ظهر بصيص أمل جديد للعثور على الطائرة الماليزية المفقودة بعد أكثر من عشرة أسابيع على فقدانها، وبعد تراجع الآمال في الوصول لأي أثر إليها، حيث يعمل اثنان من كبار خبراء الجغرافيا على خريطة متطورة ومفصلة للمحيط الهندي قد تقود إلى تحديد مكان الطائرة. وكانت الطائرة الماليزية قد اختفت تماماً فجر يوم الثامن من مارس الماضي فور مغادرتها الأجواء الماليزية، وهي من طراز (بوينغ 777) وكانت تقل الرحلة (MH370) وعلى متنها 239 شخصاً كانوا في طريقهم من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين. وبحسب جريدة "ديلي ميل" البريطانية فإن اثنين من كبار الخبراء العالميين أعدوا خريطة جديدة أكثر تفصيلاً وتطوراً للمحيط الهندي، ومن شأنها أن تساعد فريق البحث في تحديد مكان الطائرة المفقودة أو العثور على أي من حطامها أو آثارها، أو تحديد المكان الذي يمكن أن تكون قد تحطمت فيه. وتم وضع الخارطة الجديدة من قبل كل من والتر سميث وكارين ماركس الخبيرين في المركز الوطني للمحيطات والغلاف الجوي بولاية ميريلاند الأميركية. وتوضح الخريطة الجديدة تضاريس المحيط بما فيه من تلال وهضاب وخصائص للأرض في باطن المحيط الهندي، الذي يشهد عمليات بحث واسعة منذ الثامن من مارس الماضي، حيث يسود الاعتقاد بأن الطائرة قد تحطمت في مكان ما هناك. وتشمل الخارطة المفصلة والمتطورة مساحة 1400 كيلومتر من المحيط، وتضم الموقع الذي تم فيه مرتين التقاط إشارات يُعتقد أنها من الصندوق الأسود بالطائرة المفقودة. وتتضمن الخارطة هضبتين قريبتين من الموقع الذي تم فيه سماع الإشارات وجرى فيه البحث طوال الأسابيع الماضية. كما تمكنت الخريطة من تحديد النقطة الأعمق في منطقة البحث، حيث تبين أنها تبعد عن سطح الماء خمسة أميال (7.9 كيلومتر)، فيما يظهر من الخارطة أن الجبال والهضاب تحت الماء ترتفع عن أعمق نقطة بنحو ثلاثة أميال (5 كيلومترات تقريباً). وقال والتر سميث، أحد الخبيرين اللذين وضعا الخريطة، إن صور الأقمار الصناعية تستطيع أن تظهر التضاريس الخاصة بالأماكن الكبيرة، وما عدا ذلك فلا يظهر في خرائط الستلايت، فيما تم تجاوز هذه المشكلة في الخارطة الجديدة حيث تم توضيح تضاريس منطقة المحيط باستخدام بيانات ومعلومات تم الحصول عليها من مصادر مختلفة. ويؤكد سميث أن التضاريس والأعماق الظاهرة في الخريطة يمكن أن تساعد الباحثين في تحديد واختيار الأماكن المناسبة التي يُعتقد أن الطائرة المفقودة قد تحطمت فيها، كما أن معرفة الشكل المفصل لما هو تحت سطح الماء يمكن أن يساعد في التنبؤ بشأن المكان الذي يمكن أن يكون حطام الطائرة عائماً فيه. لكن الخبير سميث أكد أن "الخارطة الجديدة ليست خارطة طريق من أجل الوصول إلى الطائرة المفقودة، كما أنها ليست خريطة رسمية لمنطقة البحث عن الطائرة". وتابع: "نحن نرسم في فرشاة واسعة جداً جداً". ويجري البحث منذ أسابيع في منطقة محددة تقع جنوبي المحيط الهندي، وغرب شواطئ أستراليا، حيث يسود الاعتقاد بأن الطائرة يمكن أن تكون قد تحطمت هناك، إلا أن أسابيع من البحث لم تنته إلى أية نتيجة، وهو ما اضطر السلطات الماليزية أخيراً إلى الإعلان عن نيتها توسيع أعمال البحث وعدم الاقتصار على المنطقة القريبة من أستراليا. ويشير الخبير سميث إلى أن عمليات البحث التي تجري في المنطقة المشار إليها من المحيط الهندي صعبة ومعقدة بسبب أن ما هو معروف ومفهوم من قبل الخبراء عن تلك المنطقة قليل جداً. وأضاف: "إنه جزء معقد جداً من العالم، والمعلومات المعروفة عنه قليلة جداً". كيف يتم تتبع الطائرات؟ يتم تتبع الطائرات بعد فقدانها أو سقوطها بواسطة "الصندوق الأسود" الذي يتضمن جهاز بث صغيرا يواصل إرسال إشارات "راديوية" لمدة ثلاثين يوماً، على أن هذا الصندوق يكون مخزناً فيه تسجيلات صوتية لكل ما يدور من أحاديث في غرفة قيادة الطائرة، إضافة إلى أنه يتم تخزين العديد من البيانات الخاصة بالرحلة عليه. ويوجد في الصندوق الأسود جهاز يُسمى (ADS-B) ويقوم هذا الجهاز ببث اشارات الى أجهزة المراقبة الأرضية في كل ثانية، حيث تساعد هذه الاشارات على تحديد مكان الجهاز، وبالتالي مكان الصندوق الأسود ومكان حطام الطائرة تبعاً لذلك. ويمكن لطاقم الطائرة الحديث الى شركة الطيران وأبراج المراقبة الأرضية عبر قنوات مستقلة، ويتم تسجيل هذه المكالمات أيضاً على الصندوق الأسود في حال حدوثها. ومن شأن التسجيلات الصوتية لغرفة القيادة في الطائرة أن تحل الكثير من الألغاز المتعلقة بتحطمها واختفائها في حال تم الوصول إلى هذه التسجيلات بعد أن يتم العثور على الصندوق الأسود. ومن المفترض أن يكون الصندوق الأسود للطائرة الماليزية (MH370) قد توقف عن ارسال الاشارات بشكل كامل منذ مرور شهر على فقدان الطائرة، وهو ما يجعل من الوصول الى الصندوق أمراً بالغ الصعوبة، خاصة في حال كانت الطائرة قد تحطمت بالفعل في المحيط الهندي، ما يجعل البحث عن الصندوق أشبه بالبحث عن ابرة في كومة قش.
International
الطائرة المفقودة: خريطة جديدة للبحث عنها
29 مايو 2014