الشعوب التي تفخر بالمرأة وبدورها في تنمية ونهضة بلادها هي شعوب واعية بأن لكل فرد على الأرض بتفاوت وتباين ثقافته له دور هام وجلي في هذه الحياة من أجل رفعة وطنه. والمجتمعات التي ترسي الحقوق للجميع هي مجتمعات راقية بمفهوم الرقي، الذي يسمو ويعلو من أجل الإنسانية وإرساء الحقوق والعدالة حتى يتحقق الانتماء إلى المجتمع والوطن بعيداً عن التهميش أو تقزيم دور من الأدوار المجتمعية، المرأة والرجل معاً شركاء في الخير والعطاء.

ومثلما يفخر المجتمع البحريني بدور المرأة البحرينية في المجتمع وبتخصيص يوم لها لتسليط الضوء على مساهمات المرأة في كل مجال من مجالات العمل، نفخر كنساء ومجتمع بحريني أيضاً بالمرأة الإماراتية في يوم المرأة الإماراتية، وفخرنا بالمرأة الإماراتية ليس كون دولة الإمارات العربية المتحدة دولة شقيقة لمملكة البحرين فحسب، وإنما لما تعطي المرأة الإماراتية مثالاً واضحاً في حب الوطن والالتفاف حول قيادته في كل حين، تسابق الرجل الإماراتي في كل مجال وتضع بصمتها الوطنية باعتزاز وفخر لصناعة تاريخ الإمارات العظيم.

المرأة الإماراتية تحظى بمكانة عالية عند قيادتها ومجتمعها وأسرتها، نجدها في كل ميدان تعلو بثقة وإصرار حتى تكون فخراً لكل من وثقوا بأنها ديمومة الحياة على أرض الخير وأنها بنت زايد رحمه الله، قوية ثابته تبارز المحن وتنتصر في كل موقف لا تهدأ ولا تستكين حتى تتصدر بلادها المحافل الدولية، إيماناً منها بأن المواطنة ليست شعاراً وإنما أفعال تترجمها الأيام.

أمهات الشهداء، شهداء الواجب، وشهداء الوطن البواسل، مثال للعطاء، للتضحية، للصبر، للولاء، للحب، للإيثار، لكل شيء جميل وإيجابي ووطني برغم لوعة ومرارة الفقد، وأمهات الشهداء يعطين دروساً في حب الوطن والدفاع عن العقيدة السمحاء، والمرأة الإماراتية تحتسب الأجر في كل شهيد إماراتي سالت دماؤه المباركة في معركة الحق عند الحد الجنوبي، كل يوم تودع أمهاتنا أبناءها البواسل راجيات من الله عز وجل أن يمن على أبنائهن بإحدى الحسنيين، النصر على الأعداء أو الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الحق.

المرأة الإمارتية شريك في الخير والعطاء شعار هذا العام، وهي خير شريك في بناء الدولة الإماراتية الحديثة تنهج في عطائها ما ورثته من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – زايد الخير – في العطاء وحب الخير للجميع، الذي غرس في شعبه قيم ومبادئ لا تبدلها الأيام مع إصراره رحمه الله على التمسك بالعادات والتقاليد التي تفخر دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها بهذا الإرث الذي يعبر عن هوية باقية لن تنطوي بإذن الله.

وأم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مثال حي وجميل وشريك في الخير والعطاء ليس على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب بل يتعدى الأمر حدود الدول العربية، وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية نزف أجمل التهاني والتبريكات إلى سموها الكريم حفظها الله وإلى كل امرأة إماراتية تقف في كل الميادين من أجل بناء ونهضة بلادها الغالية، وإلى كل رجل إماراتي يساند مسيرة المرأة في الخير والعطاء، وكل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها وشعبها في عز وفخر وسلام.