن يكون اسم البحرين موجوداً في هذه المؤتمرات بالصورة التي تليق به".
ومن أبرز المؤتمرات التي شاركت بها مؤتمر بلاشينكا للقانون الدولي وحقوق الإنسان حيث سلطت الضوء على كيفية تنفيذ البحرين لالتزاماتها الدولية لحماية الحق ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة، وفق أطر القانون المحلي.
ووجهت الحداد رسالة عبر "الوطن" للشباب البحريني بالقول "رسالتي أن يسعى الشباب لمعرفة واجبه الفعلي تجاه وطنه، فنحن أجيال المستقبل ونحن أساس نهضة البلد ورفعته. أتمنى من كل طالب مبتعث للدراسة أن يكون خير سفير لوطنه وأن يتولى زمام المسؤولية والثوابت الوطنية بالتصدي لأي أخبار كاذبة ويفرض احترام وتقدير بلده في كل دول العالم. أشكر كل من ساندني ووقف لجانبي طيلة فترة الدراسة من أهل وأصدقاء وفي مقدمتهم سفير البحرين لدى روسيا الاتحادية أحمد الساعاتي".