لم يخف الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد ، شغفه بحكايا جدته في صغره والتي اعتاد سماعها كل ليلة بطابع درامي متكامل، فالطريقة التي تستخدمها هذه الجدة جعلته من دمجاً تماماً مع أجواء القصص حتى شكلت مخزوناً سردياً في عقلية الطفل الذي تحوّل إلى أحد أهم كتّاب السيناريو في منطقة الخليج، والذين استضافهم مهرجان "حكايا مسك2 " عام (2017).

القصة التي رواها السيناريست محمد حسن ضمن محاضرته السبت ضمن ورشة "فن كتابة السيناريو"، كانت جزءاً من تجربته التي قدمها خلال المهرجان، وتحدث فيها عن تفاصيل كتابة الأفلام "، قائلاً: ""كل حياتكم قصص، خذ حكايا حارتك الصغيرة وانطلق بها إلى العالم، اكتب.. واكتب حتى تجد قصتك الحقيقية واصنع أفلاماً تشبهك، لا تتعب نفسك في البحث عن الرسالة المقترنة بما تكتب، لا تروي حكاية مجردة وإنما اصنع التأثير في نفوس المتلقين".

وخلال المحاضرة التي قدمها على منصة محترف الكتابة، قال أحمد: "إن الشغف أهم من الموهبة، والحماس لا يكفي لوحده لإنتاج عمل سينمائي جميل"، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة أن يعمل الكاتب على تفكيك خياله وتكرار الكتابة حتى يصل إلى الصيغة الأنسب، مشدداً على أهمية التفكير الجماعي مع فريق العمل في صنع أعمال ناجحة ونافياً الفكرة السائدة بأن كتابة نص جيد تحتاج مكاناً جميلاً. لا بل قال ممازحاً: "لا أحد يذهب إلى البحر ليكتب".

وتابع الكاتب الإماراتي الذي قضى في هذا المجال 17 عاماً جعلته يتأكد أن الكثافة والتركيز والواقعية أساسيات لنجاح النص وأن الموهوب لن يجد بالضرورة من يصنعه ما لم يبدأ هو بتطوير نفسه: "الكل يملك فكرة، ولكن السيناريو ملك للبعض فقط فهو حرفة ترتبط بالإبداع والمهنية".

كما أضاف: "إذا كنت كاتباً حقيقياً فيمكن للكتابة أن تكون مصدر رزق لك".

وفي المقابل، انتقد محمد حسن أحمد الدراما الخليجية التي تميل إلى المباشرة تحت ذريعة علاج المشكلات الاجتماعية، معلقاً: "الفن صدق واستمتاع بالدرجة الأولى، وهذه المسلسلات ضعيفة فنياً وهي تعتمد فقط على فكرة توجيه النصح وهذا ليس دور السينما".

وأضاف: "ثمة مشكلات كثيرة ليس من اختصاص الكاتب أن يحلها وإنما باستطاعته أن يؤثر في صناعة الوعي المتعلق بها".