* وقفة تأمل وتفكر نقفها أمام موقفين منفصلين هزت مشاعرنا أصداؤهما، أبطالهم من أبناء الكويت الحبيبة التي أنجبت شخصيات مبدعة بزغ نجمها في مجالات الحياة المختلفة، الفنية والرياضية والثقافية والخيرية والإنسانية.. هي الكويت الرائدة التي نحبها..
* الوقفة الأولى نقفها مع وفاة الفنان الكبير البارع عبدالحسين عبدالرضا الذي الذي رسم طيلة مسيرته الفنية الابتسامة والسعادة على وجوه الملايين.. الفنان عبدالحسين ليس كبقية الفنانين فقد استطاع أن يبهر المشاهد «بخفة دمه» وإطلالته البهية، وأتذكر يوم أن كنا صغاراً كنا نتشوق للجلوس أمام شاشة التلفاز للاستمتاع بمسلسله الشهير «درب الزلق».. كنا حينها نأنس للجلوس لمثل هذه المسلسلات لما تتضمنه من أهداف جمة أهمها مناقشة المشكلات الاجتماعية وإضفاء روح السعادة في زمان يحتاج فيه الإنسان إلى من يزرع فيه هذه المضامين.. رحل عبدالحسين عبدالرضا ولكن بصمته لم ترحل من قلوب الملايين، وستظل تلك الفصول الجميلة ضحكة من ضحكات «زمان الطيبين». رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
* أما الوقفة الثانية فنقفها أمام مشهد رحيل واستشهاد الشيخ وليد العلي إمام وخطيب المسجد الكبير في دولة الكويت الشقيقة، وزميله الداعية فهد الحسيني.. فقد طالتهما يد الغدر والإرهاب وهما يقومان بواجبهما الدعوي والإنساني في «بوركينا فاسو» في تأهيل الأئمة والدعاة ونشر الخير، وكان آخر عمل قاما به بعد خطبة الجمعة التي خطبها الشيخ وليد العلي في أحد مساجد بوركينا فاسو، إشهار إسلام أحد الأشخاص الذين يعتنقون النصرانية.. فما أجمله من مشهد عندما يختم الإنسان حياته بمثل هذه الصور الجميلة.. تذكرت هنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها». هما كذلك ستظل أعمالهما شاهدة لهما في الدنيا بسمتهما وسماحتهما وأخلاقهما وبعملهما الدعوي الذي تركوا أثره على أكثر من صعيد.. نسأل الله الكريم المنان أن يجزل لهما الخير، وأن يتقبلهما في الصالحين.
* في الوقفتين.. رسالة واضحة لكل عاقل ذي لب.. أن يعي جيداً أن الحياة قصيرة، وعلينا أن نملأها بجلائل الأعمال، وأن نكون صادقين مع أنفسنا حينما نقبل على المولى الكريم بنيات خالصة نبتغي فيها الأجور.. صادقين بأن نبصم بصمة خير في كل ميدان تطأ فيه أقدامنا، وفي كل مسير نسيره من أجل أن نزرع الخير في كل بستان.. البصمة الخالدة هي التي تبقى، وأثرك الذي تتركه هو الذي سيحكي قصة وجودك في الدنيا للأجيال المتعاقبة.. وهو الذي ستجزى به يوم أن تقف بين يدي الستار يحاسبك فيه على أعمالك، حينها ستكون نتيجة الاختبار الذي قدمته في دنيا زائلة.. فلا تستصغر أي عمل تقوم به، واسعَ جاهداً أن تكون لديك أهداف واضحة تحققها في واقع حياتك قبل أن يسدل الستار على قصتك التي مازلت تكتب فصولها.. فبدون مشروع.. وبدون أعمال جليلة.. وبدون سعادة ترسمها في نفوس الآخرين.. وبدون خير تشيد بنيانه في مساحات الحياة.. بدون ذلك فإنك ستسير بلا غاية مرجوة.. ولعلك بعدها تتحسر بحسرات لاذعات، في وقت لا ينفع فيه الندم ولا تنفع فيه الحسرات!!
* مازالت صور حياتنا تبحث عن رسم ملامح الحب الذي نبتغيها في زمن النسيان.. فهل صحيح أن سرعة حياتنا وكثرة اهتمامنا بسماع أخبار الآخرين وحركاتهم الحياتية، وابتعاد «الأحباب» عن أطياف قلبك والذين جمعتك بهم أجمل الذكريات.. هل صحيح أن كل ذلك قد أبعد عنا معاني الحب والارتشاف من معينها الصافي؟ ربما نحس بذلك في زمان «الجفوة والهجران»، الذي بتنا فيه لا نتذوق بمعاني اللقاء والصفوة مع من نحب.. نحس بذلك في ظل أجواء متوترة نعيشها كل يوم، نشاهد صورها، ونسمع أخبارها، ونقرأ سطورها في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بتنا نحفظ ماذا سيقال عن الموضوع الذي نتابعه.. فهل يا ترى باستطاعتنا أن نعود لرسم تلك الملامح البسيطة في صور حياتنا ونعلقها في زوايا «الحب» التي نعشقها!!
* هي شخصيات مهما كتبنا عنها سابقاً في زوايا خواطرنا، فستظل كما هي تعيش في أجواء ذاتها المتعالي، وكبريائها الذي يضع سيرة الآخرين وأصداء نجاحهم لقمة سائغة في أفواههم.. هم كذلك لا يستطيعون أن يخلعوا رداء «العظمة» ولا يستطيعون أن يتقبلوا أي طرف آخر يدخل عليهم في مسيرة عملهم.. بل يحرصون على إثارة الفتن والقلاقل والطعن في العلاقات وزرع التوتر الذي يقضي على أغلب العلاقات الجميلة، ويقضي على «المحبة» التي كانت تجمع القلوب.. هي شخصيات أصرت أن تكون في هذا السياق.. لذا فمن الأفضل أن تنتهي من حياتنا.. ونوقف خطواتها بلا تردد.. ونوصل لها رسالة مهمة.. بأن الأيام دول.. والحياة قصيرة.. وفي نهاية المطاف لن يصمد على الطريق إلا المخلص الذي نقى قلبه ولسانه ومشاعره من آفات الحياة، فهو لا يلتفت لأي مضمون، ولا يتصيد لأي عثرات، ولا يقلل من نجاح من يقابله.. لأن همه الأول إرضاء ربه الكريم، وإسعاد ذاته المخلصة، والابتعاد عن الخوص في أعراض الآخرين.. يقول أحدهم عن أحد الدعاة، إنه إذا سئل عن شخص ما، أجابه: ابتعد عنه.. «دون أن يتكلم عن مساوئه».. لحرصه أن يكون لسانه نقياً.. رحمنا الله بواسع رحمته...
* ومضة أمل:
ما أصعب لحظات الفقد.. عندما تفقد من تحبه واحتضنك بقلبه.. لذا أسعد كل من حولك، وعش معهم بسعادة.. ولا تقل فات الأوان.. بل قل: حان الوقت لكي نستفيد من أعمارنا.. وأصلح كل شؤون حياتك.. حتى إذا جاءت ساعة الرحيل.. دعا لك الجميع بصالح الأعمال، وإن افتقدوا حينها طلتك.. ولكن ظلت بصماتك بائنة في حياتهم، ونقوشاتك الجميلة راسخة في جدران قلوبهم.. اللهم اجعلنا منارة خير في حياة الناس، وأحسن خاتمتنا من الدنيا، واحفظ أحبابنا ومحبينا، وبارك لهم في صحتهم وأرزاقهم وأعمارهم.
* الوقفة الأولى نقفها مع وفاة الفنان الكبير البارع عبدالحسين عبدالرضا الذي الذي رسم طيلة مسيرته الفنية الابتسامة والسعادة على وجوه الملايين.. الفنان عبدالحسين ليس كبقية الفنانين فقد استطاع أن يبهر المشاهد «بخفة دمه» وإطلالته البهية، وأتذكر يوم أن كنا صغاراً كنا نتشوق للجلوس أمام شاشة التلفاز للاستمتاع بمسلسله الشهير «درب الزلق».. كنا حينها نأنس للجلوس لمثل هذه المسلسلات لما تتضمنه من أهداف جمة أهمها مناقشة المشكلات الاجتماعية وإضفاء روح السعادة في زمان يحتاج فيه الإنسان إلى من يزرع فيه هذه المضامين.. رحل عبدالحسين عبدالرضا ولكن بصمته لم ترحل من قلوب الملايين، وستظل تلك الفصول الجميلة ضحكة من ضحكات «زمان الطيبين». رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
* أما الوقفة الثانية فنقفها أمام مشهد رحيل واستشهاد الشيخ وليد العلي إمام وخطيب المسجد الكبير في دولة الكويت الشقيقة، وزميله الداعية فهد الحسيني.. فقد طالتهما يد الغدر والإرهاب وهما يقومان بواجبهما الدعوي والإنساني في «بوركينا فاسو» في تأهيل الأئمة والدعاة ونشر الخير، وكان آخر عمل قاما به بعد خطبة الجمعة التي خطبها الشيخ وليد العلي في أحد مساجد بوركينا فاسو، إشهار إسلام أحد الأشخاص الذين يعتنقون النصرانية.. فما أجمله من مشهد عندما يختم الإنسان حياته بمثل هذه الصور الجميلة.. تذكرت هنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها». هما كذلك ستظل أعمالهما شاهدة لهما في الدنيا بسمتهما وسماحتهما وأخلاقهما وبعملهما الدعوي الذي تركوا أثره على أكثر من صعيد.. نسأل الله الكريم المنان أن يجزل لهما الخير، وأن يتقبلهما في الصالحين.
* في الوقفتين.. رسالة واضحة لكل عاقل ذي لب.. أن يعي جيداً أن الحياة قصيرة، وعلينا أن نملأها بجلائل الأعمال، وأن نكون صادقين مع أنفسنا حينما نقبل على المولى الكريم بنيات خالصة نبتغي فيها الأجور.. صادقين بأن نبصم بصمة خير في كل ميدان تطأ فيه أقدامنا، وفي كل مسير نسيره من أجل أن نزرع الخير في كل بستان.. البصمة الخالدة هي التي تبقى، وأثرك الذي تتركه هو الذي سيحكي قصة وجودك في الدنيا للأجيال المتعاقبة.. وهو الذي ستجزى به يوم أن تقف بين يدي الستار يحاسبك فيه على أعمالك، حينها ستكون نتيجة الاختبار الذي قدمته في دنيا زائلة.. فلا تستصغر أي عمل تقوم به، واسعَ جاهداً أن تكون لديك أهداف واضحة تحققها في واقع حياتك قبل أن يسدل الستار على قصتك التي مازلت تكتب فصولها.. فبدون مشروع.. وبدون أعمال جليلة.. وبدون سعادة ترسمها في نفوس الآخرين.. وبدون خير تشيد بنيانه في مساحات الحياة.. بدون ذلك فإنك ستسير بلا غاية مرجوة.. ولعلك بعدها تتحسر بحسرات لاذعات، في وقت لا ينفع فيه الندم ولا تنفع فيه الحسرات!!
* مازالت صور حياتنا تبحث عن رسم ملامح الحب الذي نبتغيها في زمن النسيان.. فهل صحيح أن سرعة حياتنا وكثرة اهتمامنا بسماع أخبار الآخرين وحركاتهم الحياتية، وابتعاد «الأحباب» عن أطياف قلبك والذين جمعتك بهم أجمل الذكريات.. هل صحيح أن كل ذلك قد أبعد عنا معاني الحب والارتشاف من معينها الصافي؟ ربما نحس بذلك في زمان «الجفوة والهجران»، الذي بتنا فيه لا نتذوق بمعاني اللقاء والصفوة مع من نحب.. نحس بذلك في ظل أجواء متوترة نعيشها كل يوم، نشاهد صورها، ونسمع أخبارها، ونقرأ سطورها في وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بتنا نحفظ ماذا سيقال عن الموضوع الذي نتابعه.. فهل يا ترى باستطاعتنا أن نعود لرسم تلك الملامح البسيطة في صور حياتنا ونعلقها في زوايا «الحب» التي نعشقها!!
* هي شخصيات مهما كتبنا عنها سابقاً في زوايا خواطرنا، فستظل كما هي تعيش في أجواء ذاتها المتعالي، وكبريائها الذي يضع سيرة الآخرين وأصداء نجاحهم لقمة سائغة في أفواههم.. هم كذلك لا يستطيعون أن يخلعوا رداء «العظمة» ولا يستطيعون أن يتقبلوا أي طرف آخر يدخل عليهم في مسيرة عملهم.. بل يحرصون على إثارة الفتن والقلاقل والطعن في العلاقات وزرع التوتر الذي يقضي على أغلب العلاقات الجميلة، ويقضي على «المحبة» التي كانت تجمع القلوب.. هي شخصيات أصرت أن تكون في هذا السياق.. لذا فمن الأفضل أن تنتهي من حياتنا.. ونوقف خطواتها بلا تردد.. ونوصل لها رسالة مهمة.. بأن الأيام دول.. والحياة قصيرة.. وفي نهاية المطاف لن يصمد على الطريق إلا المخلص الذي نقى قلبه ولسانه ومشاعره من آفات الحياة، فهو لا يلتفت لأي مضمون، ولا يتصيد لأي عثرات، ولا يقلل من نجاح من يقابله.. لأن همه الأول إرضاء ربه الكريم، وإسعاد ذاته المخلصة، والابتعاد عن الخوص في أعراض الآخرين.. يقول أحدهم عن أحد الدعاة، إنه إذا سئل عن شخص ما، أجابه: ابتعد عنه.. «دون أن يتكلم عن مساوئه».. لحرصه أن يكون لسانه نقياً.. رحمنا الله بواسع رحمته...
* ومضة أمل:
ما أصعب لحظات الفقد.. عندما تفقد من تحبه واحتضنك بقلبه.. لذا أسعد كل من حولك، وعش معهم بسعادة.. ولا تقل فات الأوان.. بل قل: حان الوقت لكي نستفيد من أعمارنا.. وأصلح كل شؤون حياتك.. حتى إذا جاءت ساعة الرحيل.. دعا لك الجميع بصالح الأعمال، وإن افتقدوا حينها طلتك.. ولكن ظلت بصماتك بائنة في حياتهم، ونقوشاتك الجميلة راسخة في جدران قلوبهم.. اللهم اجعلنا منارة خير في حياة الناس، وأحسن خاتمتنا من الدنيا، واحفظ أحبابنا ومحبينا، وبارك لهم في صحتهم وأرزاقهم وأعمارهم.