الهجرة النبوية، ذلك المفهوم العظيم والممتد عبر مئات السنين، ذلك الفعل والقرار الأعظم فى حياة المسلمين والذي لانزال نستلهم دروسه ومواعظه العظيمة، ونتعجب من هذا الإيمان الفريد من نوعه، حيث ترك الوطن والأهل والممتلكات، حفظاً للإيمان، وفراراً بالدين من جبال مكة وشعابها وتضييق أهلها على المسلمين الأوائل.
الهجرة ليست حدثاً كما يظن البعض ولكنها مفهوم شامل للخروج من سجن الكفر والشرك وكل ما هو ذميم إلى فضاء الإيمان بالله والثقة بالنفس والعزيمة من أجل ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية العظيمة في النفوس أولاً قبل تأصيلها في المجتمع، الهجرة هي الفيصل في حياة كل إنسان بين طريقين، أحدهما ينتهي بالنصر، والآخر بالخذلان، هي الفيصل بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين العزيمة واليأس، ولذلك لم يشفع الله للمسلمين الأوائل الذين عاشوا في مكة عدم هجرتهم مع إخوانهم، بحجة أنهم كانوا مستضعفين في الأرض، ليأتيهم الرد القرآني، بأنه «ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها»، لأن الحياة في ضعف واستكانة تتناقض تماماً مع المغزى والهدف الحقيقي من الهجرة، وهي الثبات على المبدأ والإيمان بالنجاح والفلاح في تحقيق الهدف المرجو.
لن أتحدث عن الهجرة بطريقة السرد المتتالي للأحداث وهي طريقة الدعاة والوعاظ والتي نحفظها عن ظهر قلب، ولكن سأتحدث عما فهمته من الهجرة ودوافعها ونتائجها الرائعة والتي إذا تدبرناها اكتشفنا فيها الكثير والكثير من الدروس والعبر، التي تزيد الإنسان تمسكاً بثوابت النجاح والفلاح، ليس على المستوى الديني فقط، ولكن على المستوى الدنيوي.
فالطالب في مدرسته يحتاج لهذا الفهم العميق من دروس الإرادة والتحدي والنظر إلى مستقبله ومستقبل وطنه، وكذلك الموظف والطبيب والمهندس والسياسي والرياضي و.. و.. و.. إلخ. لذلك كنت ومازلت أتمنى من الدعاة والوعاظ تحت قيادة كبار رجال الدين أن يستخرجوا لنا هذا الفهم العميق للأحداث التي جرت في العهد النبوي بما يتناسب مع تطورات الحياة وتغير الظروف زماناً ومكاناً بدلاً من أسلوب السرد والذي أصبح مملاً من تكراره بنفس الأسلوب.
نحتاج حقيقة تجديداً للخطاب الديني يخرجنا من سجن المحاكاة النصية لزمن بعيد إلى سعة الفهم العقلاني لحاضر ومستقبل قريب يربط بين عظماء الماضي الذين عاشوا في ظروف صعبة وبين أجيال حاضرة ومتمردة يصعب ترويضها إلا بالتواصل الحقيقي معهم، بظروف ومعطيات عصر حديث، القيم والثوابت لا تتغير ولا تتبدل ولكن البيئة تؤثر في أبنائها والقيام بالدعوة إلى الله وإلى الفلاح في الدنيا والآخرة ليس فقط مهمة رجال الدين، ولكنه أيضاً مهمة ومسؤولية كل إنسان مفكر يملك قدراً لا بأس به من العلم والثقافة والتفكير الممنهج المبني على أسس صحيحة.
الهجرة النبوية نجحت لأن رسول الله وأصحابه كانوا عباقرة، يستشيرون بعضهم بعضاً في مناخ ديمقراطي، لم يكن له مثيل في زمنهم، نجحوا عندما تآخى المهاجر مع الأنصاري والسيد مع العبد والأبيض مع الأسود والعربي مع الأعجمي، وجميعهم لم يكن لهم هدف إلا نصرة الدين ورفع رايته في محيط من الشرك ونجحوا في تأسيس دولة للإسلام جابت الأرض مشرقاً ومغرباً، وقضت على أكبر إمبراطوريتين في العالم «الفرس والروم». الهجرة النبوية بدأت وانتصرت للمهاجرين ولايزال باب النصر فيها مفتوحاً إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأن الهجرة معنى عظيم وممتد وليست مجرد حدث تاريخي مؤقت ومنتهٍ.
الهجرة ليست حدثاً كما يظن البعض ولكنها مفهوم شامل للخروج من سجن الكفر والشرك وكل ما هو ذميم إلى فضاء الإيمان بالله والثقة بالنفس والعزيمة من أجل ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية العظيمة في النفوس أولاً قبل تأصيلها في المجتمع، الهجرة هي الفيصل في حياة كل إنسان بين طريقين، أحدهما ينتهي بالنصر، والآخر بالخذلان، هي الفيصل بين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين العزيمة واليأس، ولذلك لم يشفع الله للمسلمين الأوائل الذين عاشوا في مكة عدم هجرتهم مع إخوانهم، بحجة أنهم كانوا مستضعفين في الأرض، ليأتيهم الرد القرآني، بأنه «ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها»، لأن الحياة في ضعف واستكانة تتناقض تماماً مع المغزى والهدف الحقيقي من الهجرة، وهي الثبات على المبدأ والإيمان بالنجاح والفلاح في تحقيق الهدف المرجو.
لن أتحدث عن الهجرة بطريقة السرد المتتالي للأحداث وهي طريقة الدعاة والوعاظ والتي نحفظها عن ظهر قلب، ولكن سأتحدث عما فهمته من الهجرة ودوافعها ونتائجها الرائعة والتي إذا تدبرناها اكتشفنا فيها الكثير والكثير من الدروس والعبر، التي تزيد الإنسان تمسكاً بثوابت النجاح والفلاح، ليس على المستوى الديني فقط، ولكن على المستوى الدنيوي.
فالطالب في مدرسته يحتاج لهذا الفهم العميق من دروس الإرادة والتحدي والنظر إلى مستقبله ومستقبل وطنه، وكذلك الموظف والطبيب والمهندس والسياسي والرياضي و.. و.. و.. إلخ. لذلك كنت ومازلت أتمنى من الدعاة والوعاظ تحت قيادة كبار رجال الدين أن يستخرجوا لنا هذا الفهم العميق للأحداث التي جرت في العهد النبوي بما يتناسب مع تطورات الحياة وتغير الظروف زماناً ومكاناً بدلاً من أسلوب السرد والذي أصبح مملاً من تكراره بنفس الأسلوب.
نحتاج حقيقة تجديداً للخطاب الديني يخرجنا من سجن المحاكاة النصية لزمن بعيد إلى سعة الفهم العقلاني لحاضر ومستقبل قريب يربط بين عظماء الماضي الذين عاشوا في ظروف صعبة وبين أجيال حاضرة ومتمردة يصعب ترويضها إلا بالتواصل الحقيقي معهم، بظروف ومعطيات عصر حديث، القيم والثوابت لا تتغير ولا تتبدل ولكن البيئة تؤثر في أبنائها والقيام بالدعوة إلى الله وإلى الفلاح في الدنيا والآخرة ليس فقط مهمة رجال الدين، ولكنه أيضاً مهمة ومسؤولية كل إنسان مفكر يملك قدراً لا بأس به من العلم والثقافة والتفكير الممنهج المبني على أسس صحيحة.
الهجرة النبوية نجحت لأن رسول الله وأصحابه كانوا عباقرة، يستشيرون بعضهم بعضاً في مناخ ديمقراطي، لم يكن له مثيل في زمنهم، نجحوا عندما تآخى المهاجر مع الأنصاري والسيد مع العبد والأبيض مع الأسود والعربي مع الأعجمي، وجميعهم لم يكن لهم هدف إلا نصرة الدين ورفع رايته في محيط من الشرك ونجحوا في تأسيس دولة للإسلام جابت الأرض مشرقاً ومغرباً، وقضت على أكبر إمبراطوريتين في العالم «الفرس والروم». الهجرة النبوية بدأت وانتصرت للمهاجرين ولايزال باب النصر فيها مفتوحاً إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأن الهجرة معنى عظيم وممتد وليست مجرد حدث تاريخي مؤقت ومنتهٍ.