أكد سمو الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة أن العمل التطوعي بات أحد العوامل المهمة في العمل الإنمائي منذ بداية الألفية الجديدة.
وقام سمو الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، صباح الخميس بتكريم رواد العمل التطوعي العربي، الذين حصلوا على جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي لعام 2017، خلال الاحتفالية التي أقيمت في جامعة الدول العربية للمرة الأولى في تاريخ الجائزة.
وأشاد سمو الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة راعي الجائزة، بجامعة الدول العربية "بيت العرب"، لاحتضانها فعاليات احتفالية تسليم جائزتنا للعمل التطوعي في نسختها السابعة.
وعبر عن تقدير سموه العميق إلى الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، على هذه المبادرة الطيبة، التي تعكس توجهات الجامعة في المرحلة الراهنة، نحو دعم ومساندة العمل التطوعي في وطننا العربي، والذي تمت ترجمته في إطلاق جامعة الدول العربية لعقد العمل العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016/2026، العام الماضي، لما للمنظمات الأهلية من أدوار حيوية في دعم مسيرة التنمية في ظل التحديات الجسام التي تواجه بلداننا في سبيل تنفيذ خطط التنمية الشاملة لتحقيق الاستقرار والرفاه للمواطن العربي.
وخلال كلمة سموه في الاحتفالية، وجه سمو الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة التهنئة إلى جميع المكرمين الذين قدموا وبذلوا الكثير في خدمة مجتمعاتهم، غير عابئين إلا بمساعدة أوطانهم في مختلف المجالات.
وأكد سموه أن العمل التطوعي بات أحد العوامل المهمة في العمل الإنمائي منذ بداية الألفية الجديدة، كما بات تقدم الدول يقاس بما لديها من مبادرات تطوعية، تعكس الوعي والإدراك لدى مواطنيها، بأهمية تكامل الدور المجتمعي مع خطط التنمية التي تتبناها الحكومات في هذه الدول، كما تعكس ما لدى الجهات الرسمية من تبني لهذه المبادرات، بما يسمح لها للتحرك الإيجابي لسد الفجوات التنموية في بعض المجالات التي قد لا يمكن أن تشملها برامج العمل الحكومية، وهذا ما أدركته مملكة البحرين حيث تحظى الأعمال الانسانية بدعم مباشر من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبإسناد من الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبمؤازة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وأضاف سموه أن العمل التطوعي سمة متأصلة في مجتمعاتنا العربية التي مارست قيم التسامح والتعايش فكانت منارة للعلم والحضارة والرقي والتطور الذي أنار الطريق للعالم أجمع، كما أن تاريخنا العربي يزخر بالعديد من العلامات المضيئة في مجالات البذل والعطاء، والتي تحولت إلى قدوة حسنة للأجيال المتعاقبة.
ولفت سموه إلى أن انطلاقة جائزة سموه للعمل التطوعي العربي، قبل 7 سنوات جاءت من أجل تعزيز ونشر قيم العمل التطوعي لدى أجيال الشباب، ليكملوا ما بدأه الآباء والأجداد من مسيرة عطرة في هذا المجال، من خلال التركيز على النماذج المشرقة في مختلف أنحاء الوطن العربي، واستعراض نجاحاتهم أمام الشباب.
واختتم سمو الشيخ عيسى بن علي كلمته مؤكداً أن البادرة الطيبة من جامعة الدول العربية باحتضان الجائزة تمثل محطة فارقة في تاريخ هذه الجائزة، سوف تسهم في تعزيز دورها في خدمة مجتمعاتنا العربية من خلال تشجيع المشروعات التطوعية التي يستفيد المواطن العربي من المحيط إلى الخليج.
وأثنى على دور الاتحاد العربي للتطوع، والذي حقق نجاحات لافتة خلال الفترة الماضية، كما وجه سموه تحية خاصة إلى الأخوة في جمعية الكلمة الطيبة واللجنة المنظمة للجائزة على جهودهم الملموسة في تطوير الجائزة، وصولا إلى هذه الاحتفالية المميزة اليوم.
فيما أعرب أحمد أبوالغيط عن اعتزازه بالمشاركة في فعاليات الاحتفال بجائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في نسختها السابعة والتي تحتضنها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون والتنسيق المشترك بين جامعة الدول العربية وجمعية الكلمة الطيبة والاتحاد العربي للتطوع، مؤكداً أن هذا الحدث الكبير الذي يشهده العالم العربي للعام السابع على التوالي لتكريم رواد العمل التطوعي في وطننا العربي ووضع خبراتهم ومشاريعهم في بؤرة الضوء في أوساط المتطوعين في كافة الدول العربية.
ووجه الأمين العام لجامعة الدول العربية تحيه تقدير وإعزاز لسمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة على دعمه ورعايته الكريمة لرواد العمل التطوعي في مملكة البحرين خاصة والوطن العربي عامة، وتتويج أعمالهم بمنحهم جائزة أصبحت بفضل دعم ورعاية سموه إحدى أهم الجوائز الممنوحة للمعنيين بالعمل التطوعي عربيا وإقليميا.
وأضاف أن الاحتفال بالجائزة أصبح بمثابة منبر عربي لنشر ثقافة العمل التطوعي وتحفيز المبادرات الخلاقة والتجارب التطوعية المميزة في العالم العرب الأمر الذي ساعد في تسليط الضوء على النماذج المشرفة من قيادات العمل التطوعي في الوطن العربي وعلى قصص النجاح الملهمة لجيل الشباب وتوجيه طاقاتهم لخدمة مجتمعاتهم بغية توريث جب العمل التطوعي من خلال تعميق التواصل بين أصحاب البصمات التطوعية وبين مختلف الأجيال.
ووجه الأمين العام لجامعة الدول العربية التحية إلى حسن بوهزاع رئيس مجلس إدارة جمعية الكلمة الطيبة رئيس الاتحاد العربي للتطوع رئيس اللجنة المنظمة للجائزة وكافة العاملين بالجمعية على تنظيمهم للجائزة أولاً وعلى دورها الفعال في مجال العمل التطوعي، لافتا إلى أنه منذ تأسيس الجمعية في عام 2002 تم إنشاء مجموعة من اللجان والبرامج الهامة التي تخدم جميع الفئات المجتمعية من خلال تقديم مبادرات وبرامج تلبي احتياجات المجتمع وإبراز دور العمل التطوعي في العمل الإنمائي.
ونوه بالدور البارز للاتحاد العربي للتطوع وجهوده في النهوض بمستوى أداء الجمعيات والمتطوعين العرب والشباب بشكل عام، وتعزيز التشبيك بين الجمعيات التطوعية وبين القطاعين الحكومي والخاص في العالم العربي، وتمكينها من خلال التطوير والتدريب والتمويل من أجل نجاح مشروعاتها وتقديم خدماتها النوعية لمجتمعها المحلي.
وشدد أبوالغيط على أن التجارب أثبتت أن بعض الأجهزة الرسمية لا تستطيع وحدها تحقيق كافة غايات ومشاريع التنمية دون المشاركة التطوعية الفعالة للمواطنين والجمعيات الأهلية التي يمكنها الإسهام دور فاعل في عمليات التنمية نظراً لمرونتها وسرعة اتخاذ القرار فيها، ولهذا اعتنت الدول الحديثة بهذا الجانب لمعالجة مشاكل العصر والتغلب على كثير من الظروف الطارئة في منظومة رائعة من التحالف والتكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الأهلي.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن التطوع هو خدمة إنسانية وطنية تهدف إلى حماية الوطن وأهله من أي خطر فالعمل التطوعي وحجم الانخراط فيه أصبح رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها فالأمة كلمات ازدادت في التقدم والرقي ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري، لذلك يلعب العمل التطوعي دور كبير في تكميل العمل الحكومي وتدعيمه لصالح المجتمع عن طريق رفع مستوى الخدمة أو توسيعها.
وأشار إلى أنه قد يصعب على الأجهزة الحكومية في بعض الأحيان توفير كافة الخدمات، وهنا يبرز دور العمل التطوعي لما تتسيم به الأجهزة التطوعية من مرونة وقدرة على الحركة السريعة، عاكساً للصورة الإنسانية للمجتمع، لافتاً إلى أن كم التحديات التي تشهدها المنطقة العربية في الفترة الراهنة تدعو جميع منظمات المجتمع المدني للمساهمة بشكل فعال في العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وجعلها واقعاً ملموساً.
وأشار أبو الغيط إلى أن جامعة الدول العربية تحرص على تعزيز وتقوية دور المجتمع المدني والعمل التطوعي، من أجل إحداث التغير المنشود في مجالات التنمية المجتمعية كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر والمشاركة السياسية وغيرها من القضايا والمشاكل التي تواجهها منطقتنا العربية.
ولفت إلى أنه تم استحداث إدارة منظمات المجتمع المدني في عام 2002 لتكون نقطة اتصال بين منظمات المجتمع المدني وأجهزة وآليات الجامعة العربية في المسائل المتعلقة بتعزيز آليات التعاون والحوار والمشاركة بين الجامعة وآلياتها المنبثقة والمجتمع المدني.
وأوضح أنه في فبراير 2016 توجت مجهودات الجامعة العربية بإطلاق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني 2016- 2026 بهدف خلق بيئة مناسبة وبناء آلية ناجحة بين منظمات المجتمع المدني العربية والحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز وتمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بأدوارهم في تحقيق التنمية المستدامة بجانب الحكومة العربية، لافتا إلى أن العقد العربي استند على أهداف التنمية المستدامة الـ 17 لعام 2030 التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015 من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أن العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني التزام لم يسبق له مثيل من قبل الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية لإشراك منظمات المجتمع المدني في جهود التنمية، وكشف عن الجامعة العربية تعمل حاليا على تعديل الشروط والإجراءات التي تحكم العلاقة مع منظمات المجتمع المدني الأمر الذي سوف يسمح لها بحضور هذه المنظمات في جميع المؤتمرات والأنشطة التي تنظمها جميع أجهزة الجامعة العربية بما فيها البرلمان العربي ولجنة حقوق الإنسان.
وأكد أن الاحتفاء والاحتفال برواد العمل التطوعي في العالم العربي، يأتي كخطوة نحو تعزيز مكانة جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي للعمل التطوعي على المستوى الإقليمي وكذلك العمل على تحقيق رؤية الجائزة في نشر وتعزيز ثقافة العمل التطوعي وتحفيز المبادرات الخلاقة والتجار التطوعية المميزة في العالم العربي بالإضافة إلى تسليط الضوء على النماذج المشرفة من قيادات العمل التطوعي في الوطن العربي وعلى قصص النجاح الملهمة لجيل الشباب، وتكريم رواد العمل التطوعي في العالم العربي ووضع خبراتهم ومشاريعهم في بؤرة الضوء في أوساط المتطوعين من كافة الدول العربية.
فيما ألقى رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة د.عبدالله معتوق المعتوق، في كلمة نيابة عن المكرمين، أعرب خلالها عن اعتزازه بالمشاركة في منتدى من منتديات الخير والعمل التطوعي.
وأشاد باحتضان جامعة الدول العربية "قلعة العروبة" لحفل النسخة السابعة من جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة للعمل التطوعي، تقديرا منها للدور الريادي والمتميز الذي تضطلع به مملكة البحرين في دعم العمل التطوعي عربيا واسلاميا.
وتوجه المعتوق نيابة عن المكرمين بالشكر الامتنان لسمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة لرعايته هذه الجائزة الرفيعة، دعما وتشجيعا لثقافة العمل التطوعي، كما نوه بدور جمعية الكلمة الطيبة والاتحاد العربي للتطوع لتنظيمهما هذه الاحتفالية ودورهما الكبير والملموس في دعم مشروعات العمل التطوعي في مختلف المجالات وتفعيل جهود الشباب العربي في خدمة أوطانه والعمل على تنميتها وازدهارها وتطورها.
وأكد المعتوق أن العمل التطوعي هو أحد السمات الراقية والنبيلة التي تميز المجتمعات المتحضرة ومملكة البحرين بالشراكة مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي ضربت المثل في البذل والعطاء وتشجيع التنمية المستدامة وتنمية وعي الشعوب بقضايا العمل التطوعي، ووجه تحية إجلال وتقدير لمملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً.
وأشار إلى أنه في ظل تعدد الأزمات الإنسانية وتصاعد الأخطار المحدقة بالعديد من الدول والشعوب في العالم تأتي مثل هذه المبادرات والبرامج والمؤتمرات الإنسانية لتشكل خطوة مهمة في مسار العمل على تخفيف وطأة هذه الأزمات ومواجهة مضاعفاتها الإنسانية، مؤكداً أن الفوز بهذه الجائزة هو مسؤولية جديدة وتكليف إضافي وتكريم لبلدي الكويت وجميع العاملين في الحقل الإنساني والعمل التطوعي.
وشهدت الاحتفالية عرض فيلم تسجيلي عن تاريخ الجائزة كما عرض فيلم تسجيلي عن أهم منجزات الاتحاد العربي للتطوع خلال العام الماضي.
وقام سمو الشيخ عيسى بن على بن خليفة آل خليفة وأحمد أبوالغيط بتكريم 15 شخصية عربية يمثلون أكثر من 10 دول عربية لإسهامات التطوعية على المستوى العربي.
وشملت قائمة المكرمين كل من الوزيرة نجلاء بنت محمد العور - وزيرة تنمية المجتمع (الإمارات)، د.عبدالله المعتوق - رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والمستشار بالديوان الأميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (الكويت)، والشيخ سهيل سالم بهوان - رئيس مجلس إدارة مجموعة سهيل بهوان القابضة ورئيس مؤسسة سهيل بهوان الخيرية (عمان)، د.حسن إبراهيم كمال - نائب الرئيس ورئيس المكتب التنفيذي باللجنة الوطنية للمسنين والأمين العام لجمعية البحرين الخيرية (البحرين).
كما ضمت هبة هلال السويدي - مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة أهل مصر الخيرية (مصر)، ومحمد علي الحالمي – رجل أعمال (اليمن)، د.عبدالله ساعف – أستاذ في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ومدير معهد التنمية الاجتماعية كما شغل سابقاً منصب وزير التربية الوطنية (المغرب)، وحيد بن الطيب العبيدي – القائد العام للكشافة التونسية (تونس)، ومنى حسن محمد (الصومال)، وسمية أحمد القارمي – الرئيس الفخري لمؤسسة وطن العيد روس التنموية النسوية ومؤسس ائتلاف أصوات النساء وعضو مؤتمر الحوار الوطني (اليمن)، وتوفيق راشد سلطان أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة (لبنان)، وهشام فايز الشراري – وزير سابق للشباب كما شغل عدد من المناصب الأخرى الهامة (الأردن)، وأماتي بنت حمادي - رئيس المجموعة الحضرية لنواكشوط كما كانت تشغل منصب وزيرة الوظيفة العمومية (موريتانيا)، د.طلال توفيق أبوغزالة – مؤسس ورئيس مجموعة أبوغزالة الدولية (الأردن)، وبشير صادق جموعه – رجل أعمال (السودان).