مكة – (سكاي نيوز عربية): لا ينشغل محمد الجهني كثيرا بالكاميرات المسلطة عليه والتي تسعى بفضول لتتبع أنامله التي تحيك الخيوط الذهبية على أفخم رداء على وجه الأرض. فالشاب السعودي الذي يبلغ من العمر 37 عاما، يكتفي بالابتسامة مكملا مهمته مع زملائه بهدوء في تطريز حزام فخم منقوش عليه آيات قرآنية في مرحلة هي الأكثر براعة في صنع كسوة الكعبة المشرفة. وحياكة ثوب فخم لقبلة المسلمين ليس بالأمر الهين، بل يستغرق قرابة 10 أشهر على مراحل عدة، يتم فيها استخدام أفخم الخامات وتزيينها بخيوط الذهب والفضة. ويقول الجهني لسكاي نيوز عربية إنه يعمل في هذه المهنة منذ 17 عاما، موضحا "أعمل في تطريز كسوة الكعبة منذ أن كنت في العشرين من عمري".

ويروي الجهني أنه في بداية الأمر لم يكن يتوقع أن يستمر في هذا العمل المتكرر كل هذه السنوات " لكنني أحببت هذا العمل كثيرا.. إنه يشعرني بالسعادة".

وتمر كسوة الكعبة بعدد من المراحل، تبدأ بصباغة الحرير الطبيعي الخالص ثم نسجه آليا مع طباعة آيات قرآنية عليه من ذات لون النسيج، وذلك قبل مرحلة النسيج اليدوي التي تتم فيها إنتاج الثوب الداخلي.

ويقول الجهني إن "اثنين من أمهر الخطاطين يقومان وحدهما بكتابة الآيات القرآنية وهو ما يستغرق 60 يوما قبل أن تأتي مهمته وزملائه في قسم التطريز بوضع أسلاك دقيقة من الذهب والفضة على الكتابة المخطوطة بالنسيج، لتظهر حلة الكسوة الجميلة". وبعد التطريز يتم تجميع أجزاء الكسوة وتخييطها آليا بعد إجراء اختبارات الجودة على كل جزء منها.

وبينما تستغرق عملية صنع الكسوة 8 أشهر بالإضافة إلى شهرين في التجميع النهائي، فإن العاملين يقيمون احتفالا سنويا بعد الانتهاء من إتمام مهمتهم.

ويقول الجهني "نجتمع كلنا بعد الانتهاء للاحتفال ونحمد الله على نعمته بأن أتممنا مهمتنا". وبعد إنجاز المهمة، "نبدأ فورا في صنع الكسوة الجديدة للعام المقبل".