في كل الدول التي زارها أخيراً أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال «إن الدوحة على استعداد للجلوس على الطاولة لحل هذه القضية» وإنها «تدعم وساطة دولة الكويت»... «حتى الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف». وهو قول يردده يومياً وزير خارجيته ومختلف المسؤولين في قطر لمختلف وسائل الإعلام، لكنه لا يترجم إلى فعل، فقطر تلحق هذا القول بقول آخر ولكن بصوت منخفض ملخصه أن الجلوس «سيتم بشروطنا» وهي شروط لا يمكن أن تقبل بها الدول الأربع أبداً لأن بقبولها لها تنتفي الحاجة إلى الطاولة! قطر تريد من الدول الأربع أن تتراجع عن المطالب الـ13 والمبادئ الـ6 وربما تريد منها أن تعتذر وتعوضها عن خسائرها لتنضم من ثم إلى طاولة الحوار!
القصة ليست في التصريح بالاستعداد للجلوس على الطاولة، فهذا كلام وإن جاء على لسان رأس الدولة القطرية إلا أنه من الواضح أنه «لزوم الاستهلاك» ليس إلا، بدليل أن قطر تردد يومياً على لسان كل مسؤوليها قبولها بالجلوس على الطاولة، بل رغبتها في ذلك، لكنها لا تترجم هذا القبول وهذه الرغبة إلى واقع وتضع ألف شرط وشرط كي تفعل. ولهذا فإن من الطبيعي أن تتعوق الوساطة الكويتية ويتعوق كل جهد وكل رغبة تصب في اتجاه إنهاء هذه الأزمة.
من يقول إنه على استعداد للجلوس على الطاولة عليه أن يؤكد صدق نيته وعزمه بالجلوس إليها في التو والحال، ومن يقول إنه لا يريد للأزمة أن تتعقد أكثر وتنتهي سريعاً عليه أن يسارع إلى الجلوس على الطاولة، ومن يقول بهذا وذاك عليه أن يترجم أقواله إلى أفعال خصوصاً وأن الأبواب لاتزال مشرعة والطريق سالك وبالإمكان التوصل إلى حلول «ترضي الجميع». موضوع كهذا لا ينفع معه مجرد القول بأن الدوحة «على استعداد للجلوس على الطاولة»، فمثل هذا القول إن لم يترجم إلى واقع لا فائدة منه لأن المطلوب هو أن يصير واقعاً لا أن يظل قولاً.
ما ينبغي أن تعرفه قطر جيداً هو أنها لم تعد في خانة من بإمكانه أن يفرض الشروط على الآخرين وإنما في خانة من عليه أن يستجيب لشروط الآخرين. هذه الحقيقة لو أدركتها قطر فإنها تكون قد اقتربت من المخرج الذي يمكن أن يقودها إلى حل أزمتها.
مشكلة قطر أن العناد هو الذي يقودها ويحكم مواقفها، فكل ردود فعلها مبنية على العناد، وهذا لا يعينها على حل أزمتها. مشكلة كهذه تحتاج منها أن تتواصل مع الطرف الآخر بعيداً عن الإعلام والتصريحات المستفزة وتحاول أن تتفاهم معه على حلول يحصل بها الطرفان على ما يرضيهما، وهذا لا يمكن أن يتحقق بالإصرار على المواقف والعناد وفرض الشروط وإنكار كل التهم الموجهة إليها والتي لولا تأكد الدول الأربع منها لما وجهتها إليها ولما حصل كل هذا الذي حصل. ولأن مشكلة كهذه لا يمكن أن تنتهي بالتصريح والنفي كون الأدلة ثابتة والشواهد كثيرة لذا فإن حلها يكون بالإسراع في الجلوس على الطاولة كي لا تزداد تعقيداً. وقبل كل هذا على قطر أن توقف آلتها الإعلامية التي لن توصلها إلى مفيد بل على العكس تزيد من ضعف موقفها وتكبدها خسائر أكبر، فإعلامها لا يكتفي بالنفي ولكنه يهاجم بشراسة وينطلق من معلومات يعرف المسؤولون القطريون جيداً أنها غير صحيحة وأن المراد منها هو الإساءة إلى الدول الأربع.
الأزمة القطرية لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة ولا بالتصريحات العائمة والتي لا تترجم إلى واقع، والقول بالاستعداد للجلوس على الطاولة يختلف عن الجلوس الفعلي عليها.
القصة ليست في التصريح بالاستعداد للجلوس على الطاولة، فهذا كلام وإن جاء على لسان رأس الدولة القطرية إلا أنه من الواضح أنه «لزوم الاستهلاك» ليس إلا، بدليل أن قطر تردد يومياً على لسان كل مسؤوليها قبولها بالجلوس على الطاولة، بل رغبتها في ذلك، لكنها لا تترجم هذا القبول وهذه الرغبة إلى واقع وتضع ألف شرط وشرط كي تفعل. ولهذا فإن من الطبيعي أن تتعوق الوساطة الكويتية ويتعوق كل جهد وكل رغبة تصب في اتجاه إنهاء هذه الأزمة.
من يقول إنه على استعداد للجلوس على الطاولة عليه أن يؤكد صدق نيته وعزمه بالجلوس إليها في التو والحال، ومن يقول إنه لا يريد للأزمة أن تتعقد أكثر وتنتهي سريعاً عليه أن يسارع إلى الجلوس على الطاولة، ومن يقول بهذا وذاك عليه أن يترجم أقواله إلى أفعال خصوصاً وأن الأبواب لاتزال مشرعة والطريق سالك وبالإمكان التوصل إلى حلول «ترضي الجميع». موضوع كهذا لا ينفع معه مجرد القول بأن الدوحة «على استعداد للجلوس على الطاولة»، فمثل هذا القول إن لم يترجم إلى واقع لا فائدة منه لأن المطلوب هو أن يصير واقعاً لا أن يظل قولاً.
ما ينبغي أن تعرفه قطر جيداً هو أنها لم تعد في خانة من بإمكانه أن يفرض الشروط على الآخرين وإنما في خانة من عليه أن يستجيب لشروط الآخرين. هذه الحقيقة لو أدركتها قطر فإنها تكون قد اقتربت من المخرج الذي يمكن أن يقودها إلى حل أزمتها.
مشكلة قطر أن العناد هو الذي يقودها ويحكم مواقفها، فكل ردود فعلها مبنية على العناد، وهذا لا يعينها على حل أزمتها. مشكلة كهذه تحتاج منها أن تتواصل مع الطرف الآخر بعيداً عن الإعلام والتصريحات المستفزة وتحاول أن تتفاهم معه على حلول يحصل بها الطرفان على ما يرضيهما، وهذا لا يمكن أن يتحقق بالإصرار على المواقف والعناد وفرض الشروط وإنكار كل التهم الموجهة إليها والتي لولا تأكد الدول الأربع منها لما وجهتها إليها ولما حصل كل هذا الذي حصل. ولأن مشكلة كهذه لا يمكن أن تنتهي بالتصريح والنفي كون الأدلة ثابتة والشواهد كثيرة لذا فإن حلها يكون بالإسراع في الجلوس على الطاولة كي لا تزداد تعقيداً. وقبل كل هذا على قطر أن توقف آلتها الإعلامية التي لن توصلها إلى مفيد بل على العكس تزيد من ضعف موقفها وتكبدها خسائر أكبر، فإعلامها لا يكتفي بالنفي ولكنه يهاجم بشراسة وينطلق من معلومات يعرف المسؤولون القطريون جيداً أنها غير صحيحة وأن المراد منها هو الإساءة إلى الدول الأربع.
الأزمة القطرية لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة ولا بالتصريحات العائمة والتي لا تترجم إلى واقع، والقول بالاستعداد للجلوس على الطاولة يختلف عن الجلوس الفعلي عليها.