المقابلة المميزة التي أجرتها الزميلة فاطمة عبدالله خليل مع صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ونشرتها «الوطن» الأحد الماضي في صفحتين توفرت على الكثير من المعلومات المهمة، سواء عن الأزمة القطرية أو السياسة الأمريكية أو أحوال إيران، والأكيد أن كل ما تفضل به سمو الأمير تركي كان مهماً ولافتاً إلا أن العبارات التي تحدث فيها عن الشعب الإيراني تستحق الوقوف عندها كثيراً لأنها تختصر معاناة هذا الشعب، حيث قال «إن الشعب الإيراني يستحق أن يكون له جهة ما تحرص على تخليصه من هذا الحكم المستبد الذي يقهر ولا يطور الشعب» وإن «المعارضة الإيرانية تشكل رأس حربة لمساعدة الشعب الإيراني ضد الحكم الطاغي والمستبد في إيران.. والذي أول ضحاياه هم الشعب الإيراني» معتبراً أن «الثورة الإيرانية أكلت من أهل إيران أكثر من أي تدخل أجنبي أو ما وقع في حرب العراق ضد إيران في عهد الرئيس السابق صدام حسين».
ورغم حرص الأمير تركي الفيصل خلال المقابلة على الفصل بين مواقفه الشخصية ومواقف بلاده الرسمية والتأكيد على أن كل ما يستطيع تقديمه للشعب الإيراني هو دعم المعارضة معنوياً إلا أنه تمكن من توظيف خبراته الدبلوماسية في توصيل رسالة مهمة إلى العالم مفادها أن إنقاذ الشعب الإيراني مسؤولية الجميع وأن الواجب يستدعي الإسراع في فعل شيء يخفف عنه ويخلصه من حكم النظام الحالي.
المتابع لأحوال إيران وأحوال المعارضة الإيرانية في الخارج والداخل يسهل عليه التوصل إلى أن هذه المعارضة، رغم نشاطها وقوتها وخبرتها وعزمها وتمكنها من إيجاد قاعدة ثورية لها إلا أنه يصعب عليها إحداث التغيير المطلوب بجهدها الذاتي، فنظام الملالي مطبق على الأنفاس ولا يتردد عن استخدام كل الوسائل بما فيها الوسائل غير الشرعية وغير الإنسانية لقمع أي محاولة يصنفها في باب التمرد، فهو يعتبر أي محاولة من هذا القبيل سعياً للإساءة إلى الدين الإسلامي الذي نصب نفسه حامياً له ومنقذاً.
النظرة الواقعية تلزم القول إن النظام الإيراني قوي وقادر على الدفاع عن نفسه وحماية «ثورته» ومبادئها، ولولا هذا لما تمكن من السيطرة على الحكم في إيران طوال العقود الأربعة الأخيرة والتي دخل خلالها أيضاً عدداً من الحروب وتمكن من التغلب على المقاطعة ووصل إلى مرحلة تصنيع الأسلحة ودخل في مشروعات الطاقة النووية والسلاح النووي.
من الخطأ الاستهانة بقوة النظام الإيراني، ولكن من الخطأ أيضاً ترك المعارضة الإيرانية تواجه هذا النظام بمفردها وانتظار أن تحقق الانتصارات المرجوة. دخول المعارضة الإيرانية وحدها في مواجهة مع النظام الإيراني نتيجته لا يمكن أن تكون لصالح المعارضة أبداً، لكن دعم هذه المعارضة «معنوياً» ومادياً وبكل الوسائل يمكن أن يعينها على تحقيق ما ترجوه وما هو مرجو منها، ولا بأس لو تمت المجاهرة بهذا الأمر خصوصاً وأن النظام الإيراني يجاهر بدعمه لكل من يأمل أن يتسبب في إحداث الفوضى المطلوبة في بلاده ويمكن أن يسهم بفعله في تحقيق النظام أهدافه التي لم تعد خافية.
عدم دعم المعارضة الإيرانية يعني استمرار ضعفها واستمرار حالة عدم تمكنها من تحقيق أي من أهدافها، بينما دعمها في هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة الكثير من المتغيرات يمكن أن ينتج مفيداً أقله وقف تدخل النظام الإيراني في الشؤون الداخلية لجيرانه واضطراره التفاهم مع المعارضة وتقديم ما ينبغي تقديمه من تنازلات قد تؤدي إلى تقليل سنوات الانتظار للدخول في نظام جديد يعرف كيف يتفاعل مع الحياة ويدرك أن زمن الديكتاتورية والحكم بالحديد والنار ولى ولم يعد من الممكن استيعابه.
ورغم حرص الأمير تركي الفيصل خلال المقابلة على الفصل بين مواقفه الشخصية ومواقف بلاده الرسمية والتأكيد على أن كل ما يستطيع تقديمه للشعب الإيراني هو دعم المعارضة معنوياً إلا أنه تمكن من توظيف خبراته الدبلوماسية في توصيل رسالة مهمة إلى العالم مفادها أن إنقاذ الشعب الإيراني مسؤولية الجميع وأن الواجب يستدعي الإسراع في فعل شيء يخفف عنه ويخلصه من حكم النظام الحالي.
المتابع لأحوال إيران وأحوال المعارضة الإيرانية في الخارج والداخل يسهل عليه التوصل إلى أن هذه المعارضة، رغم نشاطها وقوتها وخبرتها وعزمها وتمكنها من إيجاد قاعدة ثورية لها إلا أنه يصعب عليها إحداث التغيير المطلوب بجهدها الذاتي، فنظام الملالي مطبق على الأنفاس ولا يتردد عن استخدام كل الوسائل بما فيها الوسائل غير الشرعية وغير الإنسانية لقمع أي محاولة يصنفها في باب التمرد، فهو يعتبر أي محاولة من هذا القبيل سعياً للإساءة إلى الدين الإسلامي الذي نصب نفسه حامياً له ومنقذاً.
النظرة الواقعية تلزم القول إن النظام الإيراني قوي وقادر على الدفاع عن نفسه وحماية «ثورته» ومبادئها، ولولا هذا لما تمكن من السيطرة على الحكم في إيران طوال العقود الأربعة الأخيرة والتي دخل خلالها أيضاً عدداً من الحروب وتمكن من التغلب على المقاطعة ووصل إلى مرحلة تصنيع الأسلحة ودخل في مشروعات الطاقة النووية والسلاح النووي.
من الخطأ الاستهانة بقوة النظام الإيراني، ولكن من الخطأ أيضاً ترك المعارضة الإيرانية تواجه هذا النظام بمفردها وانتظار أن تحقق الانتصارات المرجوة. دخول المعارضة الإيرانية وحدها في مواجهة مع النظام الإيراني نتيجته لا يمكن أن تكون لصالح المعارضة أبداً، لكن دعم هذه المعارضة «معنوياً» ومادياً وبكل الوسائل يمكن أن يعينها على تحقيق ما ترجوه وما هو مرجو منها، ولا بأس لو تمت المجاهرة بهذا الأمر خصوصاً وأن النظام الإيراني يجاهر بدعمه لكل من يأمل أن يتسبب في إحداث الفوضى المطلوبة في بلاده ويمكن أن يسهم بفعله في تحقيق النظام أهدافه التي لم تعد خافية.
عدم دعم المعارضة الإيرانية يعني استمرار ضعفها واستمرار حالة عدم تمكنها من تحقيق أي من أهدافها، بينما دعمها في هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة الكثير من المتغيرات يمكن أن ينتج مفيداً أقله وقف تدخل النظام الإيراني في الشؤون الداخلية لجيرانه واضطراره التفاهم مع المعارضة وتقديم ما ينبغي تقديمه من تنازلات قد تؤدي إلى تقليل سنوات الانتظار للدخول في نظام جديد يعرف كيف يتفاعل مع الحياة ويدرك أن زمن الديكتاتورية والحكم بالحديد والنار ولى ولم يعد من الممكن استيعابه.