حسن الستري
طالبت رئيسة اللجنة التثقيفية والتوعوية بجمعية التوحديين البحرينية سكينة كريمي بضرورة تدريس طلبة المدارس مقررات دراسية تشرح آليات التعامل مع الأطفال "الذاتويين" التوحديين، وذلك لخلق جيل واع يستطيع التأٌقلم مع المصابين بهذا الاضطراب الغامض.
وقالت كريمي لـ"الوطن": نحن مجتمعٌ متكامل، وكانت البحرين – ولا تزال – قدوة في ضرب أسمى معاني التلاحم بين أفرادها، ومن واجبنا أنْ نسعى لتذليل الصعوبات لذوي الاحتياجات الخاصة بشتى الطرق، ماديةً كانت أم نفسية. فها نحن نرى صفوف دمج ذوي التوحد والإعاقات الأخرى في مدارس المملكة، في خطوةٍ جميلةٍ لنيل حقوقهم في التعليم. ولكن هل حصل الجميع على مقاعد دراسية لهم مع بداية هذا العام الدراسي، أمْ أنّ قوائم الانتظار لا تزال تعجّ بالأسماء؟ وهل تمّ تدريب الطلاب داخل المدرسة بكيفية التعامل والتواصل معهم؟
وتابعت: هل قرّرت أربعُ مناهج تربية خاصة على الأقل، طوال السنوات الدراسية لحياة الطالب في المدرسة، بحيث يتعلم مثلاً لغة برايل لذوي الإعاقات البصرية، ويتعلم كيف يساعد التوحديّ على إدراك ما حوله عن طريق برامج التواصل كالبيكس؟ إنه لمن الواجب تخريج أجيالٍ مهتمةٍ بذوي الاحتياجات الخاصة، لأنّ ذلك من شأنه تسهيل دمجهم في المجتمع. فلو كنا جميعاً نعرف لغة الإشارة، لكان من السهل أنْ نتواصل مع الأصم في أي موقف أو زمان. ولو كنا جميعاً على وعيٍ بالاضطرابات الحسية التي يشعر بها التوحديون، لحاولنا أنْ نخفف من أبواق سياراتنا في الشوارع وخصصنا لهم أماكن غير مزدحمة ليقضوا فيها أوقاتهم.
وأضافت: إنّ هدف الأمم ورؤية المجتمعات هي القيام بأفرادها، فنجاح الفرد فيها يعني ازدهار الدولة، وتقدم المجتمع، وتطور الخدمات. كلّ فردٍ في هذا المجتمع هو شخصٌ قادرٌ على الإنتاج وقادرٌ على تحقيق النجاحات، ومنهم الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم لهم من الإنجازات والمواهب الكثير. إنّ الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة إنْ مكنت لهم السبل وأتيحت لهم الفرص، سيدهشونك بما يستطيعون القيام به. ولكن كيف يمكنهم ذلك إنْ لم يتفهم أحدٌ احتياجاتهم، ولا يجدون إلا القليل الذي يمكنهم من التواصل معهم وتقدير قدراتهم؟.
وأردفت: لذوي الاحتياجات الخاصة حقٌّ علينا، في تسهيل حياتهم وتذليل الصعوبات أمامهم، ونيل حقوقهم، ليكونوا أفراداً منتجين في المجتمع، ويقوموا بهذا البلد نحو التطور والسموّ، وكلّنا أمل في مجتمعٍ متفهم ومتكامل بكل أفراده.