اعربت الولايات المتحدة الاربعاء عن استعدادها للمساعدة في تنظيم الانتخابات التشريعية في ليبيا على امل الانتقال الى حكومة اكثر استقرارا في ظل موجة العنف التي تشهدها البلاد، حسبما افاد مسؤولون اميركيون.واعلنت اللجنة الانتخابية الليبية الثلاثاء ان الانتخابات ستتم في 25 يونيو لانتخاب برلمان جديد يحل محل المؤتمر الوطني العام الذي يعتبر احد جذور الازمة الليبية، بحسب وكالة الانباء الليبية.وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "نحن مستعدون للمساهمة في الاعداد للانتخابات انطلاقا من هنا"، لكنها شددت على ان واشنطن لا تزال تنتظر ردا رسميا من طرابلس.واضافت بساكي ان الولايات المتحدة في تصرفها مجموعة من الادوات لكنها رفضت التاكيد ما اذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في الترتيبات الامنية.وقالت السفيرة الاميركية الى طرابلس ديبرا جونز خلال زيارة الى واشنطن ان ايجاد حل لوضع التفكك السياسي في البلاد سيتطلب عملا شاقا وانها تحاول التواصل مع "كل الجهات التي لها تاثير في المجتمع سواء كان سلبيا او ايجابيا".وتتهم الميليشيات بالوقوف وراء اعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011.واشتكت الحكومات المتتالية منذ ذلك التاريخ من ان السلطات التنفيذية والتشريعية للمؤتمر الوطني العام تجعلها عاجزة عن ضبط الميليشيات.وقالت جونز في مركز ستيمسون للابحاث ان الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين يركزون على الجهود من اجل اطلاق حوار سياسي.وتابعت جونز "احد الاسباب وراء فشل كل البرامج التي شاركنا فيها مع الاسرة الدولية في السنوات الثلاث الاخيرة منذ الثورة هي الخلافات داخل حكومة ضعيفة وغير موحدة في مواجهة مستمرة مع المؤتمر الوطني العام".وشددت جونز على ان الولايات المتحدة لم تكن على علم مسبق بتحركات اللواء المتقاعد المنشق خليفة حفتر الذي شن هجوما الجمعة على الاسلاميين في بنغازي مما حمل المؤتمر الوطني العام على اتهامه بتنفيذ انقلاب.وكسب حفتر تاييدا متزايدا لحملته ضد المتطرفين وقالت جونز "لن اتقدم شخصيا واندد"بجهوده للقضاء على مجموعات تدرجها الولايات المتحدة على لائحة المنظمات الارهابية، مع ان واشنطن لا تؤيد العنف المستخدم لتحقيق تلك الغاية.واللواء حفتر بات الان من القوى السياسية المتعددة التي لا بد ان تشارك في هذا الحوار.وتابعت جونز "لم يعلن انه يسعى الى الحكم او انه يريد تولي ادارة الدولة"، مضيفة ان اعلان موعد الانتخابات التشريعية كان احد اهدافه.وقالت "لقد اعلن انه يريد ان يتنحى المؤتمر الوطني العام لانه فشل حتى الان في اتخاذ اي اجراء للرد على استياء العديد من الليبيين لتجاوزه المهلة المحددة له وانه لا توجد الية لحمله على التنحي".كما اقرت جونز بانه وبعد الاعتداء على القنصلية الاميركية في بنغازي في 2012 مما ادى الى مقتل اربعة اميركيين بينهم سلفها كريس ستيفنز، فان الاجراءات الامنية المحيطة بها وبطاقمها الصغير "مشددة".واضافت "وضعنا شبيه بقلعة محصنة في العصور الوسطى. لن يحصل اعتداء جديد مثل بنغازي لكن امرا اخر سيحصل".ومضت تقول "انها بيئة مضطربة"، مشددة على انها تمكنت من التنقل خارج السفارة لكن الى غرب البلاد فقط.من جهته، تباحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظرائه المصري والتركي والفرنسي حول "الوضع الصعب في ليبيا" والمساعدات التي يمكن ان تقدمها الاسرة الدولية، بحسب بساكي.وصرحت بساكي امام الصحافيين ان "الانتخابات جزء من هذه العملية بالتاكيد".وتابعت "ارساء اسس متينة سيساعد لان انتخاب حكومة يمكنها مواصلة العمل على التحديات التي تواجهها هو فعلا جزء مهم لما نعتبره ضروريا في هذه المرحلة".