بعد قرون طويلة من الحروب الضروس بين الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية، وعلاقة قائمة على إرث من الصراع والتنافس على آسيا الوسطى ومنطقة المشرق العربي وتحديداً العراق والخليج العربي، وبدلاً من القتال، تركيا وإيران تتفقان الآن على التعاون الاقتصادي والسياسي وأخيراً العسكري في المناطق التي تتوافق فيها مصالحهما.
في نهاية الأسبوع الماضي وصل اللواء محمد حسين باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إلى أنقرة والتقى نظيره التركي خلوصي أكار، ووقعا اتفاقية لتوسيع التعاون العسكري بين تركيا وإيران، علماً أنها أول زيارة لمسؤول إيراني بهذا المستوى منذ ثورة الخميني عام 1979، أما مضمون الاتفاقية فلم يعلن عنه، فما الذي جمع طهران وأنقرة إلى حد التعاون العسكري، حتى يصرح باقري بأن الجانبين متطابقان في وجهة النظر حول التعامل العسكري، ونحن نعلم أنهما صاحبا مواقف مختلفة في سوريا إزاء بشار الأسد وكلاهما يتهم الآخر بدعم جماعات مسلحة.
بعض المحللين السياسيين يرون أن هذه الاتفاقية تتعلق بالاستفتاء الذي تنوي كردستان عمله في الشهر المقبل، وما قد يترتب عليه من قيام الدولة الكردية وهو ما يؤثر على تركيا وإيران اللتين تتشابه مواقفهما حيال الأكراد، لكن الواقع أن تطلعات الأكراد هذه لا تستوجب اتفاقية عسكرية بين تركيا وإيران لسبب بسيط وهو أن كلاً من تركيا وإيران تمتد أيديهما إلى عمق كردستان وليسوا بحاجة إلى عمل عسكري، كما أن الأكراد يدركون أنهم لن يتمكنوا من مواجهة الدولتين عسكرياً، وعملياً لا يمكنهم إقامة دولة كتب عليها الحصار من أول يوم تولد فيه، وهناك من يرجع هذا الاتفاق العسكري إلى العلاقة بين الطرفين في سوريا، وقد يكون هذا أحد أسباب الاتفاق بعدما استخلص أردوغان من تجربة سوريا بأن الأفضل التفاهم مع إيران، لكنه ليس سبباً رئيساً، خصوصاً وأن من بين القليل الذي ذكر عن الاتفاق أنه جاء لإرساء الأمن في المنطقة بشكل كامل، وأنه اتفاق يشمل التعاون العملياتي والاستخباري.
الواقع أن هذا الاتفاق ليس بعيداً عن تداعيات مسار الأزمة الخليجية، فكما نعلم أن أردوغان عاد من جولته الخليجية بخفي حنين ولم يحقق شيئاً، وقطر جلبت القاعدة التركية التي تضم الفرقة التكتيكية التركية، وتمركز 500-600 جندي تركي فيها، وكذلك بدأت بتطوير علاقاتها وتقربها من إيران، ولتركيا مصالح اقتصادية مع إيران وقطر لكن مع إيران أكبر حيث تتجاوز 15 مليار دولار، أما مع قطر فلا تتعدى 1.3 مليار دولار سنوياً، وليس من مصلحة تركيا المتواجدة عسكرياً في قطر أن تصطدم بإيران التي لها مصالح هي الأخرى تريد تحقيقها من خلال قطر، ولذلك جاءت هذه الاتفاقية.
إن أي توافق عسكري بين تركيا وإيران بخصوص ملفات العراق وسوريا وقطر سيخلق حالة اصطفاف إقليمية جديدة في المنطقة، وقد يترتب عليها مراجعة العلاقات التركية الخليجية.
في نهاية الأسبوع الماضي وصل اللواء محمد حسين باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إلى أنقرة والتقى نظيره التركي خلوصي أكار، ووقعا اتفاقية لتوسيع التعاون العسكري بين تركيا وإيران، علماً أنها أول زيارة لمسؤول إيراني بهذا المستوى منذ ثورة الخميني عام 1979، أما مضمون الاتفاقية فلم يعلن عنه، فما الذي جمع طهران وأنقرة إلى حد التعاون العسكري، حتى يصرح باقري بأن الجانبين متطابقان في وجهة النظر حول التعامل العسكري، ونحن نعلم أنهما صاحبا مواقف مختلفة في سوريا إزاء بشار الأسد وكلاهما يتهم الآخر بدعم جماعات مسلحة.
بعض المحللين السياسيين يرون أن هذه الاتفاقية تتعلق بالاستفتاء الذي تنوي كردستان عمله في الشهر المقبل، وما قد يترتب عليه من قيام الدولة الكردية وهو ما يؤثر على تركيا وإيران اللتين تتشابه مواقفهما حيال الأكراد، لكن الواقع أن تطلعات الأكراد هذه لا تستوجب اتفاقية عسكرية بين تركيا وإيران لسبب بسيط وهو أن كلاً من تركيا وإيران تمتد أيديهما إلى عمق كردستان وليسوا بحاجة إلى عمل عسكري، كما أن الأكراد يدركون أنهم لن يتمكنوا من مواجهة الدولتين عسكرياً، وعملياً لا يمكنهم إقامة دولة كتب عليها الحصار من أول يوم تولد فيه، وهناك من يرجع هذا الاتفاق العسكري إلى العلاقة بين الطرفين في سوريا، وقد يكون هذا أحد أسباب الاتفاق بعدما استخلص أردوغان من تجربة سوريا بأن الأفضل التفاهم مع إيران، لكنه ليس سبباً رئيساً، خصوصاً وأن من بين القليل الذي ذكر عن الاتفاق أنه جاء لإرساء الأمن في المنطقة بشكل كامل، وأنه اتفاق يشمل التعاون العملياتي والاستخباري.
الواقع أن هذا الاتفاق ليس بعيداً عن تداعيات مسار الأزمة الخليجية، فكما نعلم أن أردوغان عاد من جولته الخليجية بخفي حنين ولم يحقق شيئاً، وقطر جلبت القاعدة التركية التي تضم الفرقة التكتيكية التركية، وتمركز 500-600 جندي تركي فيها، وكذلك بدأت بتطوير علاقاتها وتقربها من إيران، ولتركيا مصالح اقتصادية مع إيران وقطر لكن مع إيران أكبر حيث تتجاوز 15 مليار دولار، أما مع قطر فلا تتعدى 1.3 مليار دولار سنوياً، وليس من مصلحة تركيا المتواجدة عسكرياً في قطر أن تصطدم بإيران التي لها مصالح هي الأخرى تريد تحقيقها من خلال قطر، ولذلك جاءت هذه الاتفاقية.
إن أي توافق عسكري بين تركيا وإيران بخصوص ملفات العراق وسوريا وقطر سيخلق حالة اصطفاف إقليمية جديدة في المنطقة، وقد يترتب عليها مراجعة العلاقات التركية الخليجية.