لم يبقَ أحد إلا وأصدر بياناً أو نشر تغريدة في حسابه على «تويتر» ينتقد المجتمع الدولي على عدم اهتمامه بوضع حد لجرائم الإبادة الجماعية بحق مسلمي الروهينغا، ويطالب بالتحرك لإنقاذ المسلمين هناك، لكن أحداً لم يفعل شيئاً غير ذلك سوى المملكة العربية السعودية. ففيما يبدو أنه تبرير لتصريحات وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في هذا الخصوص والتي لم تردف بعمل قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «إن الدبلوماسية الإيرانية لديها اهتمام خاص بأوضاع المسلمين في شتى أنحاد العالم وإن لدى الوزارة خططاً من أجل حل مشاكل المسلمين المظلومين في ميانمار» (....)، معتبراً قيام ظريف إرسال رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أشار فيها إلى الأوضاع التي يعيشها مسلمو الروهينغا في يناير الماضي «عملاً وتحركاً» يستحق الإشادة خصوصاً وأن ظريف أعرب في الرسالة عن «قلقه» ودعا إلى العمل بجدية من أجل معاناة المسلمين هناك!

كل ما فعلته إيران فيما يخص مسلمي الروهينغا حتى الآن – غير الرسالة – هو أنها «دعت إلى وحدة العالم الإسلامي لدعم المسلمين هناك» وإلى رفض تصريحات من أسمتهم بأدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان عن «القتل والتهجير القسري الذي يتعرض له المسلمون في ميانمار» و دعت «المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إيقاف هذه الجرائم المنظمة بأسرع وقت ممكن»، وكل هذا لا قيمة له، فالظلم الواقع على المسلمين هناك والتهجير والمجازر التي ازدادت منذ أغسطس الماضي لا توقفه البيانات الفارغة ولا الرسائل إلى الأمم المتحدة ولا التعبير عن القلق.

قول إيران بأنها «غير راضية عن الأوضاع المؤسفة التي يمر بها المسلمون هناك» ينبغي أن يردف بعمل تثبت به إيران للعالم كله أنها «قول وفعل» كما هي المملكة العربية السعودية وقائدها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك العزم والحزم، وأنها - أي إيران - لا تستغل اسم الروهينغا ولا تتاجر في قضيتهم، وأنها ليست كما هي دائما ترفع شعارات الدفاع عن الإسلام والمسلمين وتعمل لمصلحتها.

اليوم صار العالم كله يعلم أن السعودية لم تكتفِ بإدانة انتهاكات حقوق المسلمين الروهينغا وحرق مساجدهم وأنها تواصلت مع الأمين العام للأمم المتحدة قبل غيرها وأنها قدمت الكثير من أجل هؤلاء الذين غدر بهم الزمان وقسى عليهم أهل ميانمار واعتبروهم دخلاء ليس لهم أية حقوق.

السعودية هي «قلب العالم الإسلامي» وهي التي تستشعر آمال وآلام المسلمين في كل مكان، لهذا لم تكتفٍ بالدعوة إلى طرح قرار يدين انتهاكات حقوق المسلمين الروهينغا وحرق مساجدهم ولكنها تواصلت وتتواصل مع كل ذي علاقة بهذه الأزمة من أجل إيجاد حل لها، وقبله إيقاف الاعتداء أياً كانت أسبابه على المسلمين هناك. السعودية بدأت تحركها وستواصل اتصالاتها لإيجاد حل لهذه الأزمة من موقع «قيادتها للعالم الإسلامي»، وهي كما قال سفيرها لدى تركيا «لم تألُ جهداً إزاء المأساة الإنسانية التي يعيشها مسلمو الروهينغا في ميانمار» وإن قيادة المملكة «قيادة أفعال لا أقوال» وإن سجلات التاريخ تبين «حجم المواقف المشرفة للمملكة حيال الروهينغا طوال 70 عاماً مضت».

إيران اعتبرت أنها قامت بواجبها ومسؤوليتها تجاه الروهينغا بإرسال وزير خارجيتها رسالة في يناير 2017 إلى الأمم المتحدة وإصدار بيان، بينما تبذل السعودية قصارى جهدها رغم أنها تتابع قضيتهم وتدعمهم منذ أكثر من نصف قرن «السعودية قدمت ملايين الدولارات لدعم برامج التأهيل الصحية والتعليمية هناك وبدأت في استضافة الروهينغا منذ عام 1948، ويبلغ عدد المقيمين منهم الآن في المملكة نحو 300 ألف».

راية خلاص الروهينغا بيد السعودية وخادم الحرمين الشريفين وليست بيد إيران، فالسعودية هي «قائد العالم الإسلامي».