طالما أنك تعيش قناعاتك التي لا تضر بها الآخرين، ولا تجعلك عالة أو علّة ماضية أو حاضرة على أحد، فأقدم ولا تخف وبادر ولا تتردد. هذا دائماً ما أردده لنفسي وللآخرين خاصة الشباب الذين أرى في أعينهم نظرة خجل يحاولون أن يواروا بها أنفسهم عني...
دخلت أحد المحلات التجارية، وإذ بي ألتقي بفتاة تعمل بالمحل، فبعد التحية والسلام تكلمت معها باللغة الإنجليزية ظناً مني أنها من إحدى الدول الآسيوية، ولكن مع الوقت عرفت أنها فتاة بحرينية وهي علمت أنني لست بسيدة أجنبية، فسرعان ما اختفت... وكلّفت مهمة مساعدتي لموظف آخر علّه يتمكن من مساعدتي، وبدل أن ألتفت إلى ما أريد فقد انتابتني حيرة في أمر تلك الفتاة التي «تكركب» حالها وتبدلت ابتسامتها إلى شجن ولم تعد إلى مكان عملها إلا بعد أن تأكدت أنني غادرت المكان.
ولكن لا أعرف ما هو السبب الذي أرجعني مرة ثانية إلى نفس المحل بعد أن غادرته، والتقيت بتلك الفتاة، ومن دون مقدّمات مسبقة سألتها: أين اختفيت منذ قليل يا عزيزتي، عسى ما شر أصابك فجأة؟ نظرت اليّ نظرة بنت «مستحيّة»، واكتفت بصمت حزين خيّم على وجنتيها. كررت سؤالي: حبوبه هل أنت بخير؟ هل يمكنني مساعدتك؟ قالت وبصوت حزين: لقد اختفيت عندما علمت أنك سيدة عربية، فأنا أسمع كلاماً مهيناً من بعض الناس الذين يعتبرون عملي في محل الملابس عملاً غير لائق، وأنه لابد أن أبحث عن عملٍ غيره، وتطاردني نظراتهم بما فيها من ذل واحتقار اضافة إلى المعاملة غير الحسنة التي ألقاها منهم. تكلمت والدموع تنساب من عينيها: على فكرة أنا طالبة جامعية ولكني أعمل كي أغطِّي مصاريفي الشخصية والدراسية. كلامها هذا أصابني بإحباط من طريقة تفكير بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم فوق الناس، وأن العمل المحترم فيه إهانة شخصية أو مجتمعية.
لا تحزني يا عزيزتي فأنت بنت عصامية، وأنا وكثيرون غيري يفرحون عندما يجدون فتاة شابة تعمل في المحلات التجارية أو غيرها وفي نفس الوقت تتعلم كي تكمل دراساتها الجامعية، فهؤلاء الشباب والشابات يثبتون لأنفسهم وللجميع أن البلد لا تقوى إلا بعصامية شبابها وفطانة بناتها. طالما أنه عمل شريف ولا يسيء إلى السمعة فلا تحزني ولا «تفتكري» لأبواق همها كسر العزيمة ونشر الأفكار السلبية.
تركت الفتاة وأنا آسفة، غاضبة وحزينة على تمسك البعض بهذا النوع من الأفكار السطحية التي من شأنها أن تُثبط العزيمة وتنشئ لنا جيلاً هامشياً لا يفقه معنى المدنية إلا من زاوية الهواتف الذكية. وأترك لكم أحبتي القراءة والتحليل في تلك الأفكار السلبية، فهل يوجد في عصرنا الحالي من يدعمها ويروج لها؟!
دخلت أحد المحلات التجارية، وإذ بي ألتقي بفتاة تعمل بالمحل، فبعد التحية والسلام تكلمت معها باللغة الإنجليزية ظناً مني أنها من إحدى الدول الآسيوية، ولكن مع الوقت عرفت أنها فتاة بحرينية وهي علمت أنني لست بسيدة أجنبية، فسرعان ما اختفت... وكلّفت مهمة مساعدتي لموظف آخر علّه يتمكن من مساعدتي، وبدل أن ألتفت إلى ما أريد فقد انتابتني حيرة في أمر تلك الفتاة التي «تكركب» حالها وتبدلت ابتسامتها إلى شجن ولم تعد إلى مكان عملها إلا بعد أن تأكدت أنني غادرت المكان.
ولكن لا أعرف ما هو السبب الذي أرجعني مرة ثانية إلى نفس المحل بعد أن غادرته، والتقيت بتلك الفتاة، ومن دون مقدّمات مسبقة سألتها: أين اختفيت منذ قليل يا عزيزتي، عسى ما شر أصابك فجأة؟ نظرت اليّ نظرة بنت «مستحيّة»، واكتفت بصمت حزين خيّم على وجنتيها. كررت سؤالي: حبوبه هل أنت بخير؟ هل يمكنني مساعدتك؟ قالت وبصوت حزين: لقد اختفيت عندما علمت أنك سيدة عربية، فأنا أسمع كلاماً مهيناً من بعض الناس الذين يعتبرون عملي في محل الملابس عملاً غير لائق، وأنه لابد أن أبحث عن عملٍ غيره، وتطاردني نظراتهم بما فيها من ذل واحتقار اضافة إلى المعاملة غير الحسنة التي ألقاها منهم. تكلمت والدموع تنساب من عينيها: على فكرة أنا طالبة جامعية ولكني أعمل كي أغطِّي مصاريفي الشخصية والدراسية. كلامها هذا أصابني بإحباط من طريقة تفكير بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم فوق الناس، وأن العمل المحترم فيه إهانة شخصية أو مجتمعية.
لا تحزني يا عزيزتي فأنت بنت عصامية، وأنا وكثيرون غيري يفرحون عندما يجدون فتاة شابة تعمل في المحلات التجارية أو غيرها وفي نفس الوقت تتعلم كي تكمل دراساتها الجامعية، فهؤلاء الشباب والشابات يثبتون لأنفسهم وللجميع أن البلد لا تقوى إلا بعصامية شبابها وفطانة بناتها. طالما أنه عمل شريف ولا يسيء إلى السمعة فلا تحزني ولا «تفتكري» لأبواق همها كسر العزيمة ونشر الأفكار السلبية.
تركت الفتاة وأنا آسفة، غاضبة وحزينة على تمسك البعض بهذا النوع من الأفكار السطحية التي من شأنها أن تُثبط العزيمة وتنشئ لنا جيلاً هامشياً لا يفقه معنى المدنية إلا من زاوية الهواتف الذكية. وأترك لكم أحبتي القراءة والتحليل في تلك الأفكار السلبية، فهل يوجد في عصرنا الحالي من يدعمها ويروج لها؟!