لولوة المحميد

انتشرت في الآونة الأخيرة لعبة سبنر للتخفيف من التوتر والقلق بحيث أصبحت متداولة في المدارس بين الطلاب وفي العمل وحتى عند قيادة السيارة، حيث تتنوع أحجامها وتصاميمها والمادة المصنوعة منها، كما تختلف أسعارها بحسب المميزات التي تحتوي عليها فبعضها يحتوي على مصابيح تشتعل عند الدوران والبعض الآخر يختلف بطريقة التصميم.

وفي هذا الخصوص، أشارت أخصائية العلاج النفسي والسلوكي في مركز مطمئنة د.مي مدحت إلى أن "لعبة سبنر تبعد التوتر وذلك لأنها تشغل اليد فعندما يتوتر الإنسان ترتعش يداه وبذلك تتخلص اللعبة من القلق والتوتر عن طريق انشغال اليد بعملية تحريك لعبة سبنر، إلا إن لعبة سبنر غير مناسبة للأطفال ذوي 4 سنوات لما تسببه من أضرار فقد تصيبهم بالحول، أو صداع في الدماغ في حال التركيز الشديد أثناء وقت اللعب بها، بالإضافة إلى ضعف بالنظر".

وأضافت د.مي إلى أن "لعبة سبنر انتشرت بشكل كبير بين الطلاب في المدارس وأن كثرة الانشغال بها لوقت طويل يصيبهم بالهوس، وبالتالي قد يترتب على ذلك إهمال الطلاب لواجباتهم"، مؤكدة "صحيح أن هذا الانشغال باللعب بها يؤدي إلى الابتعاد عن التفكير بالضغوطات النفسية إلا أن اللعب بها لساعات طويلة يؤدي إلى الإغماء، وهذا ما حصل لطالبة في المرحلة الابتدائية للعبها لساعات طويلة مما أصابها بدوار ومن ثم الإغماء".

وتباينت آراء أولياء أمور الطلبة حول انتشار لعبة سبنر، حيث رأى البعض أن تأثير اللعبة على الأطفال بشكل سلبي لكنها أقل حدة من تأثير ألعاب الفيديو، فيما يطالب البعض الآخر إدارات المدارس بمصادرتها وحظر استخدامها.

فيما يشير مختصون إلى أن لعبة سبنر مفيدة وغير ضارة بل هي مسلية وقد تشغل الطفل بطريقه ذكية في استخدامها وابتكار طرق للتعامل معها.

وجاء هوس الناس بلعبة سبنر وأصبحت جميع محلات البيع التجارية توفرها لكثرة الطلب عليها، بل إنها أصبحت مصدر رزق لباعة قاموا بتخصيص بيعها من ضمن بضاعتهم وما يحملونه من ألعاب للأطفال في الشوارع والبقالات والسوبرماركت، فالهدف من صناعة اللعبة هو إلهاء الطفل بالتركيز عليها وعلى حركاتها، كما تحولت إلى مصدر لراحة الكبار حيث توفر اللعبة شعوراً غريباً للراحة النفسية.

وقد تم تصنيع هذه اللعبة عن طريق "كاثرين هيتنغر" وهي مخترعة لعبة سبنر وكان سبب اختراعها لهذه اللعبة هو ضيق أحوالها المادية في العام 2008، وذلك عند خسارتها فرصة كسب ثروات هائلة، فلم تكن المخترعة كاثرين وقتها تمتلك سوى 400 دولار لكي تدفع بها التجديد السنوي لبراءة اختراع هذه اللعبة سبنر، فتخلّت عنها وقتها بسبب ضيق الحالة المادية. وتبدأ حكاية كاثرين مع اللعبة في صيف عام 1999، حيث كان العام المأساة بالنسبة لها وكانت تروي قصتها وتقول إنها كانت تعاني من وهنٍ عضليٍ حاد وخلل في المناعة الذاتية، في حين كانت تهتم بابنتها الصغيرة سارة.