* لحظات لا تتكرر في حياتنا لأنها مرتبطة بمكان جميل وأوقات أجمل لها الإيقاع الرائع في أوقاتنا.. ومهما تمنى المرء ألا تنقضي سريعاً، أو تستمر حتى مراحل متقدمة من عمره، فهو لا يستطيع أن يحقق أمنيته كما يحلو له.. لأنها تبقى «ذكريات» محفورة في الأذهان.. ومع انقضاء الأعمار سريعاً.. لا بد لنا أن نستفيد من كل لحظة في الخير، حتى تبقى في أذهان من نحب، صدقة جارية ترفع الكفوف من أجلها شوقاً للحظات جميلة تأثرت بها النفوس..
* أتنسم العطر الفواح من أرجاء مشاعر الحج المباركة، فإذا بي أزداد شوقاً لأرتمي في أحضان هذه المساحات الإيمانية المباركة، التي تشعل النفس همة ونشاطاً وحيوية في ميادين الخير.. هي ميادين رائعة تتعلق بها قلوب المحبين وأشواق التائبين، وتتأثر قلوبنا لما نراه من حنين وشوق لحجاج تطأ أقدامهم لأول مرة على أرض مكة المباركة، فإذا بهم ينشدون فرحاً وسعادة أن أكرمهم المولى الكريم بهذه الحجة الوحيدة في حياتهم والتي ينتظرونها منذ سنوات.. وإذا بدموعهم تقطر فرحاً وسعادة أن أكرمهم المولى الكريم برؤية الكعبة الشريفة، والصلاة في المسجد الحرام.. وإذا بهم مجموعات متناسقة متناغمة يدعون بقلوب واحدة ولسان واحد: «لبيك اللهم لبيك..».. هم كذلك لأنهم أيقنوا أن الحياة السريعة قد لا تمهلهم كثيراً لأداء حجهم.. ولكنهم قد استيقظوا على أنغام الإيمان الذي أكرمهم المولى به ليكونوا في ضيافته في أطهر البقاع وفي أشرف أوقات الزمان على الإطلاق.. ولمن لم ينوِ بعد الحج.. سارع قبل أن تغادر..
* قال صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعطَ بعد اليقين خيراً من العافية». وقال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ». وقال عليه الصلاة والسلام: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا». وكان عليه الصلاة والسلام يسأل ربه العفو والعافية إذا أصبح وإذا أمسى: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي».
ويروى أن «الرشيد» قال لابن السماك: عظني -وقد أتي بماء ليشربه- فقال: «يا أمير المؤمنين، لو حبست عنك هذه الشربة أكنت تفديها بملكك؟» قال: نعم. قال: «فلو حبس عنك خروجها، أكنت تفديها بملكك؟» قال: نعم. قال: «فما خير في ملك لا يساوي شربة ولا بولة؟!». فلا تحزن من أي خطب يعتريك، ولا لشدة تنزل بك، ولا لضيق رزق يجوب في طرقاتك أحياناً، ولا تتأفف من واقع تعيشه مرغم أنت أن تعيشه بما قدره الله لك.. اسأل نفسك: هل أنا بصحة وعافية ومن أحبهم ومن يعز عليّ؟ هل أقوى على الوقوف بين يدي الله راكعاً ساجداً متبتلاً؟ هل أستطيع السجود والتذلل لله تعالى في وقت حرم فيه البعض من أن يسجد سجدة لله؟ اسأل نفسك وخاطب تلك الأنفس المتضايقة التي باتت تعيش في حزنها الدفين.. وإن قدر وابتليت.. فهو أيضاً صحة وعافية لك.. فاصبر.. فلك الأجر والمثوبة..
* مع كل وقفة واستراحة وإجازة تقضيها هنا أو هناك، هي بمثابة «التجديد الحياتي لك» والمراجعة المستمرة لأحوال حياتك ومعاملاتك مع الجميع.. استثمر هذه الإجازة والراحة في إعادة حساباتك وتجديد حياتك، فلا تستمر على تلك الأساليب البالية التي اعتقدت أنها مفيدة في التعامل مع غيرك، وبخاصة أولئك الذين ضيعوا أوقاتك بلا فائدة تذكر.. بل انتقل إلى أساليب أكثر فائدة في أسلوب عملك حتى لا تضيع أوقاتك فرجعت حينها إلى النقطة الأولى.. المهم أنك مع كل استراحة تقوى على تغيير الأساليب والقناعات، لتريح نفسك من عناء تلك التخبطات والكلام «الفاضي» الذي لا يجدي ولا ينفع.. لعلك بعد «الاستراحة الحياتية» بقادر أن تقوم نفسك، وبخاصة علاقتك مع الرحمن الرحيم، وأول ما تقوم به أن ترسخ لجذور إيمانية لا تتزعزع مع ملمات الحياة، وبخاصة مع تقدم الأعمال وكثرة الفتن والملهيات والإزعاجات.. وثانيها أن تسعى إلى توطيد أركان «أسرتك» التي أنشأتها من أجل أن تعمر فيها السعادة والطمأنينة والسكينة، وتربي الأبناء على طاعة الرحمن والأخلاق القويمة، وتعزز في نفوسهم آمال وطموحات المستقبل حتى يحققوا طموحاتهم وتبزغ نجوميتهم في سماء العطاء والإنجاز.. وثالثها أن تكون شمساً مشرقة في الخيرات في حياة كل من تحب وفي حياة الناس أجمعين، وأن تعرف كيف تتعامل مع كل نفس لوحدها كما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتعامل مع صحابته الكرام.. وأن تعطي كل ذي حق حقه..
* احرص على أن تكون بينك وبين الله خبيئة لا يعلمها البشر، حتى تناجيه بها في دعواتك، وأن تكون مبادراً وسباقاً في الخيرات.. كما فعل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي كان حريصاً على خدمة تلك الأرملة العجوز العمياء في الليل، فكان يسابقه في هذا الفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما اختبأ ليرى من الذي يقوم على خدمتها فوجده «أبو بكر».. كما سبقه في أفعال كثيرة، حتى قال عنه: «إن يفعل فإنه سباق بالخيرات، ما استبقنا خيراً قط إلا سبقنا إليه أبو بكر».
* ومضة أمل:
اللهم لك الحمد ولك الشكر على سلامة حجاج بيتك الحرام، وعلى انقضاء موسم الحج بيسر وسهولة وطمأنينة بفضلك ومنتك، وبفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين.. اللهم تقبل من حجاج بيتك حجهم، واجعل حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً وسعيهم مشكوراً.. والشكر والتقدير لحملات الحج البحرينية ولأبطالها العاملين في لجانها المختلفة على تضحيتهم وتفانيهم في العمل وحرصهم على راحة ضيوف الرحمن.. جعل الله عملهم في موازين حسناتهم يوم القيامة.
* أتنسم العطر الفواح من أرجاء مشاعر الحج المباركة، فإذا بي أزداد شوقاً لأرتمي في أحضان هذه المساحات الإيمانية المباركة، التي تشعل النفس همة ونشاطاً وحيوية في ميادين الخير.. هي ميادين رائعة تتعلق بها قلوب المحبين وأشواق التائبين، وتتأثر قلوبنا لما نراه من حنين وشوق لحجاج تطأ أقدامهم لأول مرة على أرض مكة المباركة، فإذا بهم ينشدون فرحاً وسعادة أن أكرمهم المولى الكريم بهذه الحجة الوحيدة في حياتهم والتي ينتظرونها منذ سنوات.. وإذا بدموعهم تقطر فرحاً وسعادة أن أكرمهم المولى الكريم برؤية الكعبة الشريفة، والصلاة في المسجد الحرام.. وإذا بهم مجموعات متناسقة متناغمة يدعون بقلوب واحدة ولسان واحد: «لبيك اللهم لبيك..».. هم كذلك لأنهم أيقنوا أن الحياة السريعة قد لا تمهلهم كثيراً لأداء حجهم.. ولكنهم قد استيقظوا على أنغام الإيمان الذي أكرمهم المولى به ليكونوا في ضيافته في أطهر البقاع وفي أشرف أوقات الزمان على الإطلاق.. ولمن لم ينوِ بعد الحج.. سارع قبل أن تغادر..
* قال صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعطَ بعد اليقين خيراً من العافية». وقال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ». وقال عليه الصلاة والسلام: «من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا». وكان عليه الصلاة والسلام يسأل ربه العفو والعافية إذا أصبح وإذا أمسى: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي».
ويروى أن «الرشيد» قال لابن السماك: عظني -وقد أتي بماء ليشربه- فقال: «يا أمير المؤمنين، لو حبست عنك هذه الشربة أكنت تفديها بملكك؟» قال: نعم. قال: «فلو حبس عنك خروجها، أكنت تفديها بملكك؟» قال: نعم. قال: «فما خير في ملك لا يساوي شربة ولا بولة؟!». فلا تحزن من أي خطب يعتريك، ولا لشدة تنزل بك، ولا لضيق رزق يجوب في طرقاتك أحياناً، ولا تتأفف من واقع تعيشه مرغم أنت أن تعيشه بما قدره الله لك.. اسأل نفسك: هل أنا بصحة وعافية ومن أحبهم ومن يعز عليّ؟ هل أقوى على الوقوف بين يدي الله راكعاً ساجداً متبتلاً؟ هل أستطيع السجود والتذلل لله تعالى في وقت حرم فيه البعض من أن يسجد سجدة لله؟ اسأل نفسك وخاطب تلك الأنفس المتضايقة التي باتت تعيش في حزنها الدفين.. وإن قدر وابتليت.. فهو أيضاً صحة وعافية لك.. فاصبر.. فلك الأجر والمثوبة..
* مع كل وقفة واستراحة وإجازة تقضيها هنا أو هناك، هي بمثابة «التجديد الحياتي لك» والمراجعة المستمرة لأحوال حياتك ومعاملاتك مع الجميع.. استثمر هذه الإجازة والراحة في إعادة حساباتك وتجديد حياتك، فلا تستمر على تلك الأساليب البالية التي اعتقدت أنها مفيدة في التعامل مع غيرك، وبخاصة أولئك الذين ضيعوا أوقاتك بلا فائدة تذكر.. بل انتقل إلى أساليب أكثر فائدة في أسلوب عملك حتى لا تضيع أوقاتك فرجعت حينها إلى النقطة الأولى.. المهم أنك مع كل استراحة تقوى على تغيير الأساليب والقناعات، لتريح نفسك من عناء تلك التخبطات والكلام «الفاضي» الذي لا يجدي ولا ينفع.. لعلك بعد «الاستراحة الحياتية» بقادر أن تقوم نفسك، وبخاصة علاقتك مع الرحمن الرحيم، وأول ما تقوم به أن ترسخ لجذور إيمانية لا تتزعزع مع ملمات الحياة، وبخاصة مع تقدم الأعمال وكثرة الفتن والملهيات والإزعاجات.. وثانيها أن تسعى إلى توطيد أركان «أسرتك» التي أنشأتها من أجل أن تعمر فيها السعادة والطمأنينة والسكينة، وتربي الأبناء على طاعة الرحمن والأخلاق القويمة، وتعزز في نفوسهم آمال وطموحات المستقبل حتى يحققوا طموحاتهم وتبزغ نجوميتهم في سماء العطاء والإنجاز.. وثالثها أن تكون شمساً مشرقة في الخيرات في حياة كل من تحب وفي حياة الناس أجمعين، وأن تعرف كيف تتعامل مع كل نفس لوحدها كما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتعامل مع صحابته الكرام.. وأن تعطي كل ذي حق حقه..
* احرص على أن تكون بينك وبين الله خبيئة لا يعلمها البشر، حتى تناجيه بها في دعواتك، وأن تكون مبادراً وسباقاً في الخيرات.. كما فعل الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي كان حريصاً على خدمة تلك الأرملة العجوز العمياء في الليل، فكان يسابقه في هذا الفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعندما اختبأ ليرى من الذي يقوم على خدمتها فوجده «أبو بكر».. كما سبقه في أفعال كثيرة، حتى قال عنه: «إن يفعل فإنه سباق بالخيرات، ما استبقنا خيراً قط إلا سبقنا إليه أبو بكر».
* ومضة أمل:
اللهم لك الحمد ولك الشكر على سلامة حجاج بيتك الحرام، وعلى انقضاء موسم الحج بيسر وسهولة وطمأنينة بفضلك ومنتك، وبفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين.. اللهم تقبل من حجاج بيتك حجهم، واجعل حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً وسعيهم مشكوراً.. والشكر والتقدير لحملات الحج البحرينية ولأبطالها العاملين في لجانها المختلفة على تضحيتهم وتفانيهم في العمل وحرصهم على راحة ضيوف الرحمن.. جعل الله عملهم في موازين حسناتهم يوم القيامة.